شركات الطيران العربية تستبعد تخفيض تذاكر السفر
رغم تراجع أسعار النفط
- الهاجري: شركات الطيران تعاني من تذبذب أسعار الوقود
- وسيم وسوف: الوقود يمثل ثلث حجم التكلفة التشغيلية للشركات
- قورة: هناك خدمات لا تتأثر بأسعار البترول
كتبت – ناهد إدريس:
أكد عدد من مسئولى شركات الطيران والسياحة ان التراجع النسبي الذي تشهده اسعار النفط حاليا لن يؤدى الى انخفاض اسعار تذاكر الطيران .
وارجع المسئولون ذلك الى ان الانخفاض الحالي للنفط غير مستقر وبالتالي فانه قابل للزيادة فى اي لحظة ، مما يدفع شركات الطيران الى عدم خفض أسعار تذاكرها تحسبا لهذا الموقف .. اضافة الى ان تكاليف الصيانة والضرائب وتجويد الخدمة تجعل هذه الشركات لا تقبل بخفض اسعار تذاكرها.
فى البداية يقول سعيد الهاجري رئيس اللجنة السياحية بغرفة تجارة وصناعة قطر ومديرعام علي بن علي للسفر والسياحة إن كافة شركات الطيران أصبحت تعاني حاليا من التذبذب المطرد لأسعار الوقود .. موضحا أن الكثير من الشركات لجأت إلى عدة وسائل لتعويض خسائرها جراء ارتفاع الوقود.
وأوضح أن شركات الطيران سوف تلجأ هي الأخرى إلى تفعيل آلية رفع سعر التذكرة لمواجهة سعر الوقود الذي يرتفع يوميا، ولمواجهة الارتفاع في أسعار الصيانة والارتفاع في أسعار الطائرات مثلها مثل الشركات العامة، مؤكدا أن ارتفاع اسعار الوقود وانخفاضها يؤثر سلبيا علي اسعار شركات الطيران ويقع العبء دوما علي المسافرين وخاصة في الفترة الاخيرة اذ وصل سعر برميل النفط الي 130 دولار ، وحاليا انخفض سعر برميل النفط لحوالي 75 دولار محققا نسبة انخفاض تقدر بحوالي 20% ولفت الى ان انخفاض اسعار التذاكر يعد فرصة جيدة للمسافرين اذ تنخفض مباشرة اسعار التذاكر وتصبح في متناول يد العملاء علي جميع شركات الطيران .
وقال الهاجري ان شركات الطيران تعمل علي تجويد الخدمة من اجل المسافرين ، وفى المقابل فان حركة هذه الشركات قائمة علي الوقود وعندما يزيد سعر الوقود تحتاج الشركات الي دعم سيضاف بدوره علي سعر التذكرة التي هي الصلة المباشرة بين شركات الطيران والمسافرين .
تأثير مباشر
فيما أكد وسيم وسوف مشرف عمليات شركة "العربية للطيران" إن أسعار الوقود تمثل حاليا ثلث حجم التكلفة التشغيلية لشركات الطيران ، الأمر الذي يجعلها ذات تأثير مباشر على مسيرة عمل سائر شركات الطيران العالمية ، موضحا أن كافة الشركات سوف تعوض الارتفاع المطرد لسعر الوقود عبر زيادة عدد الرحلات التي تعتمد على موافقات مسبقة ، وأيضا على رفع قيمة تذكرة السفر .. مؤكدا ان العربية للطيران من الشركات التي لديها استراتجية بعيدة المدي لذا لاتتاثر اسعار التذاكر لديها بتذبذب اسعار النفط التي تتأرجح بين انخفاض وارتفاع مما يؤثر سلبا علي المسافرين ، اما شركات الطيران فاعتقد انها تعوض خسائرها مباشرة بوضع الفرق علي التذكرة وهذا بدوره يؤدي الي عدم تأثرها بحركة الارتفاع والانخفاض .
ونوه الى ان "العربية" لديها رحلة واحدة من الدوحة للشارقة ، والسياسة التسويقية لدينا لا تجعل هناك اعباء ، اذ تعمل العربية وفقا لسياسات مدروسة ، "وعموما" فان هذه الحركة في اسعار النفط لا يقع تأثيرها علينا مباشرة .. موضحا ان الرحلة الواحدة بها 162 مقعد وسعر المقاعد لدينا يختلف بين كل عشرين مقعد وهناك فرق حوالي 80 ريال بين كل عشرين مقعدا ، وبذلك نستطيع تجاوز الفرق في السعر لذلك نحن لانتأثر بالارتفاع والانخفاض كثيرا.
وأكد وسيم وسوف أن ارتفاع سعر الوقود سوف يتبعه تلقائيا ارتفاع في سعر التذكرة ، الأمر الذي ينعكس سلبا على حركة الطيران المنخفض التكاليف ، مشيرا إلى أن الطيران الاقتصادي شأنه شأن أي مشروع تجاري يخضع لمعايير الربح والخسارة مما يجعله يلجأ إلى جملة من الآليات لتقليص الخسائر، مثل رفع سعر التذكرة لتحقيق هامش ربح.
انخفاض غير مستقر
وأوضحت حنان قورة مديرة المبيعات عبر الشرق أن ارتفاع اسعار البترول يؤثر مباشرة علي سعر التذكرة وان الارتفاع في الفترة الماضية بلغ اسعار قياسية اذ بلغ سعر البرميل 140 دولار وهذا الارتفاع ظل لفترة طويلة وان الانخفاض الحالي يعتبر غير مؤثر لانه انخفاض غير مستقر ، وهناك عقود كبيرة بين شركات البترول وشركات الطيران وهذه العقود طويلة المدي .
واستبعدت قورة ان الانخفاض الحالي لاسعار النفط يؤثر علي اسعار التذاكر ، فهناك خدمات لا تتأثر باسعار البترول ، وهناك قاعدة عامة في التجارة والطيران مفادها ان اسعار الخدمات عندما ترتفع اسعارها ، فإن الانخفاض لايأتي سريعا ، كذلك بعد الارتفاع المستمر لاسعار النفط والذي ادى الى ارتفاع التذاكر فاننى لااتوقع انخفاضا سريعا او مباشرا على تذاكر السفر .
وأشارت الى أن الوقود والصيانة الدورية والضرائب تستقطع الجزء الأكبر من حجم التكلفة التشغيلية لشركات الطيران ، الأمر الذي جعلها تتجه نحو زيادة أسعار التذاكر لتعويض الزيادة في أسعار الوقود والصيانة.
رفع أسعار التذاكر
وكانت العديد من شركات الطيران العربية والعالمية قد رفعت فى يناير الماضي أسعار تذاكر السفر بسبب ارتفاع أسعار الوقود عالميا فيما قالت شركات أخرى إنها لا تزال في مرحلة دراسة للأسعار مرجحة ارتفاعها بنسبة 5 %.
واعلنت "طيران الإمارات" العاملة في دبي أعلنت عن زيادة 8 % في أسعار تذاكر الدرجة السياحية في حين أن شركتي "الاتحاد" العاملة في أبوظبي و"العربية" العاملة في الشارقة لم ترفع أسعارهما بعد.
وقالت شركتا الاتحاد والعربية إن ارتفاع أسعار النفط يعتبر بمثابة تحد لجميع شركات الطيران ما يبقي موضوع النظر في التكلفة مستمرا وانهما ما زالتا تراقبان عن كثب وبشكل يومي التطور في أسعار النفط وبانتظار ما سيترتب على هذا الأمر في المستقبل.
وأوضح الاتحاد الدولي للنقل الجوي (الأياتا) في تقرير سابق له أن ارتفاع أسعار وقود الطائرات بمعدل سنت واحد يزيد فاتورة الوقود 200 مليون دولار إضافية.
وكشفت مصادر عاملة في قطاع السياحة والسفر عن قيام عدد من شركات الطيران العربية والعالمية بفرض رسوم إضافية على أسعار تذاكر السفر مشيرة إلى قيام "طيران الخليج" بفرض رسوم إضافية بواقع 10 دولارات فيما زادت أسعار تذاكر "الخطوط السورية" 38 دولارا.
ولفتت المصادر الى إن العديد من شركات الطيران العربية تدرس فرض رسوم إضافية قد تصل إلى 5 % منها "مصر للطيران" و"الشرق الأوسط" و"الملكية الأردنية" وكان سعر وقود الطائرات قد ارتفع ليصل إلى 2.8 دولار للجالون الواحد.
ورفعت العديد من شركات الطيران العالمية فى يناير الماضي أسعار تذاكرها بمعدل 20 دولارا لتعويض ارتفاع تكلفة الوقود منها "أمريكان أيرلاينز" و"دلتا أيرلاينز" إضافة إلى "يوناتيد إيرلاينز".
يذكر أن (الأياتا) التي ترتبط بعلاقات مع نحو 240 شركة طيران تشغل 94 % من إجمالي حركة الطيران المجدولة حول العالم تعتزم تطوير عمليات التشغيل عبر ممرات طيران جديدة وشبكات ربط بين المطارات في محاولة للحد من ارتفاع التكاليف التشغيلية للشركات.
المصدر جريدة الراية