موسكو تدخل سوق الطيران بطائرة ركاب جديدة في 2008
تجري روسيا الآن تنفيذ برنامج صنع طائرة الركاب الإقليمية الجديدة من نوع RRJ Russian Regional Jet والذي يعتبر أحد برامج صناعة الطائرات الأكثر تطورا وطموحا التي يجري تنفيذها في الوقت الحاضر ومن المقرر بدء تحليق أول نموذج لهذه الطائرة في العام المقبل والتي تتميز بحلول تقنية متطورة وخصائص طيران ومؤشرات اقتصادية جيدة وكذلك ببنية تحتية حديثة لدعم أصحاب الطلب.
وتأتي هذه الخطوة في اطار جهود روسيا للتوجه نحو السوق العالمية للطائرات الإقليمية وقد دلت العقود التي وقعتها في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني من العام الحالي الشركة الروسية “طائرات سوخوي المدنية” وشركة تأجير الطائرات في دبيConcord Aviation حول توريد أربعين طائرة جديدة من نوع (RRJ-95) تتسع الواحدة ل 95 راكبا على صواب الاتجاه الذي اتخذته روسيا في هذا المجال.
ويرى الخبراء الاقتصاديون أن روسيا تدافع في الوقت نفسه عن مواقعها في مجال الطائرات التي تقوم برحلات بين المناطق في السوق الداخلية أيضا فمثلا وقعت شركة طائرات سوخوي المدنية وشركة الخطوط الجوية الروسية “أيروفلوت” أيضا عقدا لتوريد ثلاثين طائرة من نوع (RRJ) وتبلغ قيمة العقد العامة 820 مليون دولار سبقه توقيع اتفاقية أولية مع شركة الطيران “سيبير” (سيبيريا) لتوريد (RRJ) وبين الشركات أصحاب الطلبات المحتملة الكبيرة شركة التأجير المالية.
وتعول وزارة الصناعة والطاقة الروسية كثيرا على انتاجها من الطائرة طراز (RRJ) وتعتبرها أحد المشاريع الأكثر مستقبلية والتي ستتيح إمكانية تحقيق قفزة نوعية لصناعة الطائرات المدنية في روسيا وإيصالها الى مستوى الشركات العالمية البارزة وتنوي تمويل صناعة هذه الطائرات ب 36 مليار روبل وحصل مصممو الطائرة أيضا على ضمانات للحصول على القروض ولكن (RRJ) في الوقت نفسه مشروع تجاري بحت وتقوم الدولة هنا بدور المستثمر فقط وسوف تعاد الأموال الى الخزينة من بيع الطائرات بعد تنظيم إنتاجها المتسلسل خصوصا وان عملية بيع الطائرة بدأت وهي في مرحلة التصميم وهذه ظاهرة لم يسبق لها مثيل بالنسبة للممارسة في روسيا.
وستحصل الطائرة الجديدة على ترخيص وفقا للمقاييس الدولية بسهولة كما ان الخبراء الروس والأجانب اليوم متفقون في الرأي حول أن (RRJ-95) بالإضافة الى طائرات من نوع (RRJ 60) و(RRJ75) ستكون لها إمكانيات عالية للتصدير وسيكون سعر (RRJ) في السوق الغربية أرخص من أسعار الطائرات المماثلة للشركات المنافسة ب 10 الى 15 بالمائة أما فيما يتعلق بالمشترين الروس لطائرة (RRJ) فإن الحكومة الروسية مستعدة لخفض رسوم الاستيراد في إطار هذا المشروع أو إلغائها على الإطلاق.
وتشير دراسات التسويق الحالية على أن السوق العالمية قد تكون خلال السنوات ال 15 20 المقبلة بحاجة الى حوالي 800 طائرة من نوع (RRJ) وسيبقى حوالي 300 350 طائرة منها في روسيا ومن المتوقع البدء بطرح الطائرة (RRJ) في الأسواق في عام 2008 ومن الممكن تحقيق ذلك عمليا بفضل استخدام نظام التجميع المأخوذ من شركة “بوينغ” مما يتيح تخفيض حجم العمل وبالتالي مدة إنتاج الطائرة ب 30 في المائة.
ومن الممكن ألا تكون شركتا “سوخوي” و”أنطونوف” منافسين إذا بدأت الأولى بإنتاج 95 110 طائرات بعيدة المدى (3000 إلى 5000 كم) والثانية 70 إلى 80 طائرة متوسطة المدى (1000 إلى 2000 كم) علما بأن روسيا مهتمة بإنتاج آن 148 لأنها تتألف بنسبة 69 بالمائة من أجزاء تصنعها شركات الطيران والفضاء الروسية وتقوم شركة “إيليوشين فينانس” في روسيا ببيع وتوريد هذه الطائرات ولديها الآن حقيبة للعقود المتفق عليها أو التمهيدية مع الشركات الروسية لتوريد 54 طائرة كما أن شركة الطيران الأوكرانية “أيروسفيت” وشركة الطيران الكازاخية أبديتا اهتماما باقتناء عشر طائرات آن 148 من تجميع شركة فورونيج ومن المقرر أن يتم في شركة فورونيج خلال عشر سنوات تجميع حوالي 250 طائرة.
وتتمتع روسيا بمفردها بحق تطوير طائرة آن 148 من التصميم الأساسي الى أشكال أخرى كطائرة نقل عسكرية وطائرة لأغراض خاصة وطائرة للشحن والركاب وتشير تقديرات الخبراء الى أن من الممكن أن تحتاج القوات المسلحة الروسية وأجهزة القوة الروسية الأخرى الى حوالي 200 من هذه الطائرات بما في ذلك للقوات البحرية وطائرات الاستطلاع اللاسلكي الإلكتروني واللاسلكي التقني ومركز القيادة الجوي وكذلك طائرات التزويد بالوقود.