المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
][ عــذب الـكــلام ][ تم إيقاف نشر مواضيع جديدة في القسم / يمكن لك عزيز العضو أن تضيف تلك المقالات في المدونة الخاصة بك في المنتدى بالضغط هنـــا |
إضافة رد |
|
أدوات الموضوع |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
بعد الفراق....
عندما يكون اللقاء حلم تتشهاه أنفسهن ويكون العناق أمنية مستحيلة عندها ماذا يتبقى منهن؟!! تلك هي الصورة الأولى لكن الحياة لا تتوقف عندها كما نعتقد، بل تستمر طويلا ً برغم الألم ورغم العذاب لنجد حديقة حياتنا يوما ً قد نبت بها برعم أخضر، ونجد أن خيوط النور قد شقت طريقها لقلوبنا من جديد، وأن الحياة مستمرة بهذا الأمل الذي يطل علينا بين فينة ٍ وأخرى من العلياء، من رحمة الله، من رأفته بنا، وحنوه علينا... ذلك الأمل الذي يدفع ببعض النساء أن يتقدمن الصفوف ويتحولن إلى مجاهدات في هذه الحياة في رحلة ٍ مليئة ٍ بالخوف والألم والرغبة، تلك النساء هن من فقدن بيوم ٍ من الأيام من كان لهن السند والعضد وزاد العمر الباقي، ذلك الرجل الذي ألقين بيوم ٍ من الأيام عليه عبء الحياة وثقلها ليجدن أنفسهن مجبرات على لعب دور الرجل والمرأة بآن ٍ واحد، فلنستمع أعزائي لما في جعبة ضيفتنا اليوم من حكاية.... ودارت لحظة صمت أعقبت حديث مذيعة برنامج "حكايات" لتسترسل من جديد موجهة ً حديثها لأم دانة التي قدمت للبرنامج برغبتها لتسمح لمئات الآلاف من الناس أن يشاركوها قصتها، وحزنها، ودمعتها... بدأت حديثها بصوت ٍ متحشرج قائلة ً:غدوت أرملة منذ سبعة عشر عاما ً، حين بدأ الزمن يحيك لي خيوط حكاية ٍ حزينة، صفحتها الأولى الفرح، وصفحتها الثانية الصدمة والألم لرحيل ذاك الزوج العطوف الذي شد في يوم ٍ من أيام الصيف الحارة رحاله حاجا ً إلى بيت الله الحرام، وودعته بكل الحب والشوق على أمل اللقاء القريب، وقد مرت الأيام سريعة وحجاج بيت الله يرددون بلهفة لقاء الحبيب لبيك اللهم لبيك ونحن مجتمعون نستمع إليهم بتمعن وننتظر اليوم الموعود حين يعود حبيبنا إلينا بعد لقائه بالحبيب، وجاء العيد و لم يجتمع شملنا بعد حتى جاءت اللحظة التي أسدل فيها الكون ظلماته علينا وحل فيها سكون الصدمة الأولى وطرق سمعنا طارق الشؤم حين علمنا أن مجموعة كبيرة من حجاج بيت الله الحرام قد قضوا نحبهم في النفق وهم يرمون الحجارة، وبدأت الأخبار تتضارب وتتوالى تارة ً مؤكدة وتارة ً تنفي الخبر حتى مرت ثلاثة أيام كنا بها نعيش على الأمل الذي يبقي بعض الروح في الرمق، ولكن الخبر كان مؤكدا ً والمصيبة عظيمة، والبعد هو ما كان يمزقنا، كلما تذكرت أنه قضى نحبه بعيدا ً عن الوطن أشعر أن سكينا ً ينسل ليطعنني طعنة ً نافذة، لكنه القدر الذي لابد من تقبله شئنا أم أبينا، وعندها تأكدنا أنها الحقيقة، لتبدأ عندها رحلة الألم والعذاب..... رحل زوجي في ريعان الشباب فلم يتجاوز عمره الأربعين عاما ً عند وفاته، وأحمد الله كثيرا ً أن قد اختاره شهيدا ً بين شهدائه الأبرار وأدعو الله العلي القدير أن يجمعني معه في جنان الرحمن... رحل الأب الحاني، والزوج المحب، وسيد هذا البيت.... رحل تاركا ً لي فلذتين صغار، كبراهما لم تتجاوز السنوات الخمس، وصغراهما تخطو في ربيعها الثالث، وكانت المهمة صعبة، والأمانة عظيمة، فأنا الأب والأم، أنا الناصح والمرشد، أنا عز الأب، وعش الأم، أنا الأهل والعشيرة... رحل مودعا ً إيانا ببضع كلمات مازلت أسمع صداها كأنه يقولها بالأمس، فعند الوداع قال لي موصيا ً{ اهتمي بابنتيّ، أحسني تربيتهما، ولا تغفل عيناك عنهما أبدا} فكأنما قلبه الرقيق كان يشعر بأنها الوصية الأخيرة، والوداع الأخير، والنظرة الأخيرة لأحبة هذا البيت السعيد... مضت الأيام سريعة وليس لنا في هذه الدنيا من أحد ٍ سوى الله، لكن السنوات تمضي، رغم الحزن، ورغم المر، يرحل الصيف ليأتي الشتاء، وتتعاقب الفصول لتمضي السنون دون أن نشعر بأنها تأخذنا للبعيد، إلى حيث لا يمكن للذكريات إلا أن تكون زادنا الأوحد، إنها سنة الحياة يموت أحدهم ليولد آخر، ومن بين العتمة يبزغ القمر، ولهذا فالحزن لا يمكن أن يكون أكبر، فقد كان منذ ولادته كبيرا ً، ومع الوقت بدأ يتلاشى ويصغر وما نحمله في داخلنا من صور يبقى عابقا ً في الذاكرة لا ينسى أبدا ً إن لي اليوم عينان لست أرى الدنيا دونهما، إنهما ابنتيّ، نور حياتي، ولون سعادتي، وسر بقائي... أحبهما جدا ً... بقدر المحن التي مررنا بها أحبهما جدا ً ... بقدر العذاب وقدر الألم أحبهما جدا ً ... أحبهما جدا ً ... لم تستطع أم دانة إكمال حديثها فقد غصت بدموعها وكانت بحاجة للصمت... حينها ختمت المذيعة البرنامج موجهة حديثها للمستمعين... أعزائي المستمعين... الحياة رحلة ٌ مليئة ٌ بالحزن والفرح على حد ٍ سواء، وهي مليئة بالإخفاقات والانتصارات كذلك، ولكن تبقى روعة الحياة بتمازج ألوانها، وتقلب أحوالها، وتظل الحياة جميلة ً نابضة طالما كان الأمل رفيقا ً لنا... |
|||
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
تبقى روعة الحياة بتمازج ألوانها
نعم ستبقى الحياة نابضة كم رحل عنا أناس احببناهم وحسبنا ان الحياة ستتوقف عند ذلك لكن ها هى الحياة تسير ربما تسير بطيئة لكنها تسير تسلمى على الطرح الجميل تحياتى |
|||
مشاركة [ 3 ] | ||||
|
||||
|
طرح حلو
مودتي @مديرة اعمال@ |
|||
مشاركة [ 4 ] | ||||
|
||||
|
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا ً إخوتي الأعزاء على الردود الرائعة شكرا ً لكل من زار موضوعي وقرأ قصصي وكم تمنيت أن أعرف من قام بزيارتي كي أشكره حتى وإن لم يترك لي تعليق ولكن سياسة الموقع تعرض عدد الزوار فقط دون أسمائهم تحياتي للجميع |
|||
مشاركة [ 5 ] | ||||
|
||||
|
ماأروعها من سطور رسمت لنا حال الدنيا بإختصار
للأسف لانستطيع ان نرسم طريق حياتنا بأيدينا لذلك نمر بسلسلة من الافراح والالام وفراق ورحيل قد تغلب الدموع على محطات حياتنا وقد يكون العكس نجاحات وسعادة ولكن في النهاية الحياه مستمرة وتخبيء لنا الكثير |
|||