[أحلق بلا أجنحة]

توازن الحياة يخلق من تضادها، فلولا الحزن ما تعلمنا الفرح، ولولا الحطام لما عرفنا الشموخ، ولولا الشقاء لما تذوقنا حلاوة الدنيا.....


الحياة مليئة بمصاعبها التي تكون في بعض الأحيان لا طاقة لنا بها، وفي زحمة الحياة بحلوها ومرها تذكروا أعزائي أن ترسموا الابتسامة على شفاهكم لما لها من قدرة سحرية على صنع المعجزات، فالابتسامة لغة تفهمها كل شعوب العالم، فهي لغة سهلة وجميلة وواضحة ولا تحتاج منا إلى ترجمة، وهي جسر العبور إلى قلوب الآخرين، وكثيرا ً ما نلتقي أعزائي القراء بأشخاص ترتسم على ملامحهم علامات العبوس والغضب ونتمنى بيننا وبين أنفسنا أن نراهم ذات يوم مبتسمين، وهذا الشخص قد يكون والدك، والدتك، رئيسك في العمل، أحد الزملاء، شخص عابر قد لا تعرفه وقد لا تلتقيه مجددا ً، ولكن هل فكرت يوما ً أن تقوم بشيء يحفز هولاء العابسين على إظهار السعادة الداخلية المحتبسة بين جنباتهم، وهل جربت أن تبتسم في وجه شخص لا تعرفه، أن تبتسم في وجه شخص عابس، أو في وجه امرأة عجوز، أو رجل مقعد، أو شريد ٍ ليس له مأوى، أو يتيم حفر البؤس على وجهه الصغير علامات الألم والحرمان؟؟...

جربوا أعزائي الابتسامة، فالابتسامة كما يقول رسولنا الحبيب في وجه أخيك المؤمن صدقة، وقد لا تصدقوا أن الابتسامة تصنع المعجزات، وتحضرني قصة رواها لي أحد الأشخاص أنه كان يكره زميلا ً له في العمل دون أية أسباب ودون وجود خلاف ٍ بينهما، وأنه كان يتجنب حتى النظر إليه، وذات يوم وجد هذا الزميل يقترب منه، ويبتسم إليه ويقول صباح الخير وهو يربت بيديه على كتفه، فيقول فكأنما كانت لهذه الابتسامة، وهذه اللمسة وبضع الكلمات أثر السحر على نفسي ومذ ذاك اليوم ذابت كل كتل الجليد التي كانت تغلف مشاعري نحو هذا الزميل.

وأذكر مربية فاضلة بالمرحلة الإعدادية، كانت طيبة القلب لكنها تحب أن ترسم لنفسها صورة المربية المسيطرة فكنا كلما دق جرس الصباح هلعنا إلى الماء نستقي منه، فكانت تأتينا من بعيد غاضبة ً مزمجرة، تحمل بيدها العصا ولكن ما أن نلتفت لها ونبتسم ثم نلقي تحية الصباح حتى تنسى غضبها وتبادلنا بتحية ٍ أجمل منها.

إذا هي الابتسامة أعزائي... هذا السحر الحلال، واللغة التي تنطقها كل شعوب العالم دون استثناء، وهي فعل يختزل كل المعاني الجميلة والراقية من حب واهتمام وفرح وخجل ومودة.... الخ.

وكما قال حبيبنا المصطفى: (إنكم لن تسعوا الناسبأموالكم، فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق) وكما قال الإمام الشافعي: (يغطى بالسماحة كل عيب، وكم عيب يغطيه السخاء) ويقول الإمام ابن عينيه: (البشاشة مصيدة المودة).

فالابتسامة أعزائي القراء قادرة على تطويع أصعب القلوب وأقساها لتذوب وتتشكل في قوالب من أرقى وأجمل المشاعر الإنسانية ولا تتركوا اليأس يتملككم إذا ما ابتسمتم لأحدهم ولم يبادلكم الابتسام يوما ً، فقط واظبوا على الإحسان إليه والتصدق عليه بابتسامتكم ولابد أن يأتي اليوم الذي يبادلكم فيه ابتسامتكم بابتسامة ٍ أجمل منها.

[alqaed]

ممتاز
ويستحق الشكر
ولكم مودتي

[أحلق بلا أجنحة]

اقتباس:     المشاركة الأصلية كتبت بواسطة alqaed  

ممتاز
ويستحق الشكر
ولكم مودتي

شكرا ً لمرورك الكريم
ويسعدني تفاعلكم

دمتم بود

[Moon Flower]

فعلا الابتسامة من أهم العناصر في لغة الجسد التي نمتلكها

إنها لغة جميلة وساحرة تخترق القلوب دون مجهود وتعطينا القبول لدى الآخرين..وتجعلنا أكثر تفاعلا مع الحياة

[الجناح_الذهبي]

يامن تحلق بدون اجنحه لقد حلقت بنا الى عالم رائع بكلماتك التي تدعو الى الأبتسامه وهي التي نتقرب الى الله بها ونحصد الصدقات من خلالها. موضوع راقي برقي فكرك دامت الابتسامة مشرقة ولا تفارق محياك.