المقالات الصحفية Rumours &Newsتنبيه: تأمل إدارة المنتدى متابعة الأخبار المتميزة فقط إن المقالات في هذا القسم قد تم الحصول عليها من شركات أو من وكالات علاقات عامة, وتعتبر تلك الوكالات الجهة الوحيدة المسئولة عن محتويات هذه المقالات
''الخطوط السعودية'' ليست في حاجة إلى من يشهد لها على نجاحها وتفوقها في خدمات النقل الجوي, فتاريخها العريق خير شاهد على ما قدمته وما وصلت إليه من مكانة وريادة تجعلها في مقدمة شركات الطيران في المنطقة, رغم ما لقيته وتلقاه من نقد أو لوم, وهي اليوم في منعطف سيزيد من مكانتها التجارية وقدرتها المالية على مواصلة تحقيق أهدافها, ولعل من تلك الأهداف التحول نحو الخصخصة، وهي مجموعة عمليات مالية وإدارية ضخمة تحتاج إلى سنوات من الدراسة والتطبيق الفعلي, ورغم أهمية هذا التحول في خدمات النقل الجوي عموما، وفي هيكلة ''الخطوط السعودية'' ومروره بعدة مراحل, إلا أنه أصبح خطة عمل تحت التنفيذ المرحلي المدروس والموافق لظروف السوق وثقافة العمل بروح تجارية بحتة بما لا يمكن التراجع عنه.
إن تجربة الخصخصة ناجحة متى أخذت الوقت الكافي, وفي نجاح خصخصة ''الاتصالات السعودية''، وما صاحب ذلك من فتح السوق للمنافسة, دليل على أن الهدف الذي تسعى إليه الدولة من وراء مثل هذا المشروع التحولي الضخم هو في صالح المواطن في الدرجة الأولى وفي صالح الخدمة، وهو إضافة ذات قيمة عالية إلى سوق تداول الأسهم, ولكن الأهم هو الانتقال إلى مفهوم المنافسة التجارية كبيئة للعمل التجاري وتقديم الخدمة كشركة خدمة تتعامل مع العملاء، من هذا التصور الذي سيؤثر قطعا في طبيعة العلاقة بين الخطوط السعودية وعملائها.
لقد أثيرت من قبل وجهة نظر حول برنامج الخصخصة لـ ''الخطوط السعودية'', وتم وصفه بعدم الجدية والضبابية، والحقيقة أن أصحاب القرار واستشعارا منهم بأهمية نجاح هذا البرنامج, أخضعوه للدراسة المعمقة والطويلة التي ربما قاربت عقدا من الزمان من أجل ضمان نجاح المشروع بأكمله, رغم أن بقاء ''الخطوط السعودية'' في ظل وضعها الراهن فيه مزيد من التكاليف على الحكومة, لأن الربحية ليست هدفا استراتيجيا, بل الهدف الاستراتيجي هو وجود ناقل وطني قادر على القيام بهذا الدور المهم في الاقتصاد الوطني، فالنقل ليس نشاطا على هامش السوق, بل هو العمود الفقري في جميع الأنشطة وداعم رئيس لنجاح أي خطط تنموية ذات أهداف بعيدة تمس تحقيق أهداف الدولة على جميع المستويات مهما كانت تكلفة الوفاء بهذا الالتزام على خزانة الدولة.
وربما أثير أيضا أن الخصخصة لن تمس القطاعات الربحية, بل ستكون في الأنشطة الهامشية, لكن العودة إلى تصريحات المسؤولين الأقرب إلى القرار الفني فيها إشارة صريحة ومقبولة من الناحية التنظيمية التجارية، وهي أن ''الخطوط السعودية'' ستكون شركة قابضة تسيطر على الشركات التابعة لها وتديرها وفق خطة شاملة للوصول إلى هدف مؤكد, وهو التكامل في أداء ''الخطوط السعودية'' والشركات التابعة لها والمكملة لدورها في تحقيق أهدافها بعد الخصخصة، حيث يجب أن تسمح الهيكلة الإدارية بذلك, لأن الاستقلالية الذاتية والتامة لكل شركة من الشركات التابعة ليس فيها ضمان لتفادي الأخطار التجارية غير المتوقعة أو التغلب عليها, وهي واردة, ويجب ضمان وجود رديف قادر على الدعم المالي والإداري عند حدوث ما يستحق التدخل لضمان الاستمرارية.
إن الخصخصة ستتيح لـ ''الخطوط السعودية'' تنظيم علاقتها مع الركاب بما تراه ملائما من أجل خدمة أفضل, سواء في الأسعار أو نطاق الخدمة ومستواها, لكنها لن تستطيع أن تكون في منأى عن اللوم أو النقد الشديد إذا ما عجزت عن الوصول إلى طموح العملاء, ولعل الطريق الأفضل لذلك ليس في يد ''الخطوط السعودية'', بل هو في يد أصحاب القرار, وهو خلق منافسين جدد أو حاليين مع قدرة فعلية لهم على المنافسة لكي يؤتي برنامج الخصخصة أهدافه، فالسوق تنمو ومع نموها يجب أن يكون هناك نمو مواز في عدد المتنافسين فيها, بل يجب أن يكون هناك تغير في النظرة إلى الراكب, فهو ليس حصة مضمونة لأحد ما لم تكن الخدمة والالتزام سببا وحيدا, لذلك يعطي من يستحق الحصة الأكبر الفرصة في نيلها وفق رؤية جديدة ومرحلة مقبلة لا محالة، والأمنية أن تكون بعد اكتمال تطبيقها خالية من العثرات التي قد تصيب المجموعات التجارية الضخمة عندما تنعدم السيطرة المركزية الواعية أو توجد حوكمة فعلية تضمن سلامة الطريق الذي لا تتوقف فيه الرحلات بين مغادرة ومقبلة.