المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
][ عــذب الـكــلام ][ تم إيقاف نشر مواضيع جديدة في القسم / يمكن لك عزيز العضو أن تضيف تلك المقالات في المدونة الخاصة بك في المنتدى بالضغط هنـــا |
إضافة رد |
|
أدوات الموضوع |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
يعتبر جبران خليل جبران من الأدباء الذين أثروا فن المراسله عند العرب بما تركه من رسائل لفتت نظر الباحثين وأثارت فضولهم , فولجوا عبرها إلى عالم جبران المليء بالرموز والأسرار .. لقد فتح جبران فتحاً جديداً ورائعاً في دنيا الأدب العربي , عندما تحول عن التأليف بالعربيه ألى التأليف بالإنجليزيه.. حتى لمع أسمه في كثير من الدول الأجنبية ..
وفي هذا الموضوع أود أن أسلّط الضوء على الحب الذي نشأ بين جبران ومي زيادة , , حب فريد لامثيل له في تاريخ الأدب , أو في سير العشاق ,مثال للحب النادر المتجرد عن كل ماهو مادي وسطحي . لقد دامت تلك العاطفه بينهما عشرين عاماً , دون أن يلتقيا الاّ في عالم الفكر والروح , والخيال الضبابي إذ كان جبران في مغارب الأرض مقيماً وكانت مي في مشارقها , كا ن في أمريكا وكانت في القاهره. لم يكن حب جبران وليد نظرة فابتسامة فسلام فكلام بل كان حباً نشأ ونما عبر مراسلة أدبية طريفة ومساجلات فكرية وروحية ألفت بين قلبين وحيدين , وروحين مغتربين .ومع ذلك كانا أقرب قريبين وأشغف حبيبين .. كان طبيعياً جداً أن يتعارف بطلا هذا الحب عن طريق الفكر والنشر في أوائل هذا القرن , بعد أن أصاب كل منهما شهرة كبيرة .. كانت مي معجبة بمقالات جبران وأفكاره فبدأت بمراسلته عقب إطلاعها على قصته ( الأجنحه المتكسرة ) التي نشرها في المهجر عام 1912م, كتبت له تعرب عن إعجابها بفكره وأسلوبه , وتناقش آراءه في الزواج وقيوده , والحب وأطواره حسب رؤيته في هذه القصه التي قرأتها له ... وتعرض عليه رأيها في وجهة نظره في حرية المرأه التي طالب بها والتي اتفقت معه في أمر وعارضته في جانب آخر , ومن هنا كانت البدايه ومن ثم تواصل بالرسائل التي كان كل منهما يبحث عن روح الآخر في يقظته وأحلامه , كان كل منهما يسعى لرؤية ذاته في روح صاحبه حتى لكأن تلك الروح هي المرآة التي ينعكس على صفحتها نور الأخر ... وكلما قرأنا هذه الرسائل النابضة بالحياة الناضحة بالصدق , كلما أزددنا يقيناً بأن الحب الذي شد جبران الى مي , وشغف مي بجبران , حب عظيم , بل عشق يكاد يكون صوفياً لأنه تخطى حدود الزمان والمكان والحواس الى عالم تتحد فيه قوة الوجود .. ويتضح لنا لدى التأمل في بعض الرسائل برغم ضياع بعضها أن الصلة بين جبران ومي توثقت شيئاً فشيئاً لأن لهجته في مخاطبتها تدرّجت من التحفظ الى التودد , ومن الأعجاب الى صداقة حميمة , ومن ثمَ الى حب عام 1919م ما أن بلغ ذروته حتى عكرت صفوه سلسلة من الخلافات بينهما التي عبّر عنها جبران مرةً " هي معاكسات التي تحوّل عسل القلب إلي مرارة " وقال" ان الغريب حقاً في هذه الصله تأرجحها بين الحب الجامح والفتور , بين التفاهم التام الذي كان يضفي عليهما شفافية روحية تغمرهما بالسعادة ,وبين سوء التفاهم الذي كان يؤلمهما ويؤدي الى القطيعة أحياناً ,,]ولكن شدة ولع كل منهما الآخر كانت تدفعهما للتصالح مجدداً.. وبرغم كل هذا الحب كان كل منهما يخشى التصريح بعواطفه فيلجأ جبران للتلميح , ويرمز إليها ويضع عبارات وصور مبتكرة وجميلة .. فلم ينادي مي قط بقوله حبيبتي" ولم يخاطبها باللغة المألوفة للعشاق , غير أنه عبّر عن حبه بما هو أبلغ عندما قال أنت تحيين فيّ , وأنا أحيا فيكِ " ووصف علاقته بها " بأنها أصلب وأبقى بما لايقاس من الروابط الدمويه والأخلاقيه "وبعد أن باح لها , رجاها أن تطعم النار رسالته اذا لم تجد لبوحه الصدى المرجو في نفسها .. كانت مي في حياة جبران الصديقة, والحبيبة الملهمة , وصلة الوصل بينه وبين وطنه , وأكثر ماحبه فيها عقلها النيّر الذى تجلى في مقالاتها وكتبها , وأحب فيها حبها له .., واعجابها بشخصيته وانتاجه الأدبي والفني الذي كانت تتناوله بالتقريظ والنقد في مقالاتها في مصر ... وعلى الرغم من كل ماكُتب عن علاقات جبران الغراميه من النساء امثال " ماري هاسكل " وميشلين " فأن حبه لمي كان الحب الوحيد الذي ملك قلبه وخياله ورافقه حتى نهاية حياته فقد كان حبه لها معادلاً حبه العارم لوطنه لبنان ..ول******* الشرق , وبالدم العربي الذي يجري في عروقه ,, وهذا مما تؤكده رسائل الشعلة الزرقاء , التي هي جوهر النفس الأنسانيه في أسمى صفائها , ويميل المحللون للأعتقاد بأنه لم يكن يفكر في الزواج لاعتلال في صحته منذ شبابه ,, ولا ريب أن مي أحبت جبران حباً جعل المقارنة بينه وبين الذين خطبوا ودّها أمراً مستحيلاً , برغم تردد مي في الأعراب عن مشاعرها وخشيتها في الأنطلاق على سجيتها في مراسلته , وذلك بسبب أن جبران كان يعيش في عالم متطور تحررت نساؤه من التقاليد , وحيث أن مي كانت مغلولة القلب والقلم بتأثير البيئة التي عاشت فيها .. وبرغم أنها جعلت من بيتها صالوناً أدبياً يلتقي فيه كل ثلاثاء رجال الأدب والفكر أمثال أحمد لطفي السيد وخليل مطران وطه حسين وعباس محمود العقاد وغيرهم من الأدباء والمفكرين ... لقد تمنى جبران أن تتحرر مي من عقدها النفسيه وشكوكها ! مي عانت صراعاً نفسياً حاداً في حبها لجبران سبّب لها الشقاء ولجبران العذاب والأرهاق ..وحين تجاوزت الخامسه والثلاثين من العمر لملمت كل شجاعتها وكتبت أجمل رسالة حب .. " جبران ! لقد كتبت كل هذه الصفحات لأتحايد كلمة الحب . ان الذين لايتاجرون بمظهر الحب ينمّي الحب في أعماقهم قوه ديناميكيه رهيبه قد يغبطون الذين يوزعون عواطفهم في اللا السطحي لأنهم لايقاسون ضغط العواطف التي لم تنفجر ,, ويفضّلون تضليل قلوبهم عن ودائعها , والتلهي بما لاعلاقة له بالعاطفة , يفضلون أي غربة , وأي شقاء ( وهل من شقاء وغربة في غير وحدة القلب ؟) على الأكتفاء بالقطرات الشحيحه .. مامعنى هذا الذي أكتبه ؟ اني لا أعرف ماذا أعني به ! ولكني أعرف أنك " محبوبي " , وأني أخاف الحب , أقول هذا مع علمي بأن القليل من الحب كثير .. الجفاف القحط واللا شيء بالحب خير من النزر اليسير , كيف أجسر على الإفضاء إليك بهذا , وكيف أفرّط فيه ؟ لا أدري , الحمدلله أني أكتبه على ورق ولا أتلفّظ به, لأنك لو كنت حاضراً بالجسد لهربت خجلاً بعد هذا الكلام , ولاختفيت زمناً طويلاً , فما أدعك تراني الا بعد أن تنسى .. حتى الكتابة ألوم نفسي عليها احياناً لأني بها حرة كل هذه الحريه .. قلي ما إذا كنت على ضلال أو هدى .. فأني أثق بك , وأصدق بالبداهه كل ماتقول ..! وسواء كنت مخطئه فان قلبي يسير إليك , وخير مايفعل هو أن يظل حائماً حواليك , يحرسك ويحنو عليك .. غابت الشمس وراء الأفق ومن خلال الأشكال والألوان حصحصت نجمة لامعة واحدة هي الزهرة ,,أترى يسكنها كأرضنا بشر يحبون ويتشوقون ؟ ربما وُجد فيها من هي مثلي , لها جبران واحد , تكتب إليه الآن والشفق يملأ الفضاء وتعلم أن الظلام يخلف الشفق وأن النور يتبع الظلام وأن الليل سيخلف النهار والنهار سيتبع الليل مرات كثيره قبل أن ترى الذي تحبه ... فتتسرب اليها كل وحشة الشفق , وكل وحشة الليل , فتلقي القلم جانباً لتحتمي من الوحشه في إسم واحد : جبران ! مي زياده وكانت هذه الرساله تصوّر مي العاشقه أبلغ تصوير ... مما أفرح جبران بتجاوبه معها ... وهذا الموضوع سأتناول عدة رسائل تمثّل جبران خليل جبران ومي زياده ليس فقط للروعه الأدبيه في الرسائل .. ووصف لأجمل مشاعر لحب خالد سيبقى أسطورة , بل لأنها تحتوي على أدب في فن المراسله ... تستحق الأطلاع عليها ... .. أما الرسائل سيتم اختصار بعض منها لأن فيها أحداث قد لاتهم القارىء مثل تطرقه للدين مثلاً , وسيتم عرض الجانب الأدبي منها للاستفاده والأطلاع , وتصوير مدى العلاقة الروحية التي مر بها الطرفان .. رد جبران على رسالة مي .. "ماألطف قول من قال : ياميّ عيدك يوم ** وأنتِ عيد الزمان ما أغرب ماتفعله كلمة واحدة في بعض الأحيان , أنها تحوّل الذات الخفيه فينا من الكلام إلى السكوت .. تقولين أنك تخافين الحب ! لماذا تخافينه ؟ أتخافين نور الشمس ؟ أتخافين مدّ البحر ؟ أتخافين طلوع الفجر ؟ أتخافين مجيء الربيع ؟ لماذا ياترى تخافين الحب ؟ أنا أعلم أن القليل في الحب لايرضيكِ , كما أعلم أن القليل في الحب لايرضيني , أنتِ وأنا لا ولن نرضى بالقليل , نحن نريد الكمال ..الكثير , كل شيء ! لاتخافي الحب يارفيقة قلبي , علينا أن نستسلم إليه رغم مافيه من الألم والحنين والوحشه , ورغم مافيه من الالتباس والحيرة .. جبران ارتاحت مي لهذه اللهجة , وتشجعت على مداعبته في الحديث , والإفضاء إليه بخوالج نفسها وهمومها .. كان همها أن يبقى جبران حبيبها الأوحد لتدوم تلك الشعلة الزرقاء منهلاً للنعيم والنور في حياتها . أضحت مي شديدة القلق على صحة جبران في سنوات عمره الأخيرة كما يبدو جلياً في رسائله إليها ,وقد وصف جبران أسلوبها ورسائلها فقال انها ( كالنهر الرحيق الذي يتدفق من الأعالي ويسير مترنماً في وادي أحلامي , بل كقيثارة التي تقرّب البعيد وتُبعد القريب , وتحوّل بارتعاشاتها السحرية الحجارة إلى شعلات متقّدة , والأغصان اليابسة إلى أجنحة مضطربة ) ربما يكون أهل مي وبعض المقربين منها قد أطلعوا على صلتها بجبران في حياتها ,ولكن المرجّح أنها كانت حريصة على اخفائها عن الناس جميعاً , وأبقتها سراً دفيناً في نفسها حتى ذلك اليوم الذي فجعت بموته عام 1931م , فبعد انقضاء شهر على وفاته اعترفت ميّ لقرائها بوجود مراسلة طويلة بينها وبين جبران وذلك في مقاله (جبران خليل جبران يصف نفسه في رسائله) ضمتها فقرات قصيرة من رسائله اليها , وعبرت عن حزنها العميق عليه مصّورة غربتها وغربته في الوجود بعبارات موجعه قالت فيها "حسناً فعلت بأن رحلت ! فاذا كان لديك كلمة أخرى فخير لك أن تصهرها وتثقفّها , وتطهرها لتستوفيها في عالم ربما يفضل عالمنا هذا في أمور شتى..." وفي ختام تلك القطعة الوجدانية المؤثرة الفائضة بالحب واللوعة واليأس , أعربت ميّ عن شوقها للرحيل , ولكن مشيئة القدر فرض عليها أن تعيش بعد جبران عشر سنوات تقريباً كانت أسوأ مرحلة في حياتها , فقد أستبد بها الحزن ..وعاشت في غمرة الأحزان تمزّقها الوحدة والوحشة بعد فقده , أصيبت بانهيار عصبي , تبعه انهيار في صحتها , فاعتزلت الناس , أرسلت الى قريب لها في بيروت دكتور جوزيف زيادة رساله مؤثرة وصفت الآمها وتردّي صحتها , تلك المحنة قادتها الى لبنان موطنها الأصلي وأدخلتها ظلماً الى مصح الأمراض العقلية مما طعنها في كرامتها ,وقضت ثلاث سنوات متنقلة بين ( العصفورية ) كما يسمونه , ومصح دكتور بيريز وبين بيت متواضع , الى أن هبّوا أقربائها لانقاذها , وعادت إلى القاهرة عاشت سنتين ونصف , الى أن ذوت شيئاً فشيئاً ,فتوفيت عام 1941م وماهو جدير بالذكر أن مي عندما كانت في لبنان اصطحبت رسائل جبران معها , وكانت تلجأ اليها على انفراد , حين يشفّها الوجد , وصورة لجبران كتبت بخطها الى جانب الصورة ... ( وهذه مصيبتي منذ أعوام ) مما قرأت |
|||
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
مشرفتنا عالم الطيران تحية وإعجاب لذوقك الراقي والمتميز الموضوع رائع وقمة في الرووووووعة هذا الاديب من عمالقة الادب العربي ورسائله لمي من اجمل ماكتب عن الحب ولكن النهايه المأسآويه لحبهما مؤثره جداً تثير فينا التعاطف والحزن .. ونتمنى أن لايكون هذا حال كل محب .. تحياتي لك |
|||
مشاركة [ 3 ] | |
|
هيأأم
فعلا عجزت عن التعبير بمدى أعجابى الشديد بـ قصة الحب الراقية بين جبران ومحبوبته مى اختيارك للمواضيع رائعة تدل على روعة روحك وصفاءها تقبلى مرورى ... |
مشاركة [ 4 ] | |||
|
|||
00000000
|
اسمحيلى احييك على اختيارك لهذا الثنائى فهما اكثر اديبين اشعر انهما متميزيين فى تاريخنا الادبى العربى
وقصتهما لها عبيرها الخاص الراقى المشاعر تقبلى تحياتى |
||
إضافة رد |
][ عــذب الـكــلام ][ |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
الهيئة العامة للطيران المدني " آراء - اخبار - استفسارات " | المراقبة الجوية وتوجيه الطائرات Air Traffic Controlyard | |||
الجيش الروسي قد يحصل على مقاتلات "ميغ-35" بعد 4 اعوام | المقالات الصحفية Rumours &News | |||
اخوكم في الله عضو جديد وهذه اول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك ما شاء الله | القسم العام |