:: Flying Way :: - «طيران الإمارات» تدخل التاريخ كأول ناقلة جوية توفر خدمة الهاتف النقال جواً

https://air.flyingway.com/up/2009/f06...flu6ejyh0p.jpg

إعداد: علي محمد الهاشم في عصر التقنيات الرقمية، والتطور الإلكترونيللأنظمة اللاسلكية، أصبح ركاب الطائرات على اتصال متواصل مع الأرض، ولم تعد كلمة الغربة تجد لها مكاناً بعد اليوم. لقد سطرت طيران الإمارات أعلى مراتب التفوق والتنافس الحقيقي في مجال الخدمات على متن الطائرات، بعد اعتمادها لنظام يسمح لركابها بإجراء مكالماتهم وهم في الجو من خلال هواتفهم النقالة الشخصية، وبذلك نفتتح عهداً جديداً ومرحلة متقدمة من العولمة، ليكون بذلك العالم أكثر تواصلاً مما كان عليه. قبل الخوض في مدى جدوى اعتماد خدمة استخدام الهاتف الشخصي النقال أو الموبايل أثناء الرحلة الجوية من عدمه ، ينبغي لنا أن نبين مدى التطور الرهيب الذي في مجال الاتصالات ومجال صناعة الطيران والنقل الجوي، وإن كان قطاع الاتصالات أسرع نمواً وتطوراً نوعاً ما ، من قطاع الطيران، لكنهما باتا يلتقيان هنا في نقطة مهمة وحساسة، وهي الاستفادة المتبادلة للقطاعين من خلال إتاحة التواصل عبر الأثيرفون متن الطائرات. البداية الحقيقية لقد سئم المسافرون جواً من عدم التواصل ، والانقطاع كلياً عمن يحبون أو عن أعمالهم والعالم أثناء السفر بالطائرة ، وإذا كانت المسافة بسيطة ، فما بالك إن كانت المسافة تستغرق أكثر من نصف يوم كامل على الرحلات الجوية البالغة الطول والتي أصبحت شيئاً روتينياً حاليا، نتيجة التطورالكبير في صناعة طائرات الركاب، ولذلك نشطت شركات الاتصالات والخدمات اللاسلكية بالتعاون مع الناقلات الجوية من كسر حاجز الصمت (الانقطاع) التام بالرحلات الجوية من خلال إتاحة القدرة على التواصل الكامل بالعالم أثناء الرحلة الجوية. فكانت المحاولات الأولى من قبل بوينغ عبر نظام الاتصال المطور من قبلها وهو «كونيكشن» العامل بالأقمار الصناعية، لكنه ورغم كفاءته العالية وعدم تداخله مع أي من الشبكات الأرضية للاتصالات ولا أنظمة الطائرة ، لم يلق نجاحاً وتم التخلي عنه من بوينغ نظراً لتكاليفه المرتفعة جداً. لكن طيران الإمارات تمكن في الشهر الماضي من تحقيق الحلم وكسر حاجز الصمت آنذاك ، بعد أن تمكن ركابها وهم في رحلة جوية من دبي إلى مدينة الدارالبيضاء بالمملكة المغربية من إجراء ما اعتبر أول اتصال هاتفي من تلفون نقال شخصي يتم من على متن طائرة ركاب (وكانت من نوع إيرباص 340 وقتها) إلى أي جهة أخرى على الأرض، سواء أكان هاتفاً نقالاً آخر أم هاتفاً ارضياً ، مفتتحة عصر الرفاهية المطلقة بالجو. مكونات نظام الاتصالات يتطلب تركيب النظام الخاص بالسماح للمكالمات الهاتفية عبر أجهزة الهواتف النقالة أو المحمول من متن الطائرة، ثلاثة مكونات، أولاً: الحصول على موافقة مسبقة من منظمات السلامة الجوية الدولية قبل اعتماد النظام، ثانياً التصريح من الشركة المالكة للنظام بالتركيب والاستخدام، ثالثاً قابلية الطائرة لتركيب النظام على متنها. ولا يتطلب تركيب النظام وقتاً طويلاً بل يمكن أن يتم ذلك عند إدخال الطائرة للصيانة الدورية لها. إجراءاتوقائية يتم تزويد الطائرات التي يركب عليها أحد نظامي الاتصالات الخليويةالمتاحين الآن من شركة إيروموبايل» أو «أون إير»، بنظام آخر يمنع الهواتف النقالة من التشويش على الأجهزة الملاحية في الطائرة. علماً بأن شركة كالكوم الأميركية قد أجرت عام 2004 أول تجربة على جهاز هاتف نقال آمن يعمل على متن طائرة من دون أن يؤثرعلى عمل أجهزتها أو يتدخل في أنظمة الاتصالات الأرضية. خاصة أن الأسباب التي أدت إلى تأخير اعتماد النظام لسنة كاملة ترجع إلى احتمالية أن تسبب تلك الأنظمة للاتصالات تشويشاً على موجات التواصل بين أطقم الطائرات وبين أبراج المراقبة الأرضية بفعل ذبذبات الهواتف النقالة، لهذا عمدت الشركات المنتجة لأنظمة تمكين عمل الاتصالات من على متن الطائرات في الجو إلى برمجة النظام كي يعمل فوق ارتفاع 3000 متر (9800 قدم ) فما فوق ، وأن يتوقف ما دون ذلك حتى لا يتداخل مع الشبكات الأرضية. وأنه جار رفع هذا الارتفاع كي يصل إلى 5000 متر (16400 قدم ) فما فوق كإجراء احترازي، في حين أن بعض شركات الطيران التي تنوي اعتماد تلك الأنظمة على طائراتها قريباً، تنوي تفعيل النظام فقط عندما تكون طائراتها تحلق فوق البحار أو المحيطات . كذلك من بين الإجراءات الوقائية التي سيتم استخدامها تتمثل في تمكين طاقم القيادة من مراقبة استخدام النظام والتحكم فيه، ومعرفة المقعد المخصص لمستخدم الهاتف ، وإمكان قطع المكالمة عند الضرورة، وحجب التغطية التلفونية عن قمرة الشحن بالطائرة ، تلافياً لاحتمال إطلاق شحنة متفجرات عن طريق اتصال هاتفي مع هاتف مخبأ في حقيبة تمشحنها في مخزن الشحن بالطائرة ، وهذا أحد الإجراءات التي حضت عليها الحكومة الأميركية كي لا يتم استغلال النظام من قبل الإرهابيين. الجدوى الاقتصادية للنظام عندما قررت طيران الإمارات طرح خدمة إجراء مكالمات هاتفية بواسطة التلفون الشخصي أو النقال ، كان السبب الرئيسي وراء ذلك هو ما شهدته من إقبال كثيرمن قبل بعض الركاب على استعمال الهواتف المركبة في الطائرات التابعة لها، حيث بلغ معدل إجراء المكالمات بواسطتها 7 آلاف مكالمة في الشهر الواحد. وقد أبدت كثير من شركات الطيران في العالم رغبة في تركيب النظام ومنها جيت بلو ولوفتهانزا وبالمنطقة الخطوط الجوية السعودية والأردنية (عالية) وطيران الجزيرة. مسألة ذوقية رغم ما سيوفره نظام تمكين إجراء المكالمات الهاتفية عبر الهواتف الشخصية النقالة للمسافرين جواً من قدرات كبيرة على التواصل وتوفير الوقت وعدم العزلة، لكن البعض من المراقبين على الساحة يخشى من تزايد معدلات الإزعاج وعدم الراحة بسبب رنينتلك الهواتف وثرثرة بعض المسافرين طوال فترة الرحلة الجوية، لكن ولأسباب ذوقية قد تعمد الناقلة الجوية التي ستعتمد هذا النظام منع المكالمات في أوقات معينة مثلا لرحلات الليلية وغيرها من الأوقات التي تتخللها فترات راحة للركاب، كما أن هذه الخدمة قد لا تتوافر فوق بعض الأجواء نتيجة تحتم جعل خط سير الرحلة متوافقاً مع المواقع التي تمنح تصريحاً للطائرة باستخدام شبكاتها الأرضية لإجراء الاتصالات بذلك، عموماً انتهى عهد الرحلات المملة والمعزولة في حاوية معدنية تحلق فوق 35 ألف قدم.