[عاشق A380]

وصول خثرات الدم إلى الرئتين قد يسبب الوفاة

واشنطن: جون دونلي *
عندما أسافر إلى الخارج، وهو أمر متكرر بحكم عملي، أحاول الركض ساعة يوميا؛ حيث يمنحني هذا طاقة وفرصة للاستمتاع بالمحيط الجديد. بعد بداية الركض في مانيلا، توقفت لمدة ثلاث دقائق وشعرت بتهدج ولهاث، كذلك شعرت بألم شديد في ربلتي (باطن الساق) ساقي. وقد لازمني الشعور بعدم الراحة منذ أن وطأت قدماي أرض الفلبين قبل ذلك بـ4 أيام؛ لذا ركضت وسرت وركضت لمدة نصف ساعة ذلك الصباح، وكنت مضطربا، لكنني كنت أظن أن الأمر لا يعدو كونه أمرا عابرا ونتيجة للحرارة المرتفعة. وقررت التوقف عن الركض حتى نهاية الرحلة وكتبت في وقت لاحق في مدونتي عن الركض أنني ربما أكون قد أجهدت نفسي أكثر من اللازم. وكان ذلك صحيحا.

خثرات الأوردة العميقة
* بعد عودتي إلى واشنطن، بعد بضعة أيام، شعرت مرة أخرى بعدم انتظام في التنفس، لكن هذه المرة لم أكن قد قمت سوى برحلتين إلى بلدي. كان هناك أمر غير طبيعي، فقد فتحت حقيبة الكومبيوتر المحمول وكتبت على محرك البحث «غوغل»: «تهدج وألم في ربلة الساق وإرهاق أثناء صعود الدرج» ووجدت سببا محتملا أرعبني وهو مرض «تجلط الأوردة العميقة» (أو خثرات الأوردة العميقة) deep vein thrombosis . ويمكن أن تصل هذه الخثرات إلى الرئتين وتؤدي إلى حدوث انصمام رئوي pulmonary embolism وهو عبارة عن انسداد مفاجئ في شريان بالرئة، وهو ما يمكن أن يسبب الوفاة.
بعد نصف ساعة قدت السيارة إلى مستشفى سيبلي وأخبرت الممرضة باحتمال إصابتي بتجلط الدم العميق وشرحت لها الأعراض، وفحصت صندوقا للطوارئ، وبعد 15 دقيقة جاء اختصاصي في الموجات فوق الصوتية ليفحص أوردة ربلة ساقي اليمنى. وقالت هامسة: «يا إلهي». فتساءلت: «هل هي جلطة؟»، فأمرتني بعدم الحركة؛ حيث اكتشفت جلطتين، إحداهما كبيرة أدنى ركبتي مباشرة، وكانت تشعر بالقلق من احتمال انتقال الجلطة إلى رئتي إن أنا تحركت.
وتم نقلي على كرسي مدولب إلى غرفة الطوارئ؛ حيث أعطتني ممرضة عقاقير لعلاج الجلطة. وجاء طبيب بعد ذلك بدقائق وقال إنه من المؤكد إصابتي بانصمام رئوي في مانيلا وواشنطن استنادا إلى قولي. ورجح إصابتي بعدد من الجلطات في الأوردة في تلك اللحظة، وأخبرني أن العقاقير المضادة للتجلط لن تنجح في تذويب الجلطات؛ حيث يمكن أن تؤدي إلى نزيف حاد ولا تستخدم إلا في الحالات الطارئة. وأشار إلى ضرورة تناول عقارين هما: «كومادين» Coumadin الذي يُتناول عبر الفم، وحقن يومية من «الهيبارين» heparin لمنع زيادة الجلطات الموجودة.
لم أكن قد تجاوزت مرحلة الخطر بعد؛ لذا تم احتجازي في المستشفى لبضعة أيام حتى تستقر الحالة. وقال الطبيب: «إنك محظوظ». وقد شعرت بالفعل أنني محظوظ مرتين: الأولى في مانيلا والثانية في بلدي. بدأت أجمع معلومات عن تجلط الأوردة العميقة.

أسباب حدوث الخثرات
* وبعد الاتصال بأسرتي لإخبارهم بالأمر، عدت إلى «غوغل» وعرفت أن عدد الأميركيين الذين يصابون بهذا المرض سنويا يتراوح بين 350 ألفا و600 ألف، ويصل عدد الوفيات بسبب هذا المرض إلى 100 ألف. واكتشفت أن أهم أسباب الإصابة بهذا المرض الجراحة والتدخين وعدم الحركة والسمنة والميل الوراثي للإصابة بالجلطات والسفر لمسافات طويلة.
بدأت البحث واكتشفت قصة ديفيد بلوم، مراسل قناة «إن بي سي» الذي توفي بسبب انصمام رئوي في العراق عام 2003. لقد كان يجلس دون حراك لفترات طويلة منها رحلات الطيران الطويلة وفي دبابات في وضع تكون ركبته قريبة من ذقنه. وكشف تشريح جثة بلوم عن تجلط دم وراثي. وكثيرا ما يطلق على تجلط الأوردة العميقة «متلازمة الدرجة الاقتصادية»؛ لأن أكثر الذين يصابون بهذا المرض من الأشخاص الذين لا يتحركون كثيرا ويجلسون بشكل غير مريح لساعات طويلة في الطائرات.
وبدأت أسمع من أصدقائي، ومنهم من يعمل في مجال الصحة العالمية، موضوعا كنت أكتب عنه خلال العقدين الماضيين. كان لي صديق يعمل في منظمة الصحة العالمية أصيب ذات مرة بتجلط الأوردة العميقة بعد رحلة طيران طويلة، وكان يحقن نفسه بعقاقير مضادة للتجلط قبل نصف ساعة من قيامه بأي رحلة طويلة. وقال صديقي إن عددا كبيرا من العاملين في منظمة الصحة العالمية مصابون بمرض تجلط الأوردة العميقة بسبب رحلات الطيران التي تعد من مخاطر المهنة.
وأخبرتني فيليس كانكي، أستاذة الأمراض المعدية في كلية الصحة العامة بجامعة هارفارد، بأنها تسافر في درجة رجال الأعمال كلما أمكن ذلك حتى تتمكن من رفع ساقيها للحد من احتمالات الإصابة بتجلط الأوردة العميقة. وقالت: «إن هذا يحدث فروقا كبيرة».

مشكلة التشخيص
* المشكلة في تشخيص مرض تجلط الأوردة العميقة بعد الرحلات الطويلة في حدوث الكثير من الأشياء واختلاطها. وبعد نزولك من الطائرة، تشعر بالإرهاق والإنهاك، وأن كل شيء غريب؛ لذا يصعب تحديد سبب المشكلة، ولذا فإن المهمة كانت ستصبح أسهل إذا كنت في منزلك.
كما أخبرني أكثر من شخص عن الطبيب جون لامونتاغن، نائب مدير المعهد القومي للحساسية والأمراض المعدية، الذي توفي فجأة عام 2004 بسبب الانصمام الرئوي بعد نزوله من الطائرة في مدينة مكسيكو. واتصلت برئيسه السابق في العمل أنتوني فوسي لمعرفة المزيد عما حدث. وقال فوسي وهو طبيب أيضا: «لقد كان موقفا مأساويا بحق؛ فقد كان جون يجلس في الجانب الخلفي من طائرة مزدحمة متجهة إلى مدينة مكسيكو. وكان يبدو على ما يرام، وبينما كان ينهي إجراءات خروجه من المطار، أصيب بانصمام رئوي، وهو ما أدى إلى وفاته في الحال». وقال فوسي، أحد أبرز علماء الإيدز في البلاد، إنه كثير الأسفار عن طريق الجو حتى إذا كانت الطائرة مزدحمة. وأضاف: «لقد كنت منتبها دوما لأخطار الطيران؛ لذا قضيت وقتا طويلا في السير في الممر والاصطدام بالناس في ممر الطائرة». وأوضح ما يمكن أن يسببه الجلوس بشكل غير مريح في مقعد على متن طائرة لفترات طويلة؛ حيث قال: «إذا كنت تجلس، بينما الجزء السفلي من ركبتك مقيد الحركة، عندما يلتوي الوريد الفخذي، يتركز الدم في مكان واحد»، مما يؤدي إلى تكتل الصفائح الدموية وتجلط الدم.
مع ذلك ذكرت المتحدثة باسم اتحاد الخطوط الجوية الأميركية، فيكتوريا داي، في رسالة بالبريد الإلكتروني: «لا يوجد رابط واضح بين السفر جوا والإصابة بمرض تجلط الأوردة العميقة. تقترب احتمالات حدوث تجلط الأوردة العميقة خلال رحلة الطيران من احتمالات حدوثها لفترة طويلة على مكتب أو في دار سينما أو حافلة أو سيارة».

الفئات المعرضة للخطر * لقد قررت الوصول إلى شركة على الإنترنت للحصول على معلومات بشأن تجلط الأوردة العميقة. وقال الطبيب، الذي أسس المنظمة، هنري بوسي: إن عدد زوار الموقع يتجاوز الـ500 ألف شهريا. وأشار بوسي إلى بعض الدراسات الخاصة بتجلط الأوردة العميقة التي أوضحت مخاطر الطيران لمسافات بعيدة، لكن أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بالجلطة كبار السن الذين يعانون اضطرابات في الدورة الدموية، والنساء اللاتي يتناولن عقارا هرمونيا، والذين يعانون حالة وراثية تحفز تكون الجلطات لا بالضرورة الأشخاص الذين يسافرون مسافات طويلة. وأشار إلى أن إصابتي بالجلطة قد تعود إلى اضطراب وراثي جعلني عرضة للإصابة بالجلطة. ماذا يعني هذا؟ لست متأكدا، فبعد التوقف عن تناول العقاقير المضادة للتجلط الربيع الحالي، سيجري الطبيب المعالج لي بعض الفحوص والتحاليل لمعرفة ما إذا كان سبب الإصابة بالجلطة وراثيا أم لا. النتيجة مهمة، وماذا يجب عليَّ فعله حينها عند حاجتي للسفر إلى مانيلا أو أديس أبابا أو بعض المدن البعيدة؟ على الأرجح سأحقن نفسي بعقار مضاد لتجلط الدم قبل القيام برحلة تزيد على 6 ساعات. كذلك سأرتدي رباطا ضاغطا لمنع الدم من التركز في ساقي، وسأتحرك في الممر داخل الطائرة وأشرب كمية كبيرة من المياه وأمتنع عن تناول المشروبات التي تسبب جفافا. لقد خاطرت بما فيه الكفاية وحالفني الحظ لمرتين؛ لذا لا ينبغي أن أجازف مرة أخرى.

رابط المصدر

[Moon Flower]

يعطيك العافية مقالة مهمة ومفيدة تستحق الاطلاع

الله يحفظ جميع المسافرين ويحمينا من الامراض

[الخطوط الكويتيه]

الله يحمينا من كل شر تسلم علي الموضوع

[cindebad]

طبعا الحظ حالف المريض مرتان ولك الإحتياط واجب والأهم ممارسة المشي وتقليل الأكم الغني بالدهون