[flying without wings]

الحازمي: مكانة “السعودية” عالمية والسلامة أمر يتعلق بسمعة بلد وحياة “بشر”


قال مساعد المدير العام للموارد البشرية بالخطوط السعودية فهد الحازمي ان اهم قضية تواجه الخطوط السعودية لقبول الطيارين هي اللغة الانجليزية فقد يكون المتقدمين مستوفين للشروط وقدراتهم عالية ولكن اللغة مهمة وهي من اهم شروط القبول لانها مختصة بأمور السلامة فالطيار لا بد ان تكون لغته ممتازة للتواصل مع البرج والتفاهم وتلقي الأوامر.
وقال الحازمي: عانينا سابقا مع طيارين غير سعوديين لغتهم الانجليزية سيئة لدرجة أن البرج لا يستطيع التواصل معهم. فأحيانا الخطأ يحدث بسبب عدم فهم كلمة واحدة وبالتالي يمكن أن تسبب كوارث. واضاف: الخطوط السعودية لم تتخذ هذا القرار بشكل ارتجالي واضاف أن القرار لم يصدر عبثاً بل هناك لجان شكلت لدراسة وضع الطيارين والأكاديمية والبرنامج من بدايته إلى الآن ففي برامجنا نأخذ في الحسبان قضية الساعات التي يقضيها الطيار على الجهاز التشبيهي وهذه كلها أشياء تغيرت لتعطي أفضل نوعية ممكنة وكل شيء يمكن فيه الأخذ والعطاء في الخطوط السعودية إلا موضوع السلامة لأنها ليست فقط أمر يتعلق بسلامة أشخاص فقط وإنما أمر يتعلق بسمعة أسطول وبلد بأكمله والخطوط السعودية تتمتع بسمعة عالمية في السلامة. وحول سؤال عن كون السعودية لم تسجل أي خطأ تسبب فيه أي طيار الأمر الذي يعكس أن المعايير السابقة ليس فيها أي مشكلة، بيّن الحازمى أن الطيارين القدامى لم يدرسوا على المعايير السابقة لكن الطيارين الذين درسوا مؤخرا هم الذين درسوا على المعايير القديمة ومعظمهم مساعدى طيارين وليسوا طيارين ومن اجل تقوية البرنامج ومعرفة مدى جودته ونجاحه سنخضعه لفترة من الزمن لنرى نتائجه فالخطوط السعودية قيمت البرنامج السابق ووجدت فعلا معايير للقبول والدراسة والتدريب العملي يحتاج لإعادة نظر وتحسين بشكل أفضل..حيث ان الطيارين السابقين للخطوط السعودية كانوا يستقطبون من الثانوية ويتم التحاقهم بالخطوط وتدريسهم اللغة الانجليزية بشكل مكثف ومن ثم يبدأون في دخول فصول التدريب، مما جعلهم مؤهلين بالكامل. وتابع: الشباب الذين يعترضون على التوفل 500 .. يجب ان يعلموا ان اغلب الجامعات في العالم لا تقبل اقل من هذا المستوى وأكثر أيضا لان الشخص ليستوعب المواد التي سيدرس فيها لا بد أن يكون مستواه في اللغة متميز وأثناء دراسته يتعلم اللغة الفنية الخاصة بالطيران. وعن الوقت المحدد لإجراء الامتحان والمقرر الأحد المقبل أكد الحازمي أن معظم الشباب اجتازوا الاختبار المبدئي وكان مستواهم المستوى السادس وممتازين والمفروض شباب لديهم مستوى سادس من اللغة لا يشكل اختبار التوفل أي مشكلة لهم وعن اختبار شركة اللوفتهانزا للطيران والمسمى بـ DLR والذي يعتبر على حد قول الطيارين المتدربين انه اختبار ذكاء كشف الحازمي أن هذا الاختبار تطبقه ارامكو السعودية ولا تقبل موظفيها إلا بعد اجتيازه فمثلا لاعب الكرة لا يقبل إلا إذا استوفى أمورا معينة لها علاقة باللياقة والمهارة ومستوى عضلاته.. وهذا الامتحان يهدف إلى تحديد مقدرة الشخص وسرعة البديهة لديه لاتخاذ القرار والتفكير السريع والمهارات اللازمة ليصبح طيارا فبعض الأحيان هناك أمور تتعلق بقدرة الشخص على التفكير فالطيار يحتاج أحيانا جزءا من الثانية ليتخذ قرارا سريعا.
قائمة الانتظار
وكان عدد من الخريجين السعوديين في مجال الطيران والموضوعين على قائمة الانتظار لدى الخطوط السعودية كشفوا ان خسائرهم وصلت الى ما يقارب 30 مليون ريال لدراسة الطيران في الخارج على حسابهم الخاص ، وبناء على المعايير القديمة التي فرضتها الخطوط السعودية عليهم آنذاك واستوفوها بالكامل وبموافقة هيئة الطيران المدني.. وقالوا ان عددهم يصل الى 104 طيارين متدربين انهوا كل المتطلبات للقبول المبدئي ولا زالوا في قائمة الانتظار.. حيث زار 50 طيارا منهم مقر صحيفة “المدينة” ليحكوا تفاصيل معاناتهم. وفضلوا عدم ذكر اسمائهم (وتحتفظ الصحيفة بكافة الاسماء والتسجيلات).
خسرت 300 ألف ريال
طيار متدرب عمره 30 سنة بدأ الحديث بسرد تفاصيل قصته بأنه درس في الفلبين بتكلفة وصلت الى 300 الف ريال، يقول: «بعد العودة اجتزت اختبارات اللغة الانجليزية والكشف الطبي وكافة الشروط ليتم وضعي على قائمة الانتظار لنفاجأ بعد ذلك بالمعايير الجديدة». ويضيف: «المشكلة التي تواجهنا الآن هي اختبار التوفل الذي فرضته الخطوط والذي يتطلب مستوى لا يمكن لشخص عادي مهما كانت لغته جيدة أن يجتازه كونه اختبار أكاديمي بحت لا علاقة له بالطيران.
8 سنوات في الانتظار
طيار اخر متدرب عمره 28 سنة يقول: أنا على لائحة الانتظار منذ 8 سنوات حيث تخرجت عام 2002 بعد ان درست في أمريكا وكلفت دراستي 300 الف ريال واجتزت كل الاختبارات المفروضة من الخطوط ووضعت على القائمة في انتظار القبول النهائي وعندما اسأل كانوا يبلغوني أن القبول توقف ولم تفتح ابواب التدريب منذ عام 2002 - 2007 ليستأنف بعد ذلك إلى أن جاء دوري لأفاجأ بشروط ومعايير جديدة لا ذنب لي فيها فأنا اجتزت كل ما طلب منى من اختبارات وفحص ولغة إلى إن بلغتنا باختلاف المعايير كلها واستحداث اختبار توفل عالي المستوى لدرجة لا تمنح إلا لطالب دراسة الدكتوراه ومجال أكاديمي.. وجاء اختبار DLR وهذا اختبار فرضته خطوط اللوفتهانزا على موظفيها ولم ينجح منهم إلا عدد محدد كونه اختبار ذكاء فلماذا يطبق علينا ونحن طيارون متدربون؟؟.
درست في الاردن وامريكا
طيار متدرب 33 سنة يقول: درست في الأردن لمدة سنتين وعدت بعدها للخطوط لأفاجأ بالرفض وإعطائي معايير أخرى لاستيفائها وبالفعل عدت لأمريكا ودرست لأوضع على قائمة الانتظار لمدة تجاوزت التسع سنوات فأنا عندما تقدمت للخطوط كان عمري 23 سنة وخريج ثانوية علمي وبتقدير 87 في المائة ورغم خسارتي التي تجاوزت 350 الف واكتشافي أن الدراسة التي درستها في الأردن هي نفس ما درسته في أمريكا وبالتالي لم اعرف سبب الرفض ثم فوجئت بوجود معايير جديدة واختبار توفل متقدم واختبار ذكاء مما جعلني اشعر أن أمل الالتحاق بالخطوط بات بعيدا.
اختبارات الذكاء والتوفل تعجيزية
طيار متدرب 27 سنة يقول: درست في الفلبين بتكاليف وصلت الى 230 الف ريال.. وعند عودتي عادلت رخصة الطيران وقمت بالكشف الطبي واجتياز اختبار اللغة ولكني وضعت أيضا على قائمة الانتظار وكنت أتوقع أن ابدأ في المرحلة الثانية من القبول النهائي إلا أنه طلب مني اختبار توفل 500 واختبار الذكاء المسمى بـDLR .. ويقول طيار متدرب 24 سنة: انا خريج الفلبين وكلفت دراستي 300 الف ريال، والمشكلة تكمل في أن الاختبار فرصة واحدة وهو اختبار متقدم للاكاديميين ولا علاقة للطيارين به ولذلك فانا مطابق لكافة الشروط القديمة والحديثة باستثناء التوفل.
تركت وظيفتي من اجل التدريب
طيار متدرب 33 سنة يقول: درست في أمريكا بعد ان كنت موظفا في الخطوط السعودية.. وبعد ان جمعت مبلغا جيدا تركت عملي من اجل دراسة الطيران وبالفعل درست في أمريكا بكلفة تصل الى 300 الف ريال .. واتساءل: الى ماذا يهدف اصحاب هذه القرارات فهم لم يضعوا في اعتبارهم ظروف هؤلاء الطلبة هل يعقل أن اتعب في التحضير لمعايير رغبة في اجتيازها ليتم تغييرها ويطلب منى أخرى جديدة فبالمنطق أي معايير لابد أن تطبق على الجدد الذي لم يلتحقوا مبدئيا ويطبقوا المعايير القديمة.. وانا اجتزت كل الاختبارات والكشف الطبي وأنا في انتظار اختبار التوفل الذي يشكل اكبر عقبة.
نطالب بمساواتنا مع غير السعوديين
بعض الطيارين المتدربين اتفقوا في عدة محاور أهمها أن الشروط المفروضة والمعايير الموضوعة على الطيارين غير السعوديين اقل مما يفرض على السعوديين.. وقالوا ان الخطوط السعودية لا تعترف برخصة منظمة الطيران الفيدرالي التي حصلوا عليها.. رغم اعتراف هيئة الطيران المدني بها.. ويناشدون المسؤولين وعلى رأسهم سمو ولي العهد باستثنائهم من الشروط واختبارات التوفل المتقدمة واختبارات الذكاء.
لا ننتقد الخطوط السعودية
واوضحوا أنهم لا ينتقدون الخطوط السعودية بوضعها لمعايير جديدة لكن المشكلة انها تطالبهم بتطبيقها بعد ان تجاوزوا وطبقوا المعايير القديمة واستوفوها ومن الظلم أن يرفضوا وهم على لائحة الانتظار طيلة هذه الفترة.. مشيرين الى أن المعايير الجديدة والاختبارات المفروضة يمكن أن تطبق على خريجي الثانوية العامة ممن يرغبون في دراسة الطيران ومن تبدأ دراستهم من 1/1/2010 لكن من كانوا على قائمة الانتظار لسنوات طويلة من الاجحاف تطبيق ذلك عليهم.. وعن الأعمار وضرورة أن يكون الطيار من عمر 19 سنة قالوا ان هذا السن صغير جدا فكيف سيتمكن وعمره بعد ان يلتحق بالعمل لا يتجاوز 22 عاما.. وان يتصرف خاصة في حال إصابة احد الطيارين بموت مفاجئ أثناء الرحلة؟
معاناة من أحداث سبتمبر
ويتناول الحديث كابتن طيار عمره 33 سنة حاصل على شهادته من أمريكا .. اذ يقول ان الكثير من الطلاب الدارسين على حسابهم عانوا من مشاكل أثناء أحداث سبتمبر ولكن كل المضايقات لم تحبط عزيمتهم للاستمرار وإكمال المسيرة.. ولكن الإحباط للاسف جاء عند عودتنا واصطدامنا بالواقع فنحن قبل أن نبدأ بالدراسة على حسابنا الخاص.