[عاشق A380]

قيود وإجراءات حازمة للحد من الإهمال المصنعي
،، تصدعات في البدن، وتشققات هنا وهناك أيضا، واضطرابات أثناء التحليق بسبب سوء تقدير أثناء التصنيع، كل ما سبق ذكره حدث ويحدث لصناع الطائرات، ومطلع هذا العام حدث لكل من إيرباص وبوينغ وآخرين دون استثناء. إنها عيوب التصنيع، التي قد تؤدي في كثير من الأحيان إلى كوارث لطالما كان ضحيتها الأبرياء. لكن لماذا تحدث مثل تلك العيوب؟ ولم لا يتم تفاديها خصوصا بعد التقدم الهائل في التكنولوجيا الهندسية؟ وما هي أبعادها؟ في موضوع هذا الأسبوع نسلط الضوء على أبرز العيوب التي طرأت على عملاقة إيرباص وتلك التي لدى نماذج بوينغ الحديثة.،،

أمرت هيئة سلامة الطيران الأوروبية في بداية شهر فبراير المنصرم بفحص طائرات إيرباص «A380» بعد اكتشاف شقوق في جناحيها، وذلك إثر إيقاف شركة طيران « كوانتاس « الأسترالية تشغيل طائرة من هذا النوع. ولم تكد تلك الحادثة أن يتم التعامل معها حتى يكتشف المختصون في الشركة المصنعة للطائرة عيوبا أخرى تتعلق بمثبتات أنف الطائرة التي أوصوا بتدعيمها هي الأخرى، الأمر الذي تسبب في تقييد تشغيل هذا النوع العملاق من الطائرات في العالم أجمع. في حين وفي الجهة المقابلة كشفت بوينغ عن أمر لا يقل خطورة عن تلك العيوب التي اكتشفت في طائرة إيرباص، وهي تتعلق بما يعرف انسلاخ طبقات البدن، أو تفكك في طبقات المواد المركبة المصنوعة من الكربون اللامعدني الذي صنعت منه الطائرة بالكامل، وهو أمر لا يعد هينا خصوصا بعد حادثة انفصال الذيل الرأسي لطائرة الإيرباص A300 عن بدنها وتحطمها في نهاية عام 2001.

في ذاكرة التاريخ
إذا ما عدنا في التاريخ لبداية عهد النقل الجوي الحديث، وتحديدا إلى حقبة الخمسينات، حينما دخلت طائرة «الكوميت» إلى الخدمة كأول طائرة ركاب ذات دفع نفاث في العالم وقتها، لكنها ما لبثت بعد وقت قصير بالتحطم من دون سابق انذار وبشكل مبهم، ليكتشف أن هناك عيبا في التصنيع يتعلق بالبدن وبتصميم نوافذ الطائرة أدى إلى تشققات خطيرة أثناء التحليق أدت إلى فقدان الكثير من الركاب والطاقم لحياتهم. وهناك الكثير من العيوب في التصنيع مثل طائرة DC-10 والنموذج المطور منها MD-11 والأخير تسبب في إصابات عدة لركاب أثناء مروره بمطبات هوائية، حيث اكتشف فيما بعد أن مجموعة الذيل في الطائرة تحتاج لإعادة تصميم، أما الحوادث الأخيرة لطائرة إيرباص A330 والتي تتعلق باضطراب الطائرة والهبوط المفاجئ الذي يحدث لها عند مرورها لمطبات هوائية، كما حدث لطائرات «كوانتاس» الاسترالية حديثا تبين وجود خلل في معطيات الكمبيوتر الخاص في التحكم والسيطرة على الطائرة أثناء تحليقها في الجو وكثير هي العيوب.

ماذا جرى لإيرباص؟
طالبت هيئة سلامة الجوية الأوروبية (إيسا) بفحص كل طائرات «ايرباص ايه 380» لكشف أي تشققات في أجنحتها، بعد اكتشاف تصدع من نوع جديد في طائرات الخطوط الجوية الاسترالية «كوانتاس». وقال دومينيك فودا المتحدث باسم وكالة الطيران الأوروبية «إيسا» إن ذلك يعني ضرورة خضوع أسطول الطائرات العملاقة المكون من 68 طائرة في الخدمة حاليا للتفتيش وبالفعل تم الإيعاز لجميع مشغلي الطائرة بذلك. ومن ناحية أخرى ظهرت أثناء عمليات التفتيش والفحص تلك عيوب أخرى لم تكن في الحسبان، تمثلت بضعف في مثبتات أنف الطائرة، مما عقد الأمور على إيرباص وعلى هذا النوع من الطائرات بالذات، كونه قد يؤدي إلى انفلات الأنف أثناء التحليق مما قد يعرضه للاصطدام مباشرة بقمرة القيادة معرضا الطاقم للخطر. وكانت شركة ايرباص الأوروبية لصناعة الطائرات قد أرجعت ظهور تشققات في أجنحة طائرتها إيه 380 العملاقة إلى عيوب في التصميم والتصنيع، لكنها قالت إنها توصلت إلى حل بسيط للمشكلة. وأرجعت الشركة حدوث التشققات إلى ثلاثة عيوب هي اختيار المصممين لمعدن الالومنيوم لحوالي 4 آلاف دعامة داخل الأجنحة واستخدام نوع من المسامير يحدث ضررا بالمعدن وحدوث فجوات صغيرة جدا تضيف قدرا أكبر من الإجهاد على بعض الأجزاء، الجدير بالذكر أن سعر الجناح الواحد يصل إلى 100 مليون يورو.

وبوينغ لها نصيب أيضا
من جهة أخرى صرحت بوينغ أنها بصدد إجراء فحوصات شاملة على طائراتها المنتجة من طراز بوينغ 787 دريملاينر أو طائرة الأحلام، حيث تم اكتشاف عملية انسلاخ لطبقات المواد الكربونية المركبة التي صنع منها بدن الطائرة في الجزء الخلفي منه. وكانت بوينغ قد عانت قبل عامين من عدم تمكن الشركات المساهمة في صناعة مكونات وأجزاء بدن الطائرة 787 في الوقت المحدد وتطور الأمر إلى عجزها عن إتقان ذلك بالصورة التي كانت بوينغ تطمح بها، الامر الذي اضطرها إلى إعادة تجميع الطائرة وبنائها مرة أخرى في مصانعها، كما كان معهودا في السابق، وهو ما بات الآن يكلفها الكثير نتيجة ذلك.

طبيعة المواد المركبة
إن المواد المركبة تختلف في تركيبتها عن تلك التي للمعادن كالألمونيوم الذي تصنع منه الطائرات بمجملها. فالمعادن عندما يتم فحصها يتطلب ذلك العين المجردة للكشف عن التشققات، حيث تميل الطبقات الخارجية إلى التفكك قبل تلك التي في الجهة المقابلة داخل البدن، في حين تتعرض المواد المركبة للتفكك أو الانحلال في الداخل، بينما لا تبرز أي آثار على ذلك في السطح الخارجي لها، وهنا تكمن الخطورة. ويذكر أن إيرباص قد تتعرض لمثل تلك المعضلة، حيث تقوم الآن بصنع طائرتها الجديدة إيه 350 XWB كليا من المواد المركبة على غرار بوينغ 787، وهو أمر بات يقلق كلا الطرفين، حيث لم يسبق أن تم صنع طائرة كليا من تلك المواد البلاستيكية التي لا تحتوي على معادن.

تدابير وقائية حثيثة
تخضع الطائرات في العادة إلى تجارب واختبارات قاسية ومكلفة من أجل التأكد من أنها سليمة وصالحة للعمل في ظل أقسى الظروف المناخية والجوية وكذلك الفيزيائية، لذلك فإن القرارات الصادرة عن وكالات سلامة الطيران العالمية ليست بالهينة، وتشتمل على التدقيق وفحص أبدان الطائرات وأسطحها وأجزائها، للتأكد من عدم وجود تصدعات أو تشققات فيها قد تتطور أثناء التحليق في الجو إلى انشطار أو انهيار كامل لبدن الطائرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى كارثة جوية هائلة.

رابط المصدر

[alsharif75]

مقال جميل و يخوف في آن واحد.

سوء التصنيع و السرعة في الإنتاج مع التقليل من حجم و نوعية الإختبارات بسبب المنافسة الشديدة بين شركات الطيران ما هي إلا نتاج تدخل العنصر الإداري و المالي الغير متخصص في مراحل العملية الإنتاجية.

[vergil]

غير 777 لاتدور ^__^

[سعد بن سعد]

طيب مادام هناك طرازات قديمة وماشي حالها من الطائرات مثل بوينغ 777 و 747 وايرباص 320 وعائلتها ، ليش ماتكتفي المصانع بتلك الطائرات التي اثبتت سلامتها وتكثف من انتاجها وتمتنع عن التجديد في مكونات الطائرات الأساسية وتكتفي بتجديد الالكترونيات والاثاث الداخلي !

وشكراً على نقل المقال أخي الكريم !