قررت الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية "الويبو" أن يكون يوم 26 أبريل من كل عام يوما للاحتفال بالملكية الفكرية وذلك لأنه التاريخ الذي دخلت فيه اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية حيز النفاذ سنة 1970.
ويهدف الاحتفال باليوم العالمي للملكية الفكرية إلى تعزيز الوعي بدور الملكية الفكرية في حياتنا اليومية وتكريم المبتكرين والفنانين لإسهامهم في تطوير المجتمعات المنتشرة في مختلف أرجاء المعمورة.
وتنقسم الملكية الفكرية إلى فئتين هما الملكية الصناعية التي تشمل الاختراعات (البراءات) والعلامات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية وبيانات المصدر الجغرافية من جهة وحق المؤلف الذي يضم المصنفات الأدبية والفنية كالروايات والقصائد والمسرحيات والأفلام والألحان الموسيقية والرسوم واللوحات والصور الشمسية والتماثيل والتصميمات الهندسية من جهة أخرى. وتتضمن الحقوق المجاورة لحق المؤلف حقوق فناني الأداء المتعلقة بأدائهم وحقوق منتجي التسجيلات الصوتية المرتبطة بتسجيلاتهم وحقوق هيئات الإذاعة المتصلة ببرامج الراديو والتلفزيون.
وتعتبر الحماية الدولية حافزا يشجع الإنسان على الإبداع ويزيل الحواجز أمام العلوم والتكنولوجيا كما يثري عالم الآداب والفنون.
وعلاوة على ذلك ، فان الحماية الدولية تدفع بعجلة التجارة الدولية نحو الأمام حينما توفر مناخا مستقرا من أجل تبادل منتجات الملكية الفكرية.
ويبلغ عدد الدول الأعضاء في الويبو اليوم 171 دولة ، أي 90% من مجموع بلدان العالم على وجه التقريب. وما هذا إلا دليل على الأهمية المولاة لعمل المنظمة وفائدته المتزايدان.
وكانت الاتفاقية العالمية للملكية الفكري أول معاهدة دولية مهمة ترمي إلى منح مواطني بلد معين حق حماية أعمالهم الفكرية في بلدان أخرى.
وتتخذ هذه الحماية شكل حقوق للملكية الصناعية تعرف بالمصطلحات التالية: الاختراعات (البراءات) ، العلامات التجاري ، الرسوم والنماذج الصناعية.
وقد ظهرت الحاجة إلى توفير الحماية الدولية للملكية الفكرية عندما امتنع عدد من المخترعين الأجانب من المشاركة في المعرض الدولي للاختراعات بفيينا سنة 1873.
ويرجع السبب في ذلك إلى خشية هؤلاء المخترعين من أن تتعرض أفكارهم للنهب والاستغلال التجاري في بلدان أخرى.
وقد دخلت اتفاقية باريس حيّز التنفيذ سنة 1884 ، بعد أن وقعت عليها 14 دولة عضوا. وبموجب ذلك ، تم تأسيس مكتب دولي يتولى إنجاز المهام الإدارية مثل تنظيم الاجتماعات بين الدول الأعضاء .وفي سنة 1886 ، حيث دخل مفهوم حق المؤلف إلي الساحة الدولية بفضل اتفاقية برن بشأن حماية المصنفات الأدبية والفنية. وكانت هذه الاتفاقية ترمي إلى مساعدة مواطني الدول الأعضاء فيها على الحصول على حماية دولية فيما يخص حقهم في مراقبة مصنفاتهم الإبداعية وتقاضي أجر مقابل انتفاع الغير بها
واحتضنت مدينة برن بسويسرا هذه المنظمة الصغيرة التي لم يتعد عدد العاملين فيها سبعة موظفين. حيث أصبحت هذه المنظمة فيما بعد تعرف بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية.
وبتزايد أهمية الملكية الفكرية ، تغير هيكل المنظمة وشكلها. ففي سنة 1960 ، انتقل البربي من مدينة برن إلى مدينة جنيف حتى يصبح على مقربة من الأمم المتحدة وسائر المنظمات الدولية الكائنة في المكان عينه. وبعد مرور عقد من الزمن ، حلّت الويبو محل البربي عقب دخول اتفاقية إنشاء المنظمة العالمية للملكية الفكرية حيّز التنفيذ.
يمكن لكم زيارة الموقع الرسمي للمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو) من خلال الرابط التالي:
https://www.wipo.int/portal/index.html.ar