[EMAD321]

شهدت العاصمة السنغافورية والتي باتت تلقب حديثاً بوادي السليكون الجديد، انطلاق فعاليات معرض سنغافورة الدولي للطيران والفضاء خلال الفترة من 19 الى 24 فبراير وقد جاء المعرض مختلفاً لدرجة كبيرة هذه المرة عن سابقه، وذلك لأسباب استراتيجية وأبعاد إقليمية مهمة، فلم يقتصر على عرض طائرات هنا وهناك، ولا حتى عروض بهلوانية لها، ولا منتجات مقلدة تنتج محلياً وإقليمياً في آسيا، بل بوادر جادة وحقيقية لانقلاب عالمي مثير وخطير في موازين الإنتاج الصناعي الجوي. لقد كشرت آسيا عن أنيابها النهمة والمتعطشة نحو إيجاد وخلق موقع لها في الصناعات الجوية، وهذا ما اشار اليه «بيسناني» رئيس اتحاد الأياتا خلال كلمته التي ألقاها في الافتتاح من أن سوق آسيا للطائرات المدنية سيكون اكبر الاسواق بواقع 27% من حجم السوق والحركة الجوية العالمية في نهاية هذا العقد. أما الأبعاد الأخرى فتتحدث عن طموحات أكبر من ذلك.. فما تلك الطموحات؟

على الرغم من تأخر دول آسيا في مجال الطيران وعلومه عما وصل إليه الغرب وروسيا، لكنها تحذو في الوقت الحالي حذو ألمانيا وفرنسا بعد الحرب العالمية الثانية عندما اختصرت الطريق إلى بلوغ التطور بهذا المجال من خلال الأبحاث والتطوير الموازي للاستيراد التكنولوجي من الدول الكبرى المصنعة للطائرات كالولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما ممن هم في هذا المجال، ولعل اليوم نشهد فيه المنعطف الخطير لبداية العهد الآسيوي بالصناعات الجوية الثقيلة، إلى جانب صناعة القطع التي تجري حالياً. وبالتركيز على الدول الثلاث التي تتمحور حولها صناعة الطيران وهي صاحبة التقدم والنهضة الآسيوية اليابان، ومنبع الثراء والوفرة المالية الصين، وأخيراً المتطلعة كوريا الجنوبية، نجد أن الهدف ممكن بلوغه لما تتمتع به تلك الدول الثلاث من قاعدة صناعية تكنولوجية ممتازة.

هذا وقد كان توزيع سوق الطائرات الاقليمي على النحو التالي : -
آسيا - باسيفيك 36%
الشرق الاوسط 7%
أفريقيا 2%
أوروبا وروسيا و الجمهوريات السابقة 25%
أمريكا الجنوبية 4%
أمريكا الشمالية 26%
المصدر " بوينغ "
التعاون الروسي يلقي بظلاله
ساهمت روسيا بشكل كبير في دعم الصناعة الجوية للصين منذ الستينات وحتى يومنا هذا، بل وامتد دعمها إلى دول أخرى بآسيا كالهند من خلال برامج التسليح والإنتاج المشترك والتجميع لبعض طائرات القتال والقاذفات الثقيلة، وقد استفادت الصين من ذلك واشتهرت بصنع النماذج المقلدة لمقاتلات الميغ الأولية، وفي الوقت الراهن تواصل روسيا والصين المباحثات بشأن تصنيع مقاتلات السوخوي - 27 بالنسخة الصينية والمسماة J-11، ويخشى الروس أن يتمكن الصينيون من تقليد كل شيء إلى درجة تجعلهم مستقبلاً غير محتاجين لشراء طائرات من الخارج، نظراً للتقدم والبحث العلمي والتعليم الذين باتوا يتمتعون به، ويخيف هذا التقدم الدول الغربية قبل أن يخيف روسيا لأن سوق الطائرات المدنية الذي تسيطر عليه الدول الغربية بات حالياً أكبر بكثير من سوق الطائرات العسكرية نتيجة النمو في السفر جواً، ويذكر أن إحدى طائرات الإيرباص A320 التي لدى الناقلات الجوية الصينية المحلية أعداد كبيرة منها، وأن الصين قررت منذ فترة إنتاجها وتجميعها بترخيص من إيرباص محلياً، اختفت آثارها هناك ويظن كثيرون أن الصينيين قد قاموا بتفكيكها ليس لمجرد إشباع فضولهم فقط، بل لأغراض أخرى تتعلق في نيتهم التصنيع.
مشروع الصين العظيم
تناولت الأنباء الصحفية الدولية منذ فترة وجيزة تصريح الصين لنيتها نحو إنتاج طائرة ركاب لكن هذه المرة من فئة الجامبو أو من البدن العريض والثقيل. وقد سارعت روسيا على الفور بإعلان رغبتها المشاركة في هذا المشروع الطموح، معربة عن أن التعاون في صنع مثل هذه الطائرة لن يسرع في صنع هذه الطائرة الجديدة فحسب، بل سيغير بشكل جذري التنافس في سوق الطائرات الثقيلة الدولي. وتحضر الحكومة الصينية ميزانية ضخمة لإنتاج طائرتها الواعدة بتقدير أولي يتراوح ما بين 6،9 إلى 8،3 مليارات دولار أميركي، وأن تكون بحجم طائرة متوسطة الحجم ذات طاقة استيعابية للركاب تصل الى 150 راكباً، إلى جانب نموذج منها يخصص للشحن، على أن تدخل الخدمة في عام 2020.

مشاريع متعثرة.. ولكن
للدول الآسيوية مشاريع عديدة لإنتاج الطائرات سواء العسكرية منها أو المدنية، معظمها لم يوفق والقليل منها أنتج ولكن بمستوى جودة فقير لكن اليوم أصبح العديد من تلك المشاريع حقيقة واقعية، فالصين تمكنت أخيراً من إنتاج طائرتها الإقليمية النفاثة ARJ 21، والتي هي عبارة عن نموذج محسن للطائرة الأميركية التي توقف إنتاجها البوينغ 717. ARJ 21 تلقت 123 طلباً حتى الآن لكن محلياً، غير أن الصين لديها تفاؤل كبير من أن دولاً عدة في أنحاء العالم ترغب في شراء أعداد منها بسبب رخص ثمنها وجودتها العالية. من جهة أخرى اليابان هي الأخرى لديها مشروع بات في طور الإنتاج الفعلي لطائرة إقليمية متطورة ومصنوعة من المواد المركبة كلياً على غرار طائرة البوينغ 787 دريملاينر الحديثة، أما كوريا الجنوبية فإنها صدمت الجميع في معرض دبي الأخير بعرض طائرتها للتدريب العسكري المتقدم من طراز «T-50» الأسرع من الصوت والمتطورة بشهادة الخبراء والتي سرعان ما حصلت على طلب من قبل سلاح الجو الإماراتي. كما نشير الى أن للصين واليابان وكوريا الجنوبية مشاريع لإنتاج طائرات قتالية متقدمة وخفيفة على غرار طائرة «لوكهيد مارتن F-22» الفائقة التطور والخفية. وبالتالي فإن منتصف العقد المقبل سيشهد انقلابا حاداً وخطيراً في موازين القوى الجوية العالمية.
نقل الصناعة من الغرب إلى الشرق
أيضاً من الأمور التي ساهمت في إحداث تلك النقلة النوعية في الصناعات الجوية لآسيا هي عملية نقل إنتاج بعض مكونات الطائرات الغربية للبوينغ وإيرباص إلى الدول الآسيوية الأمر الذي أوجد قاعدة صناعية وخبرات كبيرة هناك وهو الذي ساهم في اختصار الوقت للآسيويين واخيراً نقلت مؤسسة «تيكسترون سيسنا» المنتجة للطائرات الخفيفة والشخصية مقر إنتاج طائراتها الخفيفة كلياً إلى الصين في خطوة ترمي إلى خفض التكاليف وبسبب رخص الأيدي العاملة هناك، الأمر الذي سيبقي على سعر الطائرة من دون ارتفاع، إلى جانب خلق سوق نشط هناك.
المطارات الآسيوية والنقل الجوي
أمر أخير هو في أن المطارات الآسيوية شهدت تطورا ملحوظاً نتيجة الانفتاح والنمو المطرد هناك للحركة الجوية، وباتت أكثر تطوراً وغنى تكنولوجياً وفي الابتكارات، كما أن ظهور الناقلات الجوية لاسيما تلك المنخفضة التكاليف أصبحت في ازدياد ملحوظ، بل إن أول شركة للنقل الجوي المنخفض التكاليف للمدى البعيد ظهرت من هناك وهي «أويسس هونغ كونغ»، وحديثاً «آسيا إكس» الماليزية، أما تصنيف شركات الطيران هناك فكلنا نعلم أن أول من شغل الإيرباص العملاقة A380 هو «السنغافورية» وهي صاحبة امتيازات عديدة.
إذاً فإن الصناعة الجوية الآسيوية قد بدأت بالفعل في فرد أجنحة تنينها معلنة اجتياحها السوق العالمي ودخولها حلبة المنافسة مع الغرب.

[(((AIRBUS)))]

شكرا الك يا كابتين عماد على هيدا الموضوع ومنيح انو دول اسيا صارت تتجه للصناعات الجويه وعقبال منشوف العرب نفس الشي.مميز كالعاده اخي كابتين عماد .وشكرا الك تحياااااااااتي.

[EMAD321]

{(ملك الشرق)}}!! إنت الملك بتشجيعك لي ... تحياتي لك وشكرا لمرورك

[miss morocco]

يسلمو والله يعطيك العافيه

ما قصرت
لا تحرمنا من مواضيعك الحلوه
اختك مس موروكو

[EMAD321]

مس موروكو... شرفتيني بمرورك .. تقبلي تحياتي

[adnan_77_1984]

مشكور عودتنا على التقارير الحلوه تحياتي

[بحريني وفتخر]

مشكور أخوي
ويعطيك العافية

[الزهرات]

شكرا الك يا كابتين عماد على هيدا الموضوع ومنيح انو دول اسيا صارت تتجه للصناعات الجويه وعقبال منشوف العرب نفس الشي.مميز كالعاده اخي كابتين عماد .وشكرا الك تحياااااااااتي

[EMAD321]

adnan_77_1984
شكرا لمرورك عزيزي