[Capt.Bassam]

الشركة تستبعد خيار الشريك الاستراتيجي

طرح أسهم "الملكية" للاكتتاب العام نهاية الشهر الحالي

أكد المدير العام والرئيس التنفيذي لشركة الملكية الأردنية سامر المجالي انه تم صرف النظر نهائيا عن "الشريك الاستراتيجي" كأحد المراحل الرئيسة لخصخصة الشركة، فيما يتمثل الخيار المطروح حالياً بدخول مستثمرين ماليين محليين وغير محليين، مبينا ان طرح اسهم الملكية للاكتتاب العام سيكون في الثلث الاخير من الشهر الحالي.

وقال إن الادارة أعدت خططا مستقبلية ودراسات جدوى اقتصادية على أسس صحيحة وثابتة "ولذلك فالملكية تعتبر مصلحة تجارية ناجحة بكل المعايير ولم يعد هناك داع للبحث عن شريك استراتيجي".

وأضاف لوكالة الانباء الاردنية أنه وبعدما تم تخصيص نسبة 8% من أسهم الشركة لموظفيها و3% للقوات المسلحة والأجهزة الأمنية، تنفيذا لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، واحتفاظ الحكومة بنسبة 26% تقرر طرح نسبة معينة من الأسهم للاكتتاب العام في سوق عمان المالية بحيث يحتفظ الأردنيون (الحكومة والأفراد) بنسبة لا تقل عن 51% من أسهم الشركة.

وبين المجالي أنه سيتم في هذا الاطار تنفيذ حملة لتسويق عملية الاستثمار بالملكية في أسواق الخليج العربي وأوروبا مؤكدا أن عملية بيع الأسهم ستكون فقط في سوق عمان المالية.

ولفت الى ان عملية الخصخصة بدأت في أوائل عام 2001 بالبحث عن شريك استراتيجي لشراء 49% من أسهم الشركة، الا انه وبسبب الأحداث التي وقعت في ذلك العام جمدت الحكومة عملية الخصخصة، إذ كانت الظروف غير مواتية لصناعة النقل الجوي على مستوى المنطقة والعالم، مضيفا أن الملكية استثمرت تلك الفترة لتحسين أوضاع الشركة من حيث الأسطول والشبكة والعاملين وأنظمة المعلومات لتعظيم قيمتها عند استئناف عملية الخصخصة وأن الشركة نجحت في تنفيذ تلك الخطة بشكل كبير.

وقال "وبما أن الظروف أصبحت مواتية كلفت الحكومة "مجموعة سيتي غروب العالمية للاستشارات" لاجراء تقييم فني ومالي وقانوني للملكية وتم انجاز وثيقة الاكتتاب التي سيتم تقديمها لهيئة الأوراق المالية في غضون أسبوعين لاقرارها مبينا أن طرح أسهم الشركة للاكتتاب العام سيبدأ اعتبارا من الثلث الاخير من الشهر الحالي على ان تنجز عملية الخصخصة بالكامل قبل منتصف شهر كانون الأول (ديسمبر) المقبل.

وأعرب المجالي عن تفاؤله بنجاح الملكية في السنة المقبلة باعتبارها اول سنة تدار فيها الشركة من قبل القطاع الخاص، مؤكدا أن الملكية ستظل شركة أردنية مقرها عمان وستبقى الناقل الوطني ولن يطرأ أي تغيير على اسمها أو هويتها الوطنية.

وبالنسبة للنتائج المالية للعام الماضي قال المجالي انها كانت أقل من نتائج عام 2005 بسبب تفجيرات فنادق عمان التي حدثت في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) من نفس العام والتي أثرت على حركة السياحة في بداية سنة 2006 اضافة الى الحرب الاسرائيلية على لبنان التي حدثت في صيف تلك السنة التي شهدت كذلك بداية ارتفاع أسعار الوقود ولذلك انخفضت الأرباح الصافية الى تسعة ملايين دينار مقارنة بنحو 22 مليون دينار لعام 2005.

وأشار المجالي الى أن الحكومة رفعت كافة أنواع الدعم عن الملكية بعد أن تم تحويلها الى شركة في مطلع عام 2001 بالرغم من انها شركة مسجلة باسم الحكومة، وموظفوها يدفعون ضريبة الدخل لخزينة الدولة كما تدفع الشركة أجور الهبوط والايواء والمكاتب في المطارات المحلية ورسوم العبور في الأجواء.

وأضاف "بالرغم من أننا نستهلك نحو 70% من انتاج مصفاة البترول من مادة وقود الطائرات، الا أننا لا نحصل على أية خصومات تشجيعية بل أننا نشتري الوقود مثلنا مثل أية شركة طيران أخرى"، مشيرا الى أن فاتورة الوقود كانت بواقع 69 مليون دينار لعام 2004 و102 مليون دينار لعام 2005 و139 مليون دينار عام 2006، متوقعا ان تبلغ قيمة فاتورة هذا العام 157 مليون دينار.

وأشار إلى أن 35% من ميزانية الشركة التي يتوقع أن تصل هذا العام إلى 500 مليون دينار مخصصة للوقود وأن الشركة بالمقابل لا تستطيع رفع أسعار التذاكر بشكل يغطي الكلفة الإضافية للوقود لأسباب تنافسية.

وفيما يتعلق بأسطول الطائرات المكون من 25 طائرة من مختلف الطرازات، قال المجالي إنه تم تحديث الطائرات المتوسطة المدى بإدخال ست طائرات حديثة من طراز إيرباص 320/321 كما سيتم ادخال 12 طائرة بعيدة المدى من طراز بوينغ 787 اعتباراً من عام 2010 لاستبدال طائرات ايرباص 310/340 اضافة الى ادخال طائرتين ايرباص 319 واستبدال طائرتين ايرباص 321 بطائرتين حديثتين خلال العام المقبل، كما تم التعاقد لادخال سبع طائرات من طراز امبرير 195/175 برازيلية الصنع انضمت أربع منها للأسطول حتى الآن.

وأشار الى أن الملكية التي تعمل حاليا على 54 محطة عالمية أطلقت رؤية جديدة تستهدف جعل الملكية شركة الطيران المفضلة لربط الأردن والمشرق بالعالم.

واشار بهذا الصدد، الى افتتاح محطتي مونتريال وبودابست خلال العام الحالي على ان تفتتح محطة هونغ كونغ مطلع العام المقبل، مضيفا ان هناك دراسة لفتح خطوط جديدة الى طهران وأنقرة وبروكسل والدار البيضاء والجزائر وبرلين وبنغازي وجوهانسبيرغ ولاغوس والمدينة المنورة والأقصر وأزمير لافتا الى أن الشركة ترتبط باتفاقيات رمز مشترك مع عشر شركات طيران عالمية.

وفيما يتعلق بالجوائز التقديرية التي حصلت عليها الملكية خلال العام الماضي قال المهندس المجالي انها شملت جائزة الملك عبدالله الثاني للتميز وجائزة هيئة طيران اسيا والمحيط الهادئ وجائزة فينكس التي منحتها مجلة النقل الجوي العالمية وجائزة شركة الطيران الأكثر فعالية في مجال تكنولوجيا المعلومات التي منحتها مجلة ايرلاين بزنس العالمية.

على صيعد اخر، قال المجالي ان النتائج التشغيلية للشركة خلال فترة الشهور التسعة الأولى من العام الحالي زادت عن مثيلاتها خلال نفس الفترة من العام الماضي اذ ارتفع عدد المسافرين بنسبة 12.2% كما ارتفع معدل امتلاء المقاعد بنسبة 3.5% وعدد مرات الاقلاع بنسبة 14.6% مثلما زاد معدل الدقة في مواعيد الاقلاع والهبوط بنسبة 1% في الوقت الذي انخفضت فيه كميات المواد المشحونة بنسبة 5.1%.

وقال إن الملكية دخلت منذ شهر نيسان الماضي في تحالف استراتيجي مع تسع شركات طيران عالمية من خلال تحالف oneworld العالمي حيث تعتبر الملكية أول شركة طيران عربية تنضم لمثل هذا التحالف العالمي الذي يضم العديد من شركات الطيران العالمية العملاقة مثل الخطوط الجوية البريطانية والاميركية والاسبانية وكاثي باسيفيك وغيرها.

واكد أن عضوية الملكية في هذا التحالف هي السبب الثاني الذي دعا الحكومة إلى صرف النظر عن استقطاب شريك استراتيجي بعد أن أصبح لدى الشركة تسعة شركاء استراتيجيين وتوسعت شبكة الملكية مع هذا التحالف لتصل إلى أكثر من 600 مدينة عالمية بنقطة توقف واحدة من عمّان وبأسعار منافسة.

وأضاف المجالي "سعينا لتحسين وضع الملكية وتبنينا استراتيجية تحديث وتطوير شاملة تركزت على أربعة محاور"، تضمن الأول إعادة النظر في شبكة الخطوط، مشيرا في هذا الاطار الى أن 50% من ركاب الملكية هم من القادمين الى المملكة والمغادرين منها والـ 50% الأخرى هم من ركاب الترانزيت القادمين من أوروبا الى منطقة الشرق الأوسط والذين يتابعون رحلاتهم إلى الشرق الأقصى.

وقال "لذلك بدأنا نركز على التوسع في خدمة مناطق الجذب السياحي والاستثماري والاقتصادي في المنطقة بالاستفادة من سياسات الأجواء المفتوحة، وزدنا عدد الرحلات الجوية وفتحنا خطوط مباشرة عديدة في مصر وسوريا والعراق وغيرها بهدف دعم الحركة البينية العربية وربط المنطقة العربية والخليج بشبكة الملكية على مستوى العالم".

وبخصوص حركة الترانزيت قال إنها بدأت تتحول من التوجه الدولي الى التوجه الاقليمي بالاستفادة من موقع الأردن المتوسط في قلب منطقة الشرق الأوسط.

وركز المحور الثاني من الاستراتيجية على تحديث الأسطول باستخدام الطائرات النفاثة الصغيرة لخدمة المحطات القريبة في المنطقة حيث يتم حالياً تسيير ثلاث رحلات يوميا الى بيروت بالاضافة الى نحو ثلاثين رحلة اسبوعية الى بغداد والسليمانية وأربيل والبصرة ورحلتين يومياً إلى حلب ودمشق وكذلك القاهرة لخدمة السياحة وحركة رجال الأعمال.

وأضاف المجالي ان المحور الثالث من الاستراتيجية ركز على الاستثمار في نظم المعلومات لمواكبة التطورات المتسارعة في هذه المجالات بما في ذلك استخدام التذكرة الالكترونية وأن 80% من تذاكر الملكية تصدر بهذه الطريقة لافتا في هذا الاطار الى أن التذكرة الورقية تكلف الشركة 3-6 دولارات فيما لا تتجاوز تكلفة التذكرة الإلكترونية الدولار الواحد ما يعني تحقيق وفر مالي بملايين الدولات على الملكية كما أصبح بالامكان شراء التذكرة باستخدام بطاقة الائتمان من خلال الموقع الالكتروني للشركة على الانترنت وإجراء عملية الدخول إلى المطار (التشييك) ذاتياً من خلال أجهزة خاصة في مطار الملكة علياء الدولي.

وقال المجالي إن المحور الرابع يتركز على الاستثمار في العنصر البشري تدريبا وتأهيلا وتوفير الحوافز الوظيفية والتشجيعية وتحسين وتطوير مستوى الخدمات المقدمة للمسافرين في اطار الجهود التي تبذلها الشركة لمواجهة المنافسة الحادة التي تشهدها صناعة النقل الجوي على مستوى المنطقة والعالم.

وفيما يتعلق بالموظفين قال المجالي إن الشركة أنهت في عام 2002 خدمات نحو 500 موظف بالتعاون مع نقابة العاملين في النقل الجوي، وفي عام 2005 أنهت خدمات حوالي 200 موظف بالتراضي وبطريقة حافظت على حقوقهم وتم تقديم الحوافز التشجيعية لهم، مشيرا أنه وبالرغم من ذلك فان حجم إيرادات الملكية وعملياتها التشغيلية ورحلاتها تضاعف في عام 2006 عما كان عليه في عام 2001.