[محمد احمد عسيري]

حظيت الخطوط الجوية في الهند بعدد قليل من السنوات الأكثر نجاحا عندما ارتفعت أعداد المسافرين والإيرادات والأرباح، في حقبة اتسمت بتزايد الرخاء والنفط رخيص الثمن.


إلا أن الوضع الآن، مع ارتفاع أسعار النفط، أخذت الغيوم في التراكم. فقد خسرت شركات الطيران المسجلة في البلاد مكانتها العالية هذا الشهر عقب أنباء تفيد بأن الأرباح الفصلية في شركة إندي جو، أكبر شركة خطوط طيران خاصة في الهند، تراجعت بنسبة 73 في المائة.


منذ ذلك الحين، فإن كلا من شركة إنتر جلوب للطيران، الشركة الأم لشركة إندي جو، ومنافستيها المدرجتين أي شركتي جيت وسبايسجيت بالإجمال خسرت 1.8 مليار دولار من قيمة حقوق الملكية.


كانت شركات النقل الجوي الهندية حتى وقت قريب من بين الشركات الأسرع تطورا في العالم، مع ارتفاع أعداد المسافرين بنسبة 24 في المائة خلال العام الماضي.


نتيجة لذلك، برزت لتصبح من الشركات الرئيسية التي تشتري أمثال طائرات البوينج وإيرباص، مع طلب أكثر من 900 طائرة.


تتوقع شركة بوينج بأن تستأثر الهند بما نسبته 5 في المائة من طلبات الشراء لديها حتى عام 2036، في الوقت الذي تقول فيه شركة إيرباص إنها تعتزم بيع طائرة واحدة في الأسبوع للهند خلال السنوات العشر المقبلة. يتساءل المحللون عما إذا كان باستطاعة شركات الطيران المذكورة، التي استفادت بعد أن توقف ملايين من الهنود عن استخدام القطارات مقابل استخدام النقل الجوي، مواصلة الازدهار مع وصول أسعار النفط إلى أكثر من 75 دولارا للبرميل.


قال مادهوكار لادها، المحلل لدى وكالة إتش دي إف سي للأوراق المالية: "من الواضح بعد الاطلاع على إيرادات شركة إندي جو لهذا الفصل أن الخطر الذي تسبب فيهه ارتفاع أسعار النفط سيكون لا يستهان به".


كما تشعر شركات الطيران العالمية الأخرى بالضغط الذي يفرضه ارتفاع أسعار النفط، إلا أنه دائما ما كانت تعاني شركات الخطوط الجوية في الهند بصفة خاصة، عندما تكون التكاليف مرتفعة بسبب حساسية المسافرين المفرطة لارتفاع الأسعار.


قالت شركة إندي جو هذا الشهر، التي تستأثر بما نسبته 40 في المائة من السفر الجوي المحلي في الهند، إن أرباح ما قبل الضرائب للعام بأكمله زادت بنسبة 46 في المائة لتصل إلى 31.3 مليار روبية (460 مليون دولار).


شعر المستثمرون بالخوف من حقيقة أن أرباح الربع الأخير المنتهي في آذار (مارس) الماضي، هبطت بنسبة 73 في المائة، لتصل إلى 1.7 مليار روبية. قالت شركة إندي جو إن الارتفاع الأخير في أسعار النفط يعني أن تكاليف الوقود ارتفعت بنحو الثلث خلال الفصل. حتى إن الأمر الأكثر إثارة للقلق، بحسب ما قال المحللون، هو حقيقة أن أسعار التذاكر لم ترتفع من أجل التعويض.


قال لادها: "انخفضت أسعار تذاكر شركة إندي جو بمقدار 5.5 في المائة العام الماضي. المشكلة التي تواجهها خطوط الطيران هي أنه إذا ارتفعت التكاليف بشكل أكبر، فإنهم سيضطرون لبيع كل مقعد متوافر وبالتالي الوصول إلى مرحلة تقديم خصومات هائلة، في الوقت الذي تقترب أكثر من الموعد المحدد للإقلاع".


عانت شركة إندي جو بالأصل عاما صعبا، حيث كان يتعين عليها إلغاء عشرات الرحلات الجوية في آذار (مارس) الماضي، بسبب وجود مشاكل في المحركات المصنوعة من قبل شركة برات آند ويتني الأمريكية.


الشهر الماضي، أعلن أديتيا جوش، الرئيس التنفيذي منذ فترة طويلة لشركة إندي جو، عن رحيله. كان قد سبق تلك الأنباء انخفاض حاد في أسعار أسهم الشركة، الأمر الذي يقال إن الجهات التنظيمية الهندية كانت تحقق فيه - على الرغم من أن شركة إندي جو قالت إنه لم يتم التواصل معها من قبل مجلس الأوراق المالية والبورصات في الهند.


في الوقت نفسه، تعاني شركة جيت من مشاكل خاصة بها. لقد عادت شركة الخطوط الجوية إلى تحقيق الربحية في عامي 2015 و2016 عقب سنوات من الخسائر، لكن حصتها السوقية، بما في ذلك شركة جيت لايت الفرعية ذات التكلفة المنخفضة، انخفضت من 21.7 في المائة في نهاية عام 2014 إلى 16.7 في المائة الآن.


يقول المحللون إن الشركة لم تعمل على خفض التكاليف ولم تركز أيضا بما فيه الكفاية على بناء قدرتها التشغيلية في بعض مطارات الهند الأسرع نموا.
وصف شاكتي لومبا، محلل مستقل في مجال الطيران، شركة الطيران بأنها "ضعيفة ماليا"، مضيفا بأنها كانت الشركة الوحيدة في القطاع والتي فشلت في إبقاء التكاليف تحت السيطرة. لم ترد شركة جيت على مطالب بتقديم تعليق.

https://www.aleqt.com/2018/05/27/article_1393591.html