أضع بين أيديكم أيها القراء
قصة كارثة جوية كادت أن تحدث في سماء مدينة عربية
في يوم الأربعاء 8 ذو الحجة
ذهب بطل قصتنا المراقب الجوي ابو عبد الله
للعمل صباح ذلك اليوم الحزين في قطاع الإقتراب
للمطار الدولي بمدينته الساحلية
وأترككم مع العزيز " ابو عبد الله " ليحدثكم عن التفاصيل
-------
في يوم الاربعاء الموافق 8 ذو الحجة
وسأظل أذكر ذلك التاريخ ما حييت
وسيظل العشرات بل المئات بل الآلاف بل الملايين
من سكان مدينتي يذكرون مأساة ذلك اليوم الحزين
الذي فتحت فيه ابواب السماء بماء منهمر
وبدأت أحداث ذلك اليوم الأليم عندما
توجهت الى العمل في الصباح الباكر وكان الجو جميلاً
غيوم وزخات خفيفه من المطر لقد كان الطقس ساحراً ورائعاً
و عند الساعة العاشرة صباحا تقريبا
كان كل شي طبيعي في منطقتي الرادارية
وكنت أوجه الطائرات الى وُجهتها بكل مرونة وأمان
وفجأه انقطع التيار الكهربائي عن المبنى الذي أعمل به
و إكتست شاشة الرادار التي أراقبها بالسواد
حينها علمت أن اللون الأسود
له علاقة وثيقة بالمآتم والإبتلاءات
لقد فقدت الإتصال البصري بـ جميع الطائرات في منطقتي
والتي كانت معي في تلك اللحظة
هل قلت لحظة .....
لا و ربي لم تكن لحظة
بل كانت حقبة من عقود من السنوات
تجرع حزنها آلاف الأيتام والأرامل والمساكين والمشردين
الذين فقدوا أنفسهم وأقربائهم وأموالهم وأعراضهم وممتلكاتهم
بسبب الكارثة التي حصلت لمدينتي في فاجعة ذلك اليوم الأليم
وفي أجزاء من الألف من الثانية
أبصرت ركاب الطائرات المفقودة في مخيلتي
ومررت بين مقاعدهم و نظرة في وجوه الأطفال والعجائز
و ضغط بيدي على سواعد قائدي الطائرات
وكأني أقول لهم : " أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه "
.........
بالكاد إستطاعة عيني ان تتمالك دموعها
أوقفت التفكير في ضياع الإتصال البصري بتلك الطائرات
صرخة في موجة الإتصال بيني وبينهم
ولكن للأسف لا مجيب !!
حاولت مرة ثانية... و خامسة ولا مجيب ...