المجموعات الإجتماعية |
البحث |
مشاركات اليوم |
][ عــذب الـكــلام ][ تم إيقاف نشر مواضيع جديدة في القسم / يمكن لك عزيز العضو أن تضيف تلك المقالات في المدونة الخاصة بك في المنتدى بالضغط هنـــا |
إضافة رد |
|
أدوات الموضوع |
مشاركة [ 1 ] | ||||
|
||||
|
شكراً أمي العزيزة ..
نشأت وحيداً ... يتيمًا أعيش مع والدتي .. لا أعرف في هذه الحياة سوى وجهها العابس نتيجةً لتراكم الزمن والحزن والوحدة .. أمضي إلى المدرسة صباحاً ... وأعود للقاءها في المساء.. أُصبح على نصائحها .. وأمسي على تهديداتها وقبلاتها.. هو الخوف والحب .. كيف يجتمعان؟ كانت تخاف علي حتى من نسمات الهواء .. وتحبني لأنني ابنها الوحيد وماتبقى من حبها الذي رحل بلارجعة ... أنام على تقاسيم وجهها ..وعيونها الواسعه .. وأصابعها الموجهة إلىَّ بتهديداتٍ كثيرة.. ألاَّ أخالف تلك التعليمات. قوانين صارمة علىَّ أن أتبعها وأنفذها بحذافيرها .. ماذا أصنع فهي أمي والإطار الوحيد الذي أرى العالم من خلاله .. أنام على دموعها التي تحاول أن تخبئها تغمر وجهي .... ماأن أرى دموعها المتساقطة حتى أخبئ وجهي تحت فراشي .. لا أريد أن أرى القوة والجبروت في موقف ضعف وانكسار.. تلك الدموع التي عشتها حبالاً .. بل سلاسل قيدتني سنين طويلة .. لا أعرف سوى الطريق من باب المنزل إلى باب المدرسة ذهاباً وعودة.. أصبح المكوث في البيت عادة .. كانت فائدتها التفوق في المراحل الدراسية المختلفة .. أقضي وقت الفراغ في القراءة والاطلاع .. في بعض الأحيان أزور مع أمي بعض الأقارب لكن لانمكث طويلاً .. ساعات ونعود بسرعة إلى المنزل .. كانت أمي لاتحب أن تجلس طويلاً عند الذين نزورهم .. تقول أننا نضايقهم ونقيد حرياتهم .. تُفضل الزيارة أن تكون سريعة .. هكذا تردد دائماً .. فهي أيضاً شديدة الحساسية بسبب أنها أرملة ... وتخاف أن يسبب هذا الأمر مشاكل مع من تقوم بزيارتهم .. أعذرها كثيراً في هذا الجانب ، فهي كما تردد دائماً تعيش فقط من أجلي .. كُثُرٌ من تقدم لخطبتها، لكنها ترفض خوفاً ، أن يؤثر ذلك على علاقتها بي وأن يكون الزوج القادم قاسٍ في تعامله معي أو لايريدني .. كنت اتخيل في بعض اللحظات أن قلب أمي لايوجد به سواي أنا وأبي رحمه الله.. ولوفتشت في قلبها لوجدت غرفتان واحدة لي والأخرى لأبي .. أي لايوجد مكان لشخص آخر .. قلب صغير .. لايحوي إلا اثنين .. كما منزلنا الصغير المتواضع .. نعيش على بعض المال الذي تركه والدي بعد وفاته .. بعض الهبات والصدقات من الناس .. إعانة متواضعه من الدولة ... لاتكاد تفي بالتزاماتي لوحدي .. الحمد لله ... الموارد قليله... لكن أمي اقتصادية .. تحاول دائماً أن يكون الصرف دائماً لاحتياجاتي .. فهي تؤجل شراء ماتحتاجه حتى يتوفر المال .. وتدخر بعض المال للأمور الطارئة .. مع حالة البؤس والشقاء التي أعيشها كل يوم .. إلا أنني أشعر بارتياح شديد وأنني في مأمن حينما أرى أمي تكافح وتواجه الدنيا من أجلي .. في لحظات أشعر أنني عبئاً على أمي .. فهي لازالت في مقتبل العمر وكأنها في سن الشيخوخة .. تحمل هماً وحملاً ثقيلاً .. هو أنا ومستقبلي .. ذات مرة .. كنت جالساً في صالة المنزل .. كانت أمي تمر ذهاباً وإياباً تقوم بترتيب المنزل .. من غرفة إلى أخرى ثم إلى المطبخ لتحضير طعام العشاء .. أحمل بين يدي كتاباً من الكتب الدراسية أقرأه .. فامتحانات الثانوية العامة على الأبواب .. في البداية كنت أقرأ وأذاكر .. لكن مالبتث أن أصبحت في دنيا أخرى غارقاً في التفكير في مستقبلي ومستقبل أمي التي لاتفارقني والعمر يمضي .. لم يخرجني من هذا التفكير سوى أمي تناديني لتناول طعام العشاء .. تناولت طعام العشاء مع أمي .. اختلس النظر إليها في لحظات انشغالها .. شعرات بيضاء ظاهرة بين خصلات شعرها المسترسل على جانبي وجهها المضيء .. بعض ملامح الشيخوخة ألمحه ظاهرا ً جلياً.. عينان .. تخبئان حزن عميق .. لا أدري هل هو لرحيل أبي .. أم لأمر آخر..؟ لا أدري.. نظرت إلى الأسفل بعد أن تنبهت لي.. أمي .. نعم يابني .. (صوت دافئ ) قلت : أمي سأحدثك أمراً .. لكن بشرط أرجوا أن لاتغضبي مني .. صرخت في وجهي : لاتقل لي بأنك خالفت تعليماتي وفعلت أمراً غير محموداً !! قلت : لا لا ياأمي لن أفعل ذلك أبداً .. هدأت وقالت: إذن ماذا تريد أن تقول..؟ قلت لها: أرجوك لاتغضبي .. فهو موضوع للنقاش .. قالت: قل لي ماذا تنتظر.. قلت: ياأمي أنا كبرت وأصبحت قادراً على العمل ... تعبت سنين .. وجاء اليوم الذي يمكنني أن أساعدك بل .. أكفيك كل هذا التعب .. قالت بغضب : ماذا تقول ؟ قلت: ياأمي دعيني أكمل فكرتي .. قالت : تفضل. قلت: ياأمي بقي أيام على امتحانات الثانوية العامة وبإذن الله سأتجاوزها بتفوق .. فاسمحيلي بعد الثانوية أن أبحث عن وظيفة نعيش منها .. فأنا أصبحت رجلاً .. يمكنني أن أعتمد على نفسي وأخرج من هذا الطوق .. كفى ماتعانينه يومياً من هم الحصول على لقمة العيش .. أريدك أن ترتاحي من همي ومن تعب السنين الماضية .. أمي ياروحي وياقلبي .. أرجوك أن تعطيني الفرصة.. وتتركيني أنطلق بعيداً عن تعليماتك وقوانينك .. بعيداً عن هذا الرباط الذي عشت فيه هذا الزمن الطويل .. اتركيني أرحل .. أتركيني أبحث عن نفسي بعيداً عنك.. أعطني الفرصة .. أُكون شخصيتي بعيداً عن هذا الطوق الذي كلَّما كبرت أشعر به يخنقني.. أمي .. أرجوك .. أتوسل إليك .. أن تفهميني .. أرجوك ياأمي .. انتهى كلامي وإذا بأمي تصرخ في وجههي .. من قال لك هذا الكلام ؟ من أدخله في رأسك ؟ من قابلت اليوم؟ أمطرتني بأسئلة كثيرة .. وهي تحدق في وجهي وتصرخ .. يدان ترتعشان .. صراخ .. تهديد .. تحذير.. وتعليمات .. أعادتني إلى صور قديمة حينما كنت صغيراً .. قفزت من مكانها واقفه .. قالت لي : اسمع .. أنت لازلت صغيراً .. لاتفكر بالوظيفة أبداً .. لن أتركك حتي يتحقق حلمي .. قلت: وماحلمك ياأمي قالت: أن تحصل على الجامعة .. أنا كنت أحلم أن أكمل تعليمي واحصل على الجامعة لكن ظروف زواجي من أبيك حال دون تحقيق هذا الحلم ..وأتمنى أن تحققه لي. ذهبت مسرعه إلى غرفتها وتركتني في دوامة تفكيري .. آه ياأمي .. لازلت تنظرين لي كطفل .. ياربي .. ماذا أفعل في هذا المأزق ؟ هل اعتذر لأمي واستمر فيما تريد أم أقرر الاستقلال بحياتي بعيداً عن سيطرة أمي ؟ لا لا أمي لاتستحق مني هذا الجحود .. لن يكون هذا مكافأة السنين الماضية .. والتعب والسهر والحب والحنان .. لا بل سأستمر في طاعتها فالجنة تحت أقدام الأمهات .. ذهبت لاعتذر لها .. حينما اقتربت من باب غرفتها وجدته مفتوحاً قليلاًً .. سمعتها تبكي وتتمتم .. طرقت الباب .. قالت : ادخل حينما دخلت وجدتها تكفكف دموعها وكأن شيئاً لم يكن .. اقتربت منها .. امسكت بيدها وقبلتها .. وقبلة أخرى على رأسها .. أمي أرجوك سامحيني .. لاتغضبي مني .. كنت أفكر فقط .. والآن لك ماتريدي ولن أفتح هذا الموضوع إلا بعد التخرج من الجامعه.. انطلقت تباشير الفرح والسعادة من محياها .. وكأنَّ هذا الفرح والسرور انتظر طويلاً جداً هذه اللحظة .. يالله ..سنين طويلة لم أرها بهذا التجلي من الفرح والسرور .. قبلت يدها مرة أخرى .. وقلت سامحيني ياأمي فقد أخطأت.. احتضنتني .. وبكت وهي تقول أحبك يابني فلاتخذلني مرة أخرى .. أعيش في هذه الدنيا بك ومن أجلك .. إذا فكرت مرة أخرى أن تذهب بعيداً عني أرجوك وأتوسل إليك أن تقتلني قبل ترحل.. أنت الهواء الذي أتنفسه والطعام وكل شيء جميل في هذه الحياة.. يابني تركت الدنيا وزينتها وبريقها وكل الأشياء الجميلة من أجلك ..بك أحيا وبدونك أموت .. بُني كلما نجحت فاعلم أن هذا قمة سعادتي وفرحي .. فاجعل ذلك هدفاً لك .. بُني إن الإنسان بلاتعليم .. لاقيمة له .. فانظر من حولك .. فالذين تعلموا أصبحوا في أماكن مرموقة .. والذين تركوا التعليم مبكراً .. هم الآن يعيشون على هامش الحياة. بُني .. فكر جيداً ولاتستعجل .. الحياة أمامك طويلة .. فلاتستعجل الشقاء والتعب من الصغر .. أكمل تعليمك الجامعي وحقق حلم حياتي .. وبالتعليم تكون قوياً لن أخاف عليك بعد ذلك.. نجحت من الثانوية العامة بتقدير عالٍ جداً وأهلني ذلك التقدير للدخول في كلية الطب وأكملت دراسة الطب في الجامعة سنين طويلة حتى التخرج .. كانت أمي السند والعون لي بعد الله في كثير من الأزمات سواء النفسية أو المادية .. أتذكر أنها كانت تجلس بجواري وأنا أذاكر في امتحاناتي الجامعية .. كلما خارت قواي وتعبت نفسيتي تذكرت كلماتها ونظرت إليها بجانبي فزادني ذلك قوة وحماساً منقطع النظر .. بعد استلامي النتائج النهائية وحصولي على الشهادة الجامعية .. وإشعار بقبولي كطبيب في المستشفى الجامعي .. ركضت مسرعاً إلى البيت .. فأمي تنتظرني على أحر من الجمر .. دخلت للمنزل ووجدتها تنتظرني .. أخبرتها أولاً بنجاحي .. وثانياً بخبر قبولي كطبيب في المستشفى الجامعي .. هللت وكبرت وانطلقت نحوي تحتضنني وتقبلني .. ودموع الفرح تقفز من عينينها.. قلت لها: الآن ياأمي .. أريدك أن تستريحي .. إنه دوري أنا .. كفاك السنين الماضيه . قالت: بشرط أن تسمع كلامي .. قلت : موافق لكن بشرط .. أن تعيشي حياتك كما تعيشها أي إمرأة في هذا الكون . .. قالت: اتفقنا. مضت السنين ..وأنا لا أخرج عن تعليمات أمي أبداً .. فبعد أن كنت لا أعرف من الحياة سوى وجه أمي والطريق من البيت إلى المدرسة والعكس .. أصبحت لاأعرف في هذه الحياة سوى وجه أمي ووجوه المرضى والطريق من البيت إلى المستشفى والعكس .. كتبها:THUNDER |
|||
مشاركة [ 2 ] | ||||
|
||||
|
الله يـجزاك خـير أخـوي ثيـندر قـصة مؤثـرة اعـجز عـن التعـليق عليـها لكـن كـل مـااستـطيع قـوله ان يجـزي الله أمي وأمك وامـهات المسلمين خير الجزاء ويعوضـهم خير فـي الدنيـا قبـل الاخـرة وان يرحـم الامـوات منـهن ويطـيل فـي عمـر الاحـياء بصـحة وعـافية واسـال الله الـعلي الـعظيم ان لايحـرمنا رضـاهن ودعائـهن بـارك الله فـيك ويسـتاهل مـثلك الـتقييم طـال عـمرك خالـص احتـرامي وتقـديري لشخـصك الـكريم |
|||
مشاركة [ 3 ] | ||||
|
||||
|
أقسم بالله إنك رائع..
عندما يبدأ قلمك بعثرته على ورقه .. لن نجد بعده إلا الأبداع الذي عودتنا عليه.. سردك للقصص .. لايجعلني إلا أن أقول ( تبارك الرحمن) .. قصه أكثر من رائعه.. خصوصاً إن كان بها أغلى البشر.. متابع لأحرفك المتألقه.. thunder موهبه كتابيه .. تتلاعب بالأحرف لتجعلها إبداع يتحدث عن نفسه في عين المتلقي متابع لأحرفك المتألقه.. التي نتمنى أن تروينا منها أكثر لك مني كل التحيه |
|||
مشاركة [ 4 ] | ||||
|
||||
|
المعتز ..
اللهم آمين يارب العالمين .. شكراً للتعليق just a pilot تعجز الكلمات .. عندما يكون الموصوف أو المتحدث عنه .. هو الأم .. تذرع الطرقات وتطير لكل الأماكن تبحث عن الأميز والأجود والأفضل من العبارات .. لكن في النهاية تخضع للواقع .. وتعود منكسرة .. مقتنعه أن عبارات الدنيا لن تصل للمعنى الحقيقي للأم. أشكر لك كلماتك الجميلة. تحياتي |
|||
مشاركة [ 5 ] | ||||
|
||||
|
في كل مرة اقرأ لك
اجد نفسي خاسرآ فـ انا بمجرد قراءتي للأسطر الأولى من القصة ابدأ في تخمين النهاية هل هي سعيدة ام حزينة وهذه ثالث مرة اخسر فقد كانت النهاية سعيدة !! ماشاء الله تبارك الله قصة جميلة و رائعة عن اروع شخص رأته عيوننا " الأم " شكرآ جزيلآ ايها الأديب البارع ,, و ما زلت اقول لك هل من مزيد |
|||
مشاركة [ 6 ] | ||||
|
||||
|
أبومعاذ
شكرا ً لكلماتك الجميلة .. الرائعة .. كروعة حضورك .. كل مرة . لكن .. كلنا رابحون .. في هذا السباق .. فلاتتردد في طرح مافي جعبتك.. تحياتي |
|||
مشاركة [ 7 ] | ||||
|
||||
|
la;,,,,,,,,,,,,,,,
مشكوووووووووووووور |
|||
مشاركة [ 8 ] | ||||
|
||||
|
بارك الله فيك
وجعل كل حرف خطه قلمك في موازين حسناتك لقد اسعدتني عندما تحدثت عن أعظم وأغلى انسان رأته عيني حتى الآن |
|||
إضافة رد |
][ عــذب الـكــلام ][ |
|
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | المنتدى | |||
مهووس ديني يخطف طائرة مكسيكية لفترة قصيرة | السلامة الجوية Flight Safety | |||
رحلات الطيران قصيرة المدى...جداً | شركات الطيران (نقاش وإستفسار) Airlines discussion | |||
قصة قصيرة ... | الملتقى الإســلامـي |