:: Flying Way :: - التأخير في الرحلات الجوية يكلف الشركات مبالغ ضخمة

لا يزال الركاب هم مصدر التأخير الرئيسي لشركات الطيران، وإلى الآن تعاني تلك الشركات من عدم إتمام دخول ركاب طائراتها بالزمن المطلوب، والمسألة هنا ليست تتمحور حول المتأخرين عن موعد إقلاع طائراتهم، ولكن على طريقة دخول أولئك الركاب إلى الطائرة وجلوسهم على مقاعدهم بعد الإنتهاء من وضع حقائبهم اليدوية ومتعلقاتهم سهلة الحمل التي سمح لهم بحملها معهم في الأدراج العلوية المخصصة لذلك. إن هذه العملية تستغرق أحيانا ساعة كاملة إن لم تتجاوزها، وهذا بحد ذاته مصدر تأخير وخسائر لشركات الطيران، فمدة وقوف الطائرة أكثر من الزمن المحدد لها بالوقوف فيه يزيد من تعقيدات الرحلة الجوية، التي ترتبط بمواقيت معينة لزمن الوقوف والدروج إلى المدرج للإقلاع، وإذا ما كان المطار مزدحما سيحرمها هذا من سرعة الإقلاع الذي ستستفيد منه طائرة أخرى لشركة أخرى منافسة (مثال المطارات الأوروبية كهيثرو بلندن)، وأيضا سيحرمها هذا من الوصول إلى الإرتفاع المناسب والمطلوب حيث نظرا لازدحام الأجواء حاليا بحركة الطائرات قد تشغل الارتفاع المقرر طائرات أخرى وبالتالي ستطير الطائرة المتأخرة بارتفاع أقل من المطلوب وبالتالي حرق بالمزيد من الوقود، أو قد يعمد الطيارون إلى زيادة السرعة لتعويض الوقت وبالتالي سيؤدي ذلك حتما إلى حرق كمية أكبر من الوقود. كل هذا قد يكون سببه بطء عملية دخول الركاب إلى الطائرة فما العمل؟
السرعة في الدخول يعني الربحية
إن الغرض من سرعة دخول جميع الركاب إلى الطائرة، هو ليس لتقليل التكاليف بقدر ما هو مصدر لتحقيق الربحية كيف؟ التقليل من زمن بقاء الطائرة على الأرض خصوصا على الرحلات القصيرة، وعلى الطائرات ذات الممر الواحد (كالإيرباص 320 والبوينغ 737) سيعنى أن الطائرة ستكون في الجو أكثر، أي بمعنى أكثر تحديدا ستعمل رحلات أكثر 'تردد أكثر' في مدة زمنية أقل وهذا بحد ذاته يؤدي إلى مزيد من المال لشركة الطيران. فإذا كانت على سبيل المثال شركة الطيران تنوي عمل خمس رحلات في اليوم، كما هو مقرر لها أن تعمل في الظروف العادية، يمكنها إذا ما حققت زمنا قصيرا جدا في دخول وخروج ركابها خلال وجهات الطائرة المختلفة أو المكوكية على حسب جدول العمل لها، من أن تعمل رحلة جوية إضافية سادسة أيضا إذا ما كان هناك طلب للسفر من قبل ركاب آخرون.