[{ملكة بديني}]

بــ قلم /هناء الحمادي


مهن محفوفة بالمخاطر، معلقة بين السماء والأرض تحتاج مجهوداً صعباً للغاية لتنفيذها حيناً، وحيناً آخر تحتاج إلى الحذر الشديد، فبعض العمال تتطلب وظائفهم التسلق على واجهات الأبنية المرتفعة من خلال «سقالات» معلقة في الهواء لتنظيف الزجاج أو وضع الإعلانات. وخلال إتمام العمل على علو يصاحب ذلك الكثير من مخاطر مثل الانزلاق وغيره. بعض منهم يؤكد أنه يقوم بهذا العمل الخطر في سبيل تأمين لقمة العيش، وبعض الآخر يشعر -رغم صعوبة المهنة- بمتعة كبيرة أثناء ممارسة مهنته هذه.
تعتمد مهن كثيرة على العمل اليدوي والجهد ولإبداع الفردي، ومن هذه المهن مهنة «النقاش» الذي يقوم بنقش الجدران بالزيت والبلاستيك والجير.
يقول شادي الحجار- أحد عمال النقاشة: «أعشق هذه المهنة، وقد أبدعت يدي منذ بداية دخولي المجال في الكثير من النقوش على واجهات المحال التجارية والفلل والبيوت والمدارس، ورغم صعوبة المهنة، إلا أنه في كل مرة آخذ حذري من السقوط إلى الأرض».


الشعور بالرضى

وعن المواقف الخطيرة التي يتعرض لها خلال عمله، يقول: «لكل مهنة مصاعبها وخطورتها، لكن مهنة النقاشة خطورتها أكيدة خصوصاً خلال تحقيق توازن الجسم في محاولة السيطرة على واجهات البنايات عن طريق السقالات المعلقة أو الأسقف العالية أو أسوار الأسطح والنوافذ والشرفات، وكلها أمور تحتاج لمهارة، لا سيما أن المطلوب ليس فقط الطلاء إنما الزخرفة والرسم وضبط ألوان الطلاء بشكل جمالي».
المهنة ليست مجرد «صنعة»، على حد قول شادي، الذي يضيف: «مهنتي فن أيضاً، حيث أشعر وأنا أزاول عملي بمتعة شديدة، كما أشعر بالرضى التام عن أدائي لحظة مروري في الشارع ورؤيتي لعمارة طليتها بشكل جيد، أو حين أرى الأماكن التي شهدت اللحظات العصيبة لي خلال العمل بعد أن تكون اكتسبت شكلها الجميل».


سر المهنة


تنطوي مهنة لبيب الشايب على خطورة ما، عن ذلك يقول: «مهنتي تتعلق بالزجاجيات والزجاج يتصف بالحدة من الأطراف، وقد يصيب العامل أو يجرحه إضافة إلى أن تركيب الزجاج في الأماكن العالية تصاحبه خطورة شديدة، لكنه ممتع خاصة حين يكتمل العمل».
«لكل مهنة سرها» كما يقول لبيب، ويضيف: «من الصعب أن يكتشف أحد سر قدرة عامل الزجاج لحظة تركيبه الألواح، وهو معلق في الهواء، حيث يحتاج ذلك إلى خبرة ومهارة وإبداع كذلك، حتى لو كانت هذه المهنة معلقة بين الأرض والسماء».


واجهات المباني


ثمة عمال نراهم يومياً على أسطح المباني الشاهقة، يخوضون مهناً محفوفة بالمخاطر، لكن أصحابها اعتادوا على ذلك، يقول شاهد مجير ـ عامل تنظيف واجهات المباني: «أعمل منذ زمن في مهنة تنظيف زجاج نوافذ وشرفات المباني، لكن قبل 6 سنوات ولولا ستر الله لكنت من عداد الأموات حين انزلقت وتعرضت لكسور في يدي وقدمي. وقد اعتدت عندما أبدأ عملي على أن أقرأ الكثير من الآيات والأدعية لتحصنني من أي مكروه».
يسترسل مضيفاً: «مهنتي ليست سهلة تحتاج إلى الحذر الشديد والتركيز، وأي خطأ قد يعرضني للموت، لكن رغم صعوبة هذه الوظيفة مازلت أمارسها لأجني في نهاية الشهر راتباً يستر عائلتي».


في الجو


اعتادت روينا جينام ـ مضيفة جوية على التنقل من بلد إلى آخر، فهي تحلق في السماء أكثر مما تبقى في الأرض تقول عن ذلك: «أنا مضيفة في إحدى الخطوط الجوية واعتدت على مهنتي التي أمارسها في السماء- الجو، أحياناً قد تطول ساعات العمل في الجو وأبقى ساعات قليلة في الأرض. لكنني اعتدت على هذا الوضع بعد أن تعلمت الصبر ورباطة الجأش على ما تتعرض له الطائرة وهي محلقة عاليًا من مطبات هوائية وغير ذلك، وفي كل مرة أتمنى أن أعود سالمة إلى أرضي وبيتي وأسرتي».


عامل السقالة


من جهته، يشير راهون بهات - عامل «السقالة» إلى مواقف تعرض لها خلال أداء عمله آخرها حين سقط من أعلى المبنى، يقول: «عندما أبدأ الصعود إلى السقالة أحسب ألف حساب لكل حركة لي، إذ إن أي خطأ في تنقلاتي وأنا معلق بين السماء والأرض قد تودي بحياتي، فالخطورة تكمن في ارتفاع السقالة عن سطح الأرض؛ لذا أثناء وجودي على ارتفاع عالٍ لا أنظر إلى الأسفل أبداً خوفاً من اختلال توازني وسقوطي إلى الأرض كما حدث لي ذات مرة وتعرضت لكسر في يدي وطالت فترة شفائي نحو 6 أشهر»، واصفاً راهون شعوره أثناء وجوده فوق السقالة، بالقول: «إنه شعور تمتزج فيه الرغبة في إنجاز العمل بالخوف حتى قبل مباشرة العمل، حيث تمر علي لحظات أفكر فيها بعائلتي لا سيما زوجتي وأطفالي ما يجعلني متنبهاً وحذراً أكثر؛ لأن هناك من ينتظر عودتي سالمًا دون كسور وإعاقات».



لوحات إعلانية



بدوره، راميش حمزة اعتاد على تعليق لوحات إعلانية في أعمدة الإنارة يقول عن مهنته: «قد تكون مهنتي ليست بها مخاطر، لكن قد أصادف أحد المسرعين من قائدي المركبة غير منتبه لوجودي، مما يعرضني في أحيان كثيرة إلى المخاطر». كاشفاً راميش بداية عمله في هذا المهنة بالقول: «أعمل بمهنتي هذه منذ 8 سنوات، وأمضي ساعات طويلة وأنا أتنقل من عمود إنارة إلى آخر خلال هذه الفترة لأرتاح فقط وقت الغذاء ثم تتبعها فترة عمل متواصلة لا تنتهي إلا مع غروب الشمس لتبدأ رحلتي في اليوم التالي في الصعود من عمود إلى آخر. إنما وبالرغم من أن عملية الصعود والهبوط شاقة ومتعبة، إلا أنها في نهاية الأمر تمنحني راتباً أعيل به أسرتي خاصة أنني وزوجتي الحامل ننتظر قدوم مولود جديد».


طائر بلا أجنحة



يصف الكابتن أحمد العبدالله - طيّار في خطوط جوية؛ نفسه بـ«الطائر»، حيث يقضي ساعات عمله غالباً في السماء، وإذا ما هبط إلى الأرض، فهذا لفترات زمنية قصيرة ويعاود التحليق مجدداً في السماء الزرقاء. يصف مهنته قائلاً: «مهنة الطيار ممتعة لكن في الوقت نفسه محفوفة بالمخاطر، إذ يتعرض الطيار في كثير من الأحيان إلى مشكلات قد تتعرض لها الطائرة أو مصادفة تقلبات ومطبات جوية وضباب، وفي الوقت نفسه قد يجد الطيار نفسه مثل «ابن بطوطة» يتنقل كالطير من بلد إلى آخر ويرى العالم، لكن ذلك يأتي على حساب أشياء كثيرة أخرى».



ولا يجد العبدالله الوقت الكافي للاهتمام بأسرته والقيام بواجباته الاجتماعية والعائلية. كما يتعرض لضغوط نفسية وعصبية كبيرة، فهو يقود مركبة في الهواء ومسؤول عن سلامة الطائرة والمئات من الركاب، مما يجعله وغيره من «الطيارين» عرضة للإصابة بالكثير من أمراض ضغط الدم والأعصاب حين التقدم في السن، لكن رغم ذلك -كما يقول- يحب وظيفتيه ويقبل عليها بحب.


الصندوق المغلق


يعمل قادر علم- 40 سنة في مهنة صيانة المصاعد، وهو يقوم بهذا العمل منذ طفولته ولم يفكر يوماً في البحث عن مهنة أخرى بالرغم من كونها مهنة خطرة وتحتاج منه لساعات طويلة كل يوم يمضيها فوق أسطح الصناديق المغلقة «المصاعد» لصيانة معداتها وتصليحها. يقول: «لا يمكنني أن أعمل في مهنة أخرى، إذ لا يصح أن يترك المرء مهنته بعد عمر طويل وخبرة لا تقدر بثمن». متذكرًا يوم تعطل به المصعد وهو بين طابقين وظل معلقاً في مكانه نحو خمس ساعات حتى حضرت الشرطة وتمكنت من إخراجه». يقول معلقاً على هذا الحادث: «أحسست بشعور من يقعون في هذا المأزق، مما جعلني أحرص في صيانتي للمصاعد على تجنب حدوث مثل هذه الأمور».
وعلى الرغم من أن زوجته تطالبه دائماً بالكف عن هذه المهنة التي تهدد حياته كل يوم، إلا أنه يرفض ذلك بشدة لأن العمل يمنح الإنسان دوراً وأهمية وقيمة.


إضاءة


بعض المهن الخطرة التي تتم ممارستها في الجو أو أماكن مرتفعة:
◆ قيادة الطائرة
◆ ضيافة جوية
◆ عمال بناء
◆ تنظيف الأبنية الزجاجية المرتفعة
◆ تركيب المصاعد
◆ تركيب زجاج الأبراج
◆ إعلانات الأبنية
◆ لوحات الطرق الخارجية

[paramoteur 22]

الله يوفقنا و يوقفهم ان شاء الله
شــكــراا لــك على الموضوع الرائع

[حسام billiard]

موضوع مميز اشكرك ملكة

[{ملكة بديني}]

شاكرة ومقدرة توجداكم

[جناح جده]

يسعون وراء رزقهم بين السماء والأرض بجهد كبير وشاق

وهناك من يصادر رزقهم ويهضم حقهم
وهو جالس على كرسي فخم ويشرب سيقار كوبي فخم

[{ملكة بديني}]

اقتباس:     المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جناح جده  

يسعون وراء رزقهم بين السماء والأرض بجهد كبير وشاق

وهناك من يصادر رزقهم ويهضم حقهم
وهو جالس على كرسي فخم ويشرب سيقار كوبي فخم

الناس بتردد احيانا مقولة شهيرة جدا ( السكـــــوت علامة الرضــــــــى) وكمان (يا حيطة داريني)
طالما ان المواطن ساكت عن حقوقة والجبن وصل الى حد لايطاق اذا عليه ان يتحمل النتائج المنتظرة ( اكل حقوقة وهضمها جيدا)
اعتذر ا/جناح جدة لكن هذا الواقع الذي اشاهده يوميا .. الناس تجوع تموت ... لكن هل حقوقهم محفوظة ؟؟ ام ابتعلت واتهضمت ؟؟؟ واقع مرير جدا .. ولو اتيت انا مثلا وقلت لامرأة او رجل دافع عن نفسك عن حقوقك وحقوق اولادك .. يقول : وانا في ايدي اعمله ايه يابنتي ؟؟؟ من أجل ذلك تجد النهب والسلب والسرقة منتشرة في المجتمع ... ولا ينلام