[:::: A L I ::::]

اعداد: علي محمد الهاشم-القبس
منذ ظهور النموذج الأول لأول طائرة رجال الأعمال الخاصة «ليرجيت» عام 1963 بشكلها الفريد وغير المسبوق، وطائرات رجال الأعمال تتطور وتنتشر بصورة مثيرة تستحق الذكر والإطراء. ولتصبح بعدها قاعدة انتاج وإلهام لجميع التصاميم التي تلتها وحتى من الشركات المنافسة الاخرى. واليوم ورغم الركود الاقتصادي العالمي، لا تزال سوق طائرات رجال الأعمال الخاصة تتلقى الطلبات، ولكن هذه المرة ليس من قبل شركات للطيران المترف أو أثرياء العالم، وإنما من قبل أسلحة جوية عالمية ومؤسسات علمية وفنية حكومية، وذلك كي تلبي مهام خاصة ودقيقة، وكل هذا بسبب تصميمها الفريد من نوعه وأدائها المتميز في الطيران. تعال معي عزيزي القارئ نكتشف المهام الجديدة التي أوكلت إلى طائرات رجال الأعمال والأسباب التي أدت إلى ذلك.

شجع ظهور النموذج الاول من طائرات رجال الاعمال من طراز Learjet السالف الذكر، العديد من الشركات الصانعة للطائرات، لتأتي شركة سسنا Cessna بطائرات متنوعة ابرزها سلسلة سايتيشن Citation لتصبح احدى انجح طائرات رجال الاعمال والاكثر مبيعا وانتاجا في العالم، فخلال الفترة من عام 1972 الى 1977 بيعت 349 طائرة سسنا - سايتيشن من مختلف الفئات، ويعتبر هذا الرقم قياسا لتلك الفترة، رقما عاليا جدا. وبعد تلك الفترة ظهرت شركة غرومان فرع غلف ستريم Gulfstream Grumman الاحدث والشهير بسلسلة طائرات هي الاكثر انتشارا من فئتها في العالم، في حين تفرد الفرنسيون بنماذج «فالكون» الثلاثية المحركات والتي تعد من الطائرات الخاصة المميزة والفائقة الرواج.

السر يكمن في تصميمها الفريد
لطائرة رجال الاعمال ملامح خاصة، في الحقيقة لا تختلف عنها في تلك النماذج المدنية، انما هي افضل تطبيق عملي لتصميم مجرب ومميز لتلك المهمة، فمثلا: تكون مقدمة الطائرة مدببة قليلا عن الطائرة المدنية واطول امتدادا نحو الامام، اما الجناح فقد ظهرت النماذج الاخيرة ذات زوايا مرتدة الى الخلف اكثر من ذي قبل، مما حسن من ادائها وسرعتها، اما الامر المشترك في معظم طائرات رجال الاعمال، فهو المحركات الموضوعة في خلف البدن (كطائرات البوينغ 727 DC-9) ومجموعة الذيل الموضوعة فوق زعنفة الذيل الرأسية على شكل حرف T باللغة اللاتينية اعطت كل تلك المعالم السالفة الذكر رشاقة ومرونة وقابلية عالية للمناورة لطائرات رجال الاعمال، جعلت منها أشبه بطائرات القتال الفائقة الأداء.

الطائرات الخاصة والاستخدام العسكري
عدا عن نقل الجنرالات والقياديين للقوات المسلحة المختلفة، ظهر نمط تصميمي في الطائرات الخاصة مثل تزويدها برادارات ومجسات وكاميرات خاصة لتأدية دور المراقبة الحدودية والدورية البحرية، بل تعدى ذلك الى تسليح بعضها بصواريخ، وقد اعتمدت بلدان عدة تلك الطائرات، نظرا لما تتمتع به من مرونة وسرعة ورشاقة واداء مشابه للطائرات المقاتلة، كما ان قابليتها على البقاء اثبتتها التجارب، حيث اصيبت طائرة خاصة تابعة للامم المتحدة من طراز BAe125 من صنع ريثيون بصاروخ ارض - جو SAM اطلق من الكتف ودمر احد محركيها وازاله بالكامل وظلت الطائرة في الطيران ووصلت الى وجهتها في البوسنة من دون ان تتحطم.

إسعاف جوي
تبرز طائرات رجال الأعمال كطائرة ‹اسعاف جوي» من الدرجة الأولى، نظرا لقدراتها التي سبق أن ذكرناها، ولدى العديد من الشركات المتخصصة في تأجير ذلك النوع من الطائرات، اسطول متنوع من طائرات «ليرجيت» و«غلف ستريمر» المخصصة كإسعاف جوي مجهز بأحدث الوسائل الطبية، كأجهزة الإعاشة وغيرها من المعدات التي تعنى بصحة المرضى.

أكثر أمنا
في ظل الظروف الأمنية المتزعزعة التي يعيشها الطيران المدني في الوقت الحالي، اثبتت طائرات رجال الاعمال من خلال ادائها المرن ان بإمكانها الهبوط في اي مطار، حتى وان كان غير مجهز، ولطائرات رجال الاعمال خاصية امنية فريدة، حيث ان عملية استخدام تلك الطائرات تتم غالبا من صالة كبار الشخصيات، وبالطبع تخضع لاجراءات امنية اكثر صرامة من الصالات المخصصة للركاب الاعتياديين، وفي محاولة لتجنب السفر الجماعي، وما يمكن ان يعرضه من مخاطر كبرى، على رأسها عمليات ارهابية مفاجئة، يتجه كثير من الشخصيات البارزة والاثرياء الى دفع المزيد من النقود مقابل السفر في الطائرات الخاصة.

مهام أخرى ومستقبل واعد
عدا عن المهام التي ذكرنها لطائرات رجال الأعمال وما يمكن أن توفره لمستخدميها، تتهيأ شركات خاصة لطرح أول فئة من طائرات رجال الأعمال الأسرع من الصوت على غرار الكونكورد، مثل مشروع طائرة «إيريون» التي تلاقي رواجا منقطع النظير وطائرة «لوكهيد مارتن» الأسرع من الصوت الخافتة التي تعد أحد أكثر المشاريع طموحا لتطوير طائرات ركاب قادرة على اختراق حاجز الصوت من دون ازعاج، كالذي يحدث عندما تخترق طائرة أسرع من الصوت حاجز الصوت وتصدر دويا هائلا. إن من شأن ذلك أن يفتح آفاقا نحو تطوير كبير لقطاع النقل الجوي بشقيه المدني والعسكري، حيث ستوفر طائرات رجال الأعمال الأسرع من الصوت تلك بدائل لطائرات عسكرية أقل تكلفة.

استثمار أكثر للطائرات الخاصة
من الطرق الاقتصادية في الحصول على طائرة خاصة، اتباع الاشتراك في ما يسمى بمجمع طائرات رجال الاعمال مقابل دفع ثمن حصة فيه، فإذا ما احتاج رجل اعمال ناشئ الى السفر الفوري وجد طائرة بتصرفه، وبالتحديد يمكن لـ50 رجل اعمال الاشتراك بحصة تبلغ عُشْر (1/10) ثمن الطائرة، ومن شأن ذلك ان ييسر لأولئك الاشخاص شراء 5 طائرات، توضع تحت تصرفهم، لأنه من البديهي الا يكون اي منهم على سفر دائم، لذا 5 طائرات كافية لخدمة سفرهم السنوي، اما رجال الاعمال الذين هم من ذوي القدرة المالية العالية ويسافرون باستمرار فلا مناص من ان تكون لكل منهم طائرته الخاصة به.