عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-2009, 12:48 PM  
  مشاركة [ 97 ]
الصورة الرمزية ~~راعي الفزعه~~
~~راعي الفزعه~~ ~~راعي الفزعه~~ غير متواجد حالياً

][ .. مشرف الأقسام العامة .. ][
 
تاريخ التسجيل: 18 - 07 - 2007
الدولة: ŲĄĘ
المشاركات: 7,303
شكر غيره: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 18503
~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير
~~راعي الفزعه~~ ~~راعي الفزعه~~ غير متواجد حالياً

][ .. مشرف الأقسام العامة .. ][


الصورة الرمزية ~~راعي الفزعه~~

مشاهدة ملفه الشخصي
تاريخ التسجيل: 18 - 07 - 2007
الدولة: ŲĄĘ
المشاركات: 7,303
شكر غيره: 0
تم شكره 0 مرة في 0 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 18503
~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير~~راعي الفزعه~~ يستحق الثقة والتقدير
افتراضي رد: .. عاداتُنـــــــا وتقاليدُنــــــــــا ..

~ عاداتنا و تقاليدنا ~

الزيارة

تنقسم الزيارة إلى قسمين :

القسم الأول:
زيارة الأقارب والجيران والأصدقاء ويراعي الزائر أوقات الزيارة المألوفة وتكون غالبا في الصباح وبعد العصر وبعد صلاة العشاء.
وموضع المقابلة (المجلس) وهو ديوان معدود للزوار والضيوف، ومن المعيب أن تكون الزيارة بعد الظهر أو بعد المغرب وتقدم القهوة وهي تطلق على القهوة الصريحة فقط أو عليها وعلى ما يقدم قبلها بين يدي الزوار ونسميها (الفوالة).
وهي مأخوذة من الفأل الحسن لان الزائر قد يجدها موضوعة لغيره ممن سبقه من الزوار أو الضيوف فيقول باللهجة الشعبية (أسميه فال طيب).
وإذا قال صاحب المنزل لخادمه أو ابنه (هات قهوة) فالمقصود الفواله فإذا كان الزائر مستعجلاً أو أراد الاعتذار قال باللهجة المحلية: ( لا تيبون افواله الدلة بس).
أي لا تأتون بطعام وهي الفوالة بل القهوة فقط.
واطلاق الدلة على القهوة مجاز علاقته اطلاق المحل على الحال أو الظرف على المظروف فيرد عليه صاحب المنزل (الفواله الحاضره شرط ما نسوي شي).
فيأتون بالموجود وفي الغالب الحلواء المصنوعة في البلد ثم الدلة أو يوافقونه ظاهرا ثم يقدمون له من الطعام ما يرونه يناسب مقامه ويعتذرون لعدم وجود وقت كاف لتحضير طعام غير هذا أو لعدم وجود غيره.
أو يأتون بالدلة فقد تحت ضغط الزائر أو ضيق الوقت ويقول صاحب المنزل معاتبا لزائره اظهارا للمحبة والود باللهجة المحلية: ( إذا كنت مستعيل واش عنه أتينا وتلوم بنا وانته قدرك عزيز ولا بيينا أخير منك).
واش عنه : أي لأي شيء وتلوم بنا بكسر الواو وسكون التاء وفتح اللام وتشديد الواو المكسور. بنا: مأخوذة من لوم أي حمله على مواقف الاعتذار.
وتصب القهوة في فناجيل يديرها الساقي على الجالسين بيده اليمنى وفي يسراه الدلة يبدأ بالزائر إلا ان كان حاضرا من هو أجل منه قدرا فيقدم عليه أو يقدمه الزائر على نفسه. وقد يعزم كل واحد صاحبه بأخذ الفنجال وإذا اشتد الأمر قال احدهم للآخر (ورفجه لتاخذ) فيأخذ الفنجال ولا يمكن تأويل الرفجة أو محاولة الغائها لأنها ملزمة والأصل فيها الحرمة والجاه وقد تضاف إلى شخص فيقال برفجة فلان ويسمى الحمى رفقة فيقال هذا الموضع مرفوق فلا يقطع شجره ولا يهان نزيله.
والدلة مأخوذة من الادالة لتداول الايدي لها يدا بعد يد والفناجيل أكواب صغار كلمة معربة.
أما الزائر القريب رحما أو الصديق الحميم فلا تنطبق عليه جميع هذه العادات من تحديد الاوقات وتجنب محذورها بل يزور متى شاء وفي أي وقت أراد ويقول له صاحب المنزل : ( السين بيننا ساقط).
كناية عن سقوط الشروط التي تحددها الاوقات.
والاصل في أن السين من الحروف الابجدية وهو في الحساب يسقط كما يعرفه أهل هذه الصناعة أو أنه حرف في لفظة (سمت) والسمت عندنا هو دقة المراعاة في تنفيذ قيود العادة والعرف إلا مع هذا الصنف من الناس فالموقف فيه تبسط وسعة لا قيود ولا محذورات، ويضيف صاحب المنزل كلمة: (البيت بيتكم والعيال أعيالكم).

القسم الثاني من الزيارة:
الزيارة خارج البلد التي يقيم فيها الزائر نسميها (خطاره) سواء أكانت لقريب أو صديق أو للاطلاع والتعرف. والخطارة مأخوذة من الخطر أي الشرف والقدر والمنزلة والجمع: خطار. لكون الزائر يشرف ويعلو قدره وترفع منزلته عند أهل الدار. وتكون عن طريق البر على ظهور الخيل أو الابل أو الحمير أو المشي على الاقدام وهو نادر وعند وصولهم إلى البلد المقصودة أو الحي من أحياء البادية ينزلون عن ظهور مطاياهم ويقتادونها لان الركوب في القرية أو أحياء البادية ذنب لا يغفر لانه يسيء إلى المقيمين ويؤذن بعدم الاحترام.
أما المدن فالامر فيها أسهل لا سيما في الطرق الواسعة لكن عندما يخرج الراكب إلى أحياء المدينة من الشوارع فالامر كما تقدم.
واذا كانت الزيارة بدعوة أو كان الزائر زعيما أو من اشراف قومه وهذه الزيارة لها وضع خاص فإنها لا تكون الا على ظهور الابل أو الخيل وعند ذلك يخرج أهل الحي أو القرية لاستقبالهم (بالحربية) مكللة بأصوات طلقات البنادق ويرد القادمون بالمثل ويقفون في الميدان لاطلاق الابل أو الخيل مثنى مثنى ( ونسميه الركض) لركضها برجل الراكب استحثاثا لها على العدو والاسراع.
وقد يطلب أهل الحي والقرية من القاصدين الركض في حالة زيارة عادية فاذا تخاذل الركب عن الركض ناداهم مناد من الحاضرين (العادة العادة) وهذه الكلمة ملزمة لهم لا يستطيعون رفضها الا بعذر واضح.
وتكون الزيارة عن طريق البحر في السفن فاذا قاربت مرسى السفن رفعت علم البلد التي جاءت منها وفيه اشارة لوصولهم إلى البلد المقصود اظهارا للبهجة والسرور.
ويقال باللهجة الشعبية (ناشرة) فاذا رست نزلوا في قارب صغير إلى الميناء أو إلى السيف واذا كانت السفينة صغيرة وهو ما نسميه (شاحوف) أو (بقارة) أو (صمعاء) من صغار السفن اذ لفظ الصمعاء يطلق على بعض السفن الكبار للتفرقة بين السنبوق والصمعاء وكلاهما نوع واحد إلا ان ميل الصمعاء منتصب أكثر من ميل السنبوق والميل مجمع ألواح السفينة عند مقدمتها المعروف بصدر السفينة.
فهذا النوع من صغار السفن يلقي بصدره على سيف البحر فينزل الركاب منه وعندنا يسمى الحاجز الذي ينتهي اليه المد (العاف) وهو أول حريم البحر الممتد إلى داخل الأرض الجافة المعروف بحكمه عند الفقهاء بأنه من الحقوق المشتركة بين أهل القرية أو المدينة كافة لا يملكه احد بل ينتفع به الجميع لرفع السفن عليه عند ترميمها أو دهنها أو للصيد وهو المرسى العام عند عدم وجود ميناء والذي يظهر عند الجزر يسمى السيف أو سيف البحر والذي يتخلله من بحيرات صغيرة في عمق قدم أو قدمين من آثار الجزر على حافتها رمال ممتدة لها تسنم تظهر للرائي عالية من بقية سيف البحر نسميها (حدود) والواحد (حد) بكسر الحاء واللوح الممتد على حافتي السفينة من الصدر مقدم السفينة إلى (التفر) مؤخر السفينة يسمى (السيدان) ويقال في المثل من السيدان للعاف أي من طرف السفينة إلى البر وسيأتي تفسير هذا المثل في الأمثلة ان شاء الله تعالى.
فإذا استقر الضيوف في المجلس جلس أهل الدار والجيران دونهم في المجلس احتراما لهم وتقديرا ويسألونهم عن أحوالهم وعن أهل بلدهم وذويهم وعن رحلتهم مستبشرين بهم ضيوفا وتدور بينهم الأخبار الودية حتى توضع بين أيديهم الفوالة فإذا أكلوا وشربوا القهوة سألهم أكبر القوم سنا أو مكانة عن (العلوم) وهي الأخبار التي جاؤوا من أجلها مثلا أو سمعوها في طريقهم أو في بلدهم مما تهم الطرفين الزائر والمزور وقد يكون هذا السؤال لا عن قصد وانما تفرضه العادة والتقاليد وتركه يخل بالآداب ومدعاة إلى عدم الاهتمام بالزائر وهو الغالب في سائر الأحوال وله نظام خاص فبعض القبائل لا يلتزم بالترتيبات المتقدمة الذكر بل يسأل ضيفه عن الاخبار عند مجرد اللقاء وفي مجال الاخبار الودية ومنهم من يلتزم بالترتيبات فلا يسأل عن الاخبار الا بعد صنع القهوة وتقديم الطعام قبلها المعروف بالفوالة وأشد هذه القبائل تمسكا بما ذكرته البادية وسكان (الظاهرة) الجوف واليو والسر وسكان الحجر اما سكان ساحل عمان المعروف بدولة الإمارات العربية فلا يلتزمون بما ذكرته من الترتيبات لا سيما بني ياس وهنا قصة لابد لي من ذكرها لدلالتها على ما ذكرته من جهة وللبساطة الناجمة عنها والعفوية والسماحة ومظاهر المحبة والتعاطف.
وهي أنني كنت نازلا عند قبيلة الوشاحات في بلدة (عجيب) عن الشيخ عبدالله بن محمد بن حسن رئيس أحد بطون القبيلة فبلغنا ان الشيخ مكتوم بن راشد بن مكتوم نزل على الشيخ أحمد بن خميس رئيس أحد بطون القبيلة وكان هذا الرجل معروفا بالمداعبة والصراحة فذهبت بمعية سالم بن حسن ومصبح بن مطر للسلام عليه فوجدنا أحمد بن خميس يحمس القهوة بنفسه في المجلس المعروف لدى القبائل من سكان الحجر والظاهرة (بالسبلة) وعندما تصافحنا واستقر بنا المجلس وتبودلت الاخبار الودية سأل الشيخ مكتوم سالم بن حسن بقوله (شي من العلوم) فلم ير بدا من اجابته فعند ذلك قال صاحب المنزل الشيخ أحمد بن خميس باللهجة الشعبية (اش هالمذهب عندكم انا المعزب وبعدكم ما تقهويتوا وعادكم الخطار تنشدون عن العلوم، هذا كله من قل مذهبكم يا الهناويه) فضحك الشيخ مكتوم وقال له ( نحن ما علينا منك اقل القهوة ويوم بتزهب بنشربها).
أنا المعزب: أي المضيف.
والحال أن كلا القبيلتين من الهناوية الوشاحات وبني ياس. وصفة السؤال (شيء من العلوم) فيرد الضيف (جئنا من داركم ولا سمعنا بشيء يخبر منه لا جليل ولا كثير الدار ساكنة والاخبار تسركم). فيرد عليه السائل (الله يكف علوم السو) – بتشديد السين وسكون الواو – وكل من جاء من أهل البلدة بعد مصافحته للضيوف واستقراره في المجلس يسأل صاحب المنزل (ما خبروا خطاركم بشيء من العلوم) فيرد عليهم بكلمة (لا) وهذه عادة لابد منها كفاتحة للحوار ثم ان كان عند الضيوف أخبار سمعوها أو جاءوا من أجلها ذكروها بعد ذلك ثم يقدم الجيران كلم بحسب قدرته (فوالة) للضيوف تتبعها القهوة وربما دامت على هذا النحو حتى يحضر الطعام المعدود للضيف للغداء أو العشاء.
وربما دعوا الضيوف إلى منازلهم لتناول القهوة، وأهم طعام الضيوف الذبيحة وقد تذبح أكثر من واحدة على حسب عدد الضيوف أو مكانتهم كزعماء من رؤساء أو علماء أو أعيان وأفضل الطبخ (الفوقة) وهي الكرامة الرسمية وصفتها طهي اللحم حتى ينضج ثم اخراجه ووضع العيش في القدر وهو الارز فاذا نضج جعل اللحم معه ثم يليه المرق والعيش وهو طهي كل على حدته ثم وضع اللحم فوق العيش أي الارز مع رأس الذبيحة والمرق في وعاء آخر.
وبعض القبائل يرى ان هذه الكرامة فيها بعض النقص فلا يقدمها للزعماء من رؤساء وعلماء وأعيان الا إذا كانت هناك روابط تربط بين الضيف وأهل المنزل من مصاهرة أو قرابة أو صداقة وإلا فلا.
واذا أراد أحد الجيران دعوة الضيف على غداء أو عشاء استأذن صاحب الدار ثم أخبره الضيوف ولا تتم الدعوة الا بعد هذه الإجراءات ومن خالف ما ذكر فدعوته غير ملزمة لصاحب الدار من جهة ولا للضيوف لتعديه على النظام المتعارف عليه.

(( فصــل ))
واذا كانت الزيارة لبادية يسكنون رمال الصحراء وهم أهل المضارب والخيام ويقيمون في الصيف على الآبار وفي الشتاء ينتجعون الكلاء طلبا لرعي الماشية ويحملون الماء على ظهور الابل والحمير من مسافات بعيدة ويقال لكل حي من أحياء البادية (فريق) لبعدهم عن الآبار ويرحلون من موضع إلى موضع جميعا ويحملون المعوذين على ظهور ابلهم عند النقلة وفي قضاء حوائجهم وللكسب على عائلتهم ويخصصون لهم من ذوات اللبن ناقة أو ناقتين وتسمى الواحدة منيحة والجمع منائح واذا ارتحلوا من موضع قيل (شدوا) بفتح الشين وتشديد الدال مع الضمة ويقال ظعنوا والظعن قطار من الابل يحمل العائلة يقال له (الجافلة).
واذا رحل البعض عن المقيمين لامر ما قيل (قفت ضعون بني فلان).
واذا أقبل الضيوف على مساكن أهل البادية قصدوا الحظيرة وهي محل معد للضيوف محاط من ثلاث جهات بغصون الشجر من (السمر والغاف) وغيره يقي النازل من الاهوية وتصاعد الرمال واستقبلهم أهل الحي بكل سرور فاذا أنزلوا أمتعتهم عن ظهور رواحلهم أقبل أهل الحي (بالعتاد) وهو الحطب والدلال والقهوة والتارة والمحماس وأضرموا النار في جانب قريب من الحظيرة وحمسوا القهوة ثم بعد دقها ناعما وضعوا الدلة على التراكيب أي الاثافي فاذا على الماء وضعوا القهوة الناعمة فيها ويقال لها (تلقيمة) والغالب أن الدلال تكون ثلاثا الكبيرة يقال لها الخمرة ثم التلقيمة ثم المزلة التي تصب فيها القهوة بعد أن تكون جاهزة ثم تدار على الضيوف في فناجيل أي أكواب صغار والتاوة مأخوذة من التو وهو الاسراع والمحماس اسم آلة على وزن مفعال والحمس صوت حبات القهوة عند تقليبها بالمحماس، والمهباش يهبش به الجمر ويجمع من هبش يهبش على وزن مفعال اسم آلة، والدلة مأخوذة من الادالة كما تقدم.
وقرى الضيف يكون بالمناوبة على سكان الحي فمثلا إذا جاء ضيف وقام بكرامته زيد ثم جاء ضيف على عمرو، ثم هكذا حتى يؤدي كل أهل بيت واجبهم قبل الضيوف الذي ينزلون في الحظيرة لانها مجلس الجميع.
وقد يكون القرى خاصا اما لدعوة موجهة من قبل أفراد الحي أو صداقة أو قرابة فمثل هذه الكرامة يقال لها (مقصورة) ولا تدخل في حدود المناوبة ولا تؤثر على وضعها بل تلك جارية على حسب ما قدمناه ولا تعارض بينهما فالذبيحة المقصورة لا تسقط عن أهل البيت (النائبة) بل هي حق على جميع سكان الحي فقد يأتي ضيف في اليوم نفسه وقد ذبح الرجل (مقصورة) لآخرين فليزمه ذبح (النائبة) لانها حق عليه يلتزم به الجميع والكرامة الاولى تصرف خاص.
ثم إذا قدموا الكرامة للضيوف والعادة أن يأتي رجل إلى الحظيرة ليصحبهم إلى البيت الذي فيه (النائبة) فاذا فرغوا نادى جيرانه للاكل ويسمى هذا الوضع أو هذه الدعوة مهالة (بتشديد الهاء) وهي حق للجيران.
ولهذا يقول الشاعر باللهجة الشعبية:
اليار من بونه على المهالة وان كان ذا منقود رد سواله
واذا لم يجد الضيوف أحياء البادية في المواضع التي قصدوها تطلعوا إلى مساكنهم من رؤس الرمال أو اكام الشعاب فان لم يروا معالم تدلهم على الاحياء قالوا (لا شيفة ولا ديسة) الشيفة في اللغة (الطليعة) وأطلق هنا على كل ما يدل على وجود أحد و(الشيفة) ما يقع عليها البصر من بعد وتدل على المقصود ومن هنا قالوا باللهجة الشعبية (رجل شواف يشوف الشيفة من بعيد) ويقول المغرد (بوزيك يا حمرة على المنشار والا بدي لك شوف والا طاري، والا قصص ديسة خلاف النادري)، والديسة أثر وطأ رجل من داسه يدوسه واذا وردوا ماء من آبار البادية وجدوا الرشاء قريبا من البئر على طريق صدرهم ووردهم فاستدلوا بآثارهم على مساكنهم فان كانت آثار القوم قد عفت فهو دليل على رحلتهم وارتحالهم عن الماء إلى ماء آخر.
ويقال لها طريق (مدثورة هب ما ثورة) والدثور في اللغة الدروس كالاندثار واندثر قدم عفا واندرس ومأثورة طريق عليها آثار الاقدام كسيف مأثور على متنه آثار كدبيب النمل.

(( فصــل ))
يقدم الطعام للضيف ولا يأكل معه أحد فان طال مقامه ودعي إلى وليمة من أحد الجيران شاركه أهل المنزل الذي يقيم عندهم فقط.
ثم توسع الناس في المدن بدعوة من يرونه من أصدقاء الضيوف والجيران وأما سكان البادية وأهل القرى فهم على ما هم عليه ويدعون الاصدقاء والجيران بعد انتهاء الضيوف من الطعام كما قدمنا ذكره.
صفة تناول طعام يقوم الضيف بأكل بعض الادام من اللحم وغيره ويترك شيئا منه قبل مد يدهم إلى الطعام ويسمى هذا باللهجة الشعبية (سالفة) وهو جار في كل ادام يقدم سواء لحما و حوتا أو خضرة كاللوبيا والعدس.
ولا يقومون عن الطعام إلا بعد انتهاء الجميع من الأكل ولا يمدون أيديهم إلى طعام حضر وبعضهم غائب إلا إذا كان في مهمة أو كان التأخير يضايق أهل المنزل فيجعلون نصيبه في إناء ثم يأكلون وهذه العادات لها أصل في الحديث الشريف رواه الامام مالك بن أنس في الموطأ.
وعند كسر رأس الذبيحة يمسك الباقون عن الاكل وكسر الرأس أمر لازم لان عدم كسره يشعر بنقص الكرامة ويورث الحزازات التي تؤدي إلى العداوة ولو بعد حين.
ولا ينزل ضيف على ضيف سبقه ويقال له (طيزل) والطيزل الطفيلي ويستثنى من ذلك منازل الحكام فإنها مأوى كل قاصد، واذا كان أحد سكان الحي أو القرية غير متزوج وليس في بيته من يكفيه المؤنة كأم وأخت وخالة فلا يلزمه ذبح ذبيحة لضيوفه بلي يكرمهم بالموجود المتيسر من الادام ويقولون (ليس على العزب سالفة) ومن نزل على أهل منزل ضيفا وذبحوا له فانه لا ينزل عندهم مرة ثانية إلا بعد عام كامل اما إذا أكرموه بغير ذبيحة فلا بأس في نزوله عليهم قبل تمام العام.
~~راعي الفزعه~~ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس