كم أشتاق اليك يامكة
يالله ما زلنا ببيتنا والطريق طويل فالمسافة بين الرياض ومكة فوق التسعمائة كيلو متر؛وجدت نفسى أصيح فى ابنى:يا أحمد احمل الحقائب وخذ مفتاح السيارة وضعها بشنطة السيارة ....هيا يابنى الله يهديك اسرع ..أذنت العشاء ولم ننطلق من الرياض بعد.
الآن انطلقت سيارتنا وصارت عينى تتعلق بلافتات الطريق لأحسب المسافة المتبقية على مكة...يالله الوقت يمر بطىء ...ياأسفى لن ألحق صلاة الفجر بالحرم..كم أشعر بالقهر...وتمضى بنا السيارة مسرعة ورغم سرعتها أشعر ببطىء مرور الوقت وأكاد أجن متى نصل مكة؟؟
أذن الفجر ونحن بطريقنا وتوقفنا لصلاة الفجر بالموية... بدنا نستريح شوى ..ونزلنا باستراحة بالموية قضينا بها حوالى الساعة وبعدها انطلقنا وأتت بشائر الطائف وعندما اجد بشائر الطائف أحس أن المسافة صارت قصيرة جدا الى مكة...ودخلنا الى الميقات ووجدت أفواجا هائلة من المعتمرين من دولة عمان وقطر والبحرين والامارات واستبشرت خيرا ..نعم استبشرت خيرا احس ان الخير ما زال موجودا عندما أرى جموع المعتمرين من كل مكان أستبشر اكثر عندما أجد معظمهم من الشباب فاطمئن على حال أمتى نعم البركة بالشباب ومازال هناك الكثير من الشباب حريص على أداء فريضة العمرة شباب اتوا بسيارتهم الخاصة من عمان وقطر وأبوظبى ما شاء الله عليهم وربى يبارك فيهم ..قطعوا كل هذه المسافة من آلاف الكيلومترات لزيارة الحرم؟
ودخلت الى الميقات للاحرام ووجدت جمعا هائلا من النساء والفتيات بدورة المياه فأبصرت فوجا بحرينى ووجدت سيدة عجوز تتكأ على عصى لا تقدر على الوقوف قلت فى نفسى ابشرى بداية العمرة خير؛فنزعت عن راسى طرحتى اى حجابى وفرشته على الارض وقلت لها:ياأمى أجلسى...قالت ::حجابك يتسخ...ما عليكى يا أمى انا بساعدك بالجلوس والقيام لحين يجى دورك فى الدخول...وانتظرت معها حتى أتى دورها فساعدتها بالقيام وادخلت حاجياته الى دورة المياه..لوبدك شى يا امى انا تحت أمرك...تبسمت ودخلت وعندما خرجت وجدتها تقبل راسى وتدعو لوالدى بالرحمة وودعتها بابتسامة عريضة..واستبشرت خيرا ..فأنا دائما متعودة قبل أداء للعمرة أن أفعل خيرا سواء مساعدة كبار السن ..او شراء أطعمة مغلفة وأوزعها على الاطفال وكبار السن والحمدلله وفقت من بدايتها ..وانهيت احرامى وانطلقت سيارتنا الى مكة ووجدت قلبى يرفرف من فرحته ولبيت بصوت عال وصحت بهم جميعا هيا لبوا وها نحن نتجه الى الحرم ويا لسعادتى..أشعر بسكينة وطمأنينة لا أشعر بها أبدا الا وأنا بالحرم..كان الجو حارا جدا ...وبرغم الحرارة المرتفعة قررت أن أطوف مع انى أصاب باعياء من الحر وحاولت أن المس الكعبة بيدى ...فهناك زحام شديد على الحجر الاسود..وكيف ادخل فى هذا الزحام وكلهم رجال؟؟؟!!يكفينى لمس الكعبة وعندما لمستها بيدى انتابنى شعور غريب ووجدت نفسى أبكى يالله..كم اتمنى أن اظل بجوار بيتك للأبد.
وصليت ركعتين الطواف وبرغم ارهاقى من الحر قررت انهاء السعى..كم جميل ان تسعى بين اناس يرتدون زى ابيض شعرت أنى بين سرب حمامات بيضاء تطير ترفرف لكن ترفرف بقلوبها شوقا...نعم شوقا يالطمأنينتى وسكينة قلبى..وانهينا أداء عمرتنا وعز على قلبى فراق الحرم...انظر خلفى اليه وأنا أغادره وأدعو الله أن لا يحرمنى من زيارته وكعادتى أشترى حبوب الحنطة وأنثرها على الأرض وأشاهد حمامات الحرم وهى تلتقطه...كم جميل جدا وغادرنا الحرم لنخرج من مكة متجهين الى جدة لزيارة أقاربنا لكن قلبى مازال متعلق بالحرم ورغم انى مرضت من الحر مازال الحرم يداعب خيالى..وغادرنا جدة لنمر على مكة ...آه ياليتنى أرجع الى الحرم وتعلق نظرى بمكة وأنا فى طريق عودتى للرياض...كم أشعر بالحزن على فراقك يا أحب بقاع الأرض الى نبينا الكريم...كم تمنيت لو أقيم بك حتى مماتى.....كم تمنيت لو كنت من أهلك
فبرغم أنى والدتى يؤووول نسبها الى آل البيت لكنى لست من أهلها...تمنيت لو ولدت بها وعشت بها......كم أشتاق اليك يامكة ...وكم أشتاق الى بيت الله الحرام...يالله هل أقدر على الانتظار الى أواخر شهر رمضان الكريم...؟؟!!
اليوم بدأت أعد الأيام.............
الصبر من عندك يالله.....................
كم اشتاق اليك يامكة...!!!!!
حمدا لله على سلامتكم اختي العزيزة عالم الطيران ... عمرة مقبولة ... سعي مشكور وذنب مغفور باذن الله
نسال الله ان يرزقنا واياكم العودة لزيارة بيته المحرم