:: Flying Way :: - عبد الله بن المبــارك .. التابعي الـذي شهــد له أحمد بن حنبـــل

:: Flying Way :: (https://www.flyingway.com/vb/index.php)

- الملتقى الإســلامـي (https://www.flyingway.com/vb/forumdisplay.php?f=64)

عبد الله بن المبــارك .. التابعي الـذي شهــد له أحمد بن حنبـــل

https://pr.sv.net/svw/2010/May2010/images/p0027.20.jpg

https://pr.sv.net/svw/2010/May2010/images/p0027.21.jpg

ولد التابعي الجليل عبدالله بن المبارك عام 118هـ في عهد الخليفة الأموي هشام بن عبدالملك، وعاش حتى سنة 181هـ، حيث توفي في خلافة هارون الرشيد.. يُحكى عن والده أنه كان يعمل في بستان لأحد كبار القوم، جاءه يوماً وطلب منه رماناً حلواً، فمضى إلى بعض الشجر وأحضر منها الرمان، فلما تذوقه وجده حامضاً، فقال له: أطلب الحلو وتحضر لي الحامض! فمضى وقطع من شجرة أخرى، فلما تذوقه وجده كسابقه، فاشتد غضبه عليه، ثم طلب منه للمرة الثالثة أن يحضر له رماناً حلواً، وحينما تذوقه وجده حامضاً أيضاً، فقال له حينذاك، كم لك تعمل في هذا البستان ولا تعرف الرمان الحلو من الحامض؟ فقال: وكيف لي ذلك، فإنني ما أكلت منه شيئاً حتى أعرفه، فقال صاحب البستان: ولمَ لمْ تأكل منه شيئاً؟ فقال: لأنك لم تأذن لي بالأكل منه، فأعجبَ سيده من أمانته وحسن أخلاقه، وزاد قدره عنده، وكان لصاحب البستان ابنة فزوّجه إياها، فأنجبت له الإمام عبدالله، فتمت عليه نعمة بركة أبيه وأنبته الله نباتاً صالحاً. واتفقت جميع المصادر على أن عبدالله بن المبارك كان طالباً للعلم نادر المثال، رحل إلى جميع الأقطار التي كانت معروفة في ذلك الوقت بالنشاط العلمي، وعنه يقول عبدالرحمن بن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: كان ابن المبارك يجوب الدنيا في طلب الحديث، لم يدع اليمن ولا مصر ولا الشام ولا الجزيرة ولا البصرة ولا الكوفة، وقد شهد له بذلك الإمام أحمد بن حنبل. وكان ابن المبارك رحمه الله يقول: خصلتان من كانتا فيه نجا؛ الصدق وحب أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. وكان ينشد العلم حيث رآه، ويأخذه حيث وجده، لا يمنعه من ذلك مانع، وقد بلغ به ولعه بكتابة العلم مبلغاً جعل الناس يعجبون منه حتى قيل له: حتى كم تكتب؟ فقال: لعل الكلمة التي أنتفع بها لم أكتبها بعد. كما عابه قوم على كثرة طلبه للحديث فقالوا: إلى متى تسمع؟ قال: إلى الممات.
ومن أقواله وحكمه: الدنيا سجن المؤمن وأعظم أعماله في السجن الصبر وكظم الغيظ، وليس للمؤمن في الدنيا دولة وإنما دولته في الآخرة، ليس من الدنيا إلا قوت اليوم فقط. وكان يكثر الجلوس في بيته، فقيل له: ألا تستوحش؟ فقال: كيف أستوحش وأنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه؟ وكان يعتزل مجالس المنكر واغتياب الناس، فقيل له: إذا صليت معنا لمَ لا تجلس معنا؟ فقال: أذهب مع الصحابة والتابعين، فقيل له: ومن أين الصحابة والتابعون؟ قال: أذهب أنظر في علمي فأدرك آثارهم وأعمالهم، فما أصنع معكم وأنتم تغتابون الناس.
قال سفيان الثوري: إني لأشتهي من عمــري كله أن أكــون سنة واحـدة مثل عبد الله بن المبارك، فما أقدر أن أكون ولا ثلاثة أيام، وكان يقول عنه أيضاً بأنه أعلم أهل المشرق والمغرب.