هل ثمة حاجة إلى قاذفات القنابل النووية في وقت توجد فيه بحوزة الدول النووية صواريخ تستطيع إيصال القنابل النووية إلى القارات البعيدة، منطلقة من البر أو البحر؟ الواقع أن الطائرة البعيدة المدى تتمايز على الصاروخ في الاستخدام الأوسع إذ يمكن استخدامها لضرب جميع الأهداف المطلوب تدميرها بدءا بحاملة الطائرات وانتهاءً بقاعدة الإرهاب، بأي سلاح كالقنابل العادية والموجهة أو الصواريخ في حين يمكن أن يثير إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات على قاعدة الإرهاب مثلا، رد فعل الدول النووية الأخرى غير محمود العواقب. ويمكن لقاذفة القنابل النووية أو الطائرة الإستراتيجية كما يشار إليها حاليا أن توجه إنذاراً أخيراً للدولة المعادية، إما أن تجلس وراء طاولة المفاوضات وإلا فإن الكارثة النووية آتية.
والآن تمتلك روسيا نحو 200 قاذفة قنابل بعيدة المدى: 16 طائرة "تو-160" (وتعرف هذه الطائرة أيضا باسم "البجعة البيضاء") وأكثر من 60 طائرة "تو-95 م س" (أو "الدُبّ") و120 طائرة "تو-22 م ز". وهناك أيضا أكثر من 100 طائرة من طراز "تو-22 م ز" قيد التخزين.
وتصنف طائرات "تو-160" و"تو-95 م س" باعتبارها طائرات إستراتيجية تنتمي إلى سلاح الردع النووي حيث أنها صممت لحمل وإطلاق صواريخ ذات رؤوس نووية. والآن تتسلح هذه الطائرات بصواريخ X-55MC البالغ مداها 3300 كيلومتر. ويتم تجهيزها أيضا بصنفين جديدين من الصواريخ: صاروخ X-555 ذو الرأس المدمر غير النووي البالغ مداه أكثر من 2000 كيلومتر وصاروخا X-101 و X-102 البالغ مداهما 5500 كيلومتر. وهناك معلومات عن صنع أصناف جديدة من الصواريخ هي الصواريخ الأسرع من الصوت التي تقطع مسافة 5500 كيلومتر في زمن يتراوح بين الساعة الواحدة والساعة ونصف الساعة، علما بأن صاروخ X-101 يقطع نفس المسافة خلال ما يقارب 5 ساعات.
ويجري تطوير الطائرات الإستراتيجية حتى تقدر على إطلاق قنابل دقيقة التصويب وصواريخ يتم توجيهها إلى أهدافها بواسطة أجهزة الليزر والتلفزة والأشعة الحرارية وعبر الأقمار الصناعية. ومن المنتظر أن يظهر الطراز الجديد من الطائرات البعيدة المدى في نهاية العقد الأول من القرن الـ21.
وعندما عاودت طائرات سلاح الجو الإستراتيجي الروسي القيام بدوريات منتظمة في خارج روسيا قال ناطقون بلسان وزارة الخارجية الأمريكية إن روسيا أخرجت هذه الطائرات من دولاب الملابس القديمة. والحقيقة أن الطائرات الإستراتيجية الروسية ليست قديمة، فأقدمها صنعت في عام 1982، فيما صنعت بعضها في أواسط حقبة التسعينات من القرن العشرين في حين صنعت طائرات "تو-160" في القرن الـ21. والجدير بالذكر أن الواحدة من هذه الطائرات تستطيع أن تحمل 12 صاروخا، وتقدر على تدمير بلد صغير.
في الحقيقة استخدمت هذه الطائرة مؤخراً من قبل روسيا كورقة تلوح بها بوجه أمريكا حين أرسلت اثنين من هذه المقاتلات إلى فينزويلا للمشاركة في مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين وأقد أسالت هذه الواقعة الكثير من الحبر...