[صقر الثمامه]

يجيب عليها
فضيلة الشيخ الدكتور/ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - عضو الإفتاء المتقاعد
هل يجوز للمحرم أن يضع على نفسه ما يقيه من البرد أو الحر؟
يجوز للمحرم أن يستظل بالمظلة، أو الخيمة، أو سقف السيارة، وبكل ما لم يلاصق الرأس مما يستظل به، كشجرة أو منزل، ويجوز له أن يلتف بكساء أو رداء أو بساط يقيه من البرد، يلفه على جسده، كما يلف الرداء على ظهره وبطنه، ماعدا رأسه، لأن هذا لا يسمَّى لباساً وإنما يسمَّى رداءً أو لفافة أو نحوه.

ما حكم تكرار محظور من محظورات الإحرام من جنس مختلف؟
إذا كان محظوراً واحداً، كأن حلق من رأسه وقصر من شاربه وقص من عانته ومن إبطيه، فعليه فدية واحدة؛ وكذا لو غطَّى رأسه ثم كشفه ثم غطاه ثم كشفه مراراً، ففدية واحدة؛ وهكذا لو قلم بعض أظفار يده ثم بعض أظفار قدمه، ففدية واحدة، لأنه جنس واحد؛ أما إذا حلق وقلم وغطى رأسه وتطيب، فإن عليه فدية لكل محظور.

ما حكم الطواف بالنعال ونحوها؟
يجوز ذلك إذا كانت نظيفة، كأن غسلها ونظفها، فقد كان النبي (صلى الله عليه وسلم ) يصلي بالأحذية، وكذلك صحابته، والصلاة أهم من غيرها.

ما حكم الرمل في حق الرجال المصاحبين للنساء؟
يسنُّ لهم الرمل دون النساء، فإن خافوا التفرق والضياع سقط عنهم الرمل وطافوا مع نسائهم بدون رمل.
هل يدعو المعتمر الدعاء المعهود: "لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ... " في نهاية الشوط السابع من أشواط السعي؟
إذا انتهى من الشوط السابع، استقبل الكعبة، وذكر اللّه، وهلله، وكبره، وحمده، ودعا اللّه أن يقبل نسكه، وبذلك يكمل هذا النسك إذا كان عمرة ونحوها.

إذا نام الإنسان نوماً قليلاً، هل يلزمه الوضوء؟ وما حد النوم الناقض للوضوء؟يفرق في النوم بين نوم الجالس والمضطجع، فإذا كان جالساً وقد مكن مقعدته، فالغالب أنه لا يستغرق، فإنه لو استغرق سقط، فمثل هذا النوم لا ينقض، واستثنى بعضهم إذا كان متكئاً على جنبه أو ظهره وأحس بالاستثقال، وكذلك إذا كان محتبياً، فإنه قد يستغرق في النوم ولو كان جالساً، وأما من وضع جنبه على الأرض، فإنه متى فقد إحساسه وفقد الأصوات حوله انتقض وضوؤه، فإن النوم مظنة الحدث لقول النبي (صلى الله عليه وسلم ): "العين وكاء السِنَة فمن نام فليتوضاً".

مُحْرِم لبس ثوبه ولم يقصر، ورجع إلى بلده أو تذكر بعد فترة أو علم بذلك ، ولكن كان على عجل ولم يقصر، فما الحكم؟

لا يجوز للمُحرم بعمرة التحلل حتى يحلق رأسه أو يقصر منه، فمن تحلل قبل التقصير فلبس الثوب وغطى رأسه وهو عالم بالحكم، فعليه الفدية، فإن كان جاهلاً أو ناسياً فلا شيء عليه، لكن متى علم أو تذكر، خلع اللباس في الحال، وارتدى الإحرام واشتغل بالحلق أوالتقصير، ويُعذر بالجهل بهذه الأحكام.

ما حكم صلاة من صلت أمامه أمرأة مع الزحام الشديد ويسجد خلفها قريباً منها؟
يحدث كثيراً في الحرمين مع الزحام الشديد أن المرأة قد تصلي بين الرجال أو أمامهم، ولا يستطيعون أن يبعدوها، حيث تقام الصلاة والنساء في المطاف أو في الطريق إليه، فيصلون وأمامهم نساء أو بحذائهم، فيغتفر في هذه الحال هذا الفعل، ولا يلزمهم أن يعيدوا، وقد ذهب الشافعية إلى أن لمس المرأة الأجنبية أو ذات المحرم أوالزوجة ينقض الوضوء، واستدلوا بقراءة من قرأ: (أََوْ لاَمَسْتُمُ الِّنسَاء)، وذهب الجمهور إلى أنه ليس بناقض، والمشهور عندنا أنه ينقض إذا كان لمسه بشهوة، فعلى هذا، لو صلت المرأة إلى جانب رجل، وحصل من آثار احتكاكه بها ثوران الشهوة، فنرى أنه قد انتقض وضوؤه.

رجل محرم صلى وليس على عاتق من عاتقيه إحرام فما حكم صلاته؟تصح صلاة النافلة كركعتي الطواف إذا ستر عورته من السرة إلى الركبة، ولو كشف عاتقيه، وكذا تصح الفريضة عند الشافعية، واستدلوا بقوله (صلى الله عليه وسلم ): "إذا كان الثوب واسعاً فالتحف به، وإذا كان الثوب ضيقاً فاتزر به". وعند الإمام أحمد وغيره أن صلاة الفريضة لابد فيها من ستر عاتقيه أو أحدهما ولو بعمامة أو رداء أو عباءة، لقول النبي (صلى الله عليه وسلم ): "لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء"، (وفي رواية): "على عاتقيه"، فمتى ستر أحد عاتقيه أجزأت صلاته الفريضة.

رجل محرم صلى وقد بدا ما تحت سرته فما الحكم؟
إذا ظهر شيء من عورته وهو قادر على سترها بطلت صلاته، وقد ذكروا أن السرة من العورة، فإذا بدا ما تحتها أو ما يحاذيها من الخلف فقد بدا بعض عورته فبطلت صلاته، وعليه - إذا كان لباسه سراويل أو بنطالاً وفوقه جبة أو فانيلة قصيرة - أن ينتبه عند الركوع والسجود، حتى لا تتقلص ويبدو شيء من بشرته فيكون متسبباً في إبطال صلاته.

نرى بعض الأشخاص يضطبع عندما يلبس الإحرام في الميقات مباشرة، فهل عملهم هذا صحيح؟
الاضطباع هو أن يجعل وسط الرداء تحت إبطه وطرفيه على منكبه لأيمن، وهو مشروع في طواف القدوم للقارن والمفرد، وفي طواف العمرة للمعتمر أو المتمتع، ويبدأ من أول الطواف، وإذا انتهى من طوافه ستر منكبيه، وهو من السنن القديمة، فعله الصحابة مع النبي(صلى الله عليه وسلم ) في عمرة القضية ليكون أقوى لهم أمام كفار مكة، ثم صار سنة في أول طواف، ولا يشرع في غير هذا الطواف، فمن فعله قبل الطواف المذكور أو بعده فقد أخطأ، فعليكم أن تنبِّهوه على ذلك. واللّه أعلم.

حاج طاف طواف الوداع، ثم مر في طريقه على السوق فاشترى حاجة له، فما الحكم؟
لا حرج عليه في ذلك، ولا يلزمه إعادة طواف الوداع، وإنمالذي يعيد إذا أقام بعد الوداع ليلاً أو نهاراً أو اتجر في السوق بالبيع والشراء أو اشترى بضائع ليتجر بها بعد رجوعه إلى بلده، فأما شراء حوائج لنفسه أو لسفره، فلا يسمى ذلك اتجاراً ولا يسمى إقامة.

ما حكم القراءة خلف الإمام بالآيات التي هو يحفظها؟
إذا كانت الصلاة سرية فإنه يقرأ سراً بالفاتحة وبغيرها من السور أو الآيات التي يحفظها من أوائل السور أو أواخرها أو أواسطها، وأما في الصلاة الجهرية فإن عليه الإنصات حال قرءاة الإمام، واستثنى بعضهم قراءة الفاتحة، ولو حالة قراءة الإمام، وذلك بناءً على القول بوجوبها على المأمومين كما تجب على الإمام والمنفرد، فإن لم يسكت الإمام بعد الفاتحة فلعلها تسقط عنه لوجوب الإنصات، كما دل عليه قول اللّه تعالى:(وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا).

هل أقرأ سورة الفاتحة في الركعة الجهرية ، وأنا خلف الإمام، أم أن قراءته للفاتحة تكفي؟
قراءة الفاتحة للمأموم فيها خلاف كثير، والمختار قراءتها في سكتات الإمام وفي السرية كالظهرين، والأخيرة من المغرب، والأخيرتين من العشاء، فإن لم يتمكن من قراءتها لسرعة الإمام أو لعدم إدراك القيام، سقطت وتحملها الإمام، فأما الجهرية كالفجر والأولتين من المغرب والعشاء، فإن سكت الإمام فتقرأحال سكوته بعد الفاتحة، فإن قرأ بعد قراءتك نصفها فأكملها، وإن لم يسكت أو قرأ قبل قراءة نصفها، فالأولى السكوت، لقول اللّه تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا) وقول النبي (صلى الله عليه وسلم ): "وإذا قرأ فأنصتوا" رواه أهل السنن وصححه مسلم.

ما حكم الصلاة بين السواري والأعمدة في المساجد؟
لا يجوز الصف بين الأعمدة إذا قطعت الصفوف إلا عند الحاجة، كضيق المسجد، وكثرة المُصلين، وقد جاء فيه حديث بالنهي عن الصلاة بين السواري، رواه أبو داود والترمذي.

أيهما أفضل: قراءة القرآن أو الاستغفار قبل الفجر؟
نرى أن من كان بعيد العهد بالقرآن، فالقراءة له أفضل لقوله (صلى الله عليه وسلم ): "تعاهدوا القرآن": ولما ورد من فضل قراءته مع الاحتساب، ومن كان مجتهداً في القراءة، فالأفضل بعد الأذان للفجر أو المغرب الإتيان بالأذكار والأوراد كالاستغفار، والتهليل، والتسبيح، والتحميد، والأدعية المأثورة، فأذكار الصباح محلها بعد الصلاة إلى طلوع الشمس وتجوز بعد الأذان، وأذكار المساء يُؤتى بها بعد العصر إلى غروب الشمس، وتجوز بعد أذان المغرب، لقوله تعالى: (وَاذْكُرِ اسمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً) وقوله تعالى: (وَسَبِّحْ بحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ)