[First Officer]

البيان التالي.. شرفني الدكتور/عبدالعزيز قاسم بإستضافتي للمشاركة في هذا البرنامج الرائع والذي يناقش من خلاله هموم وقضايا المجتمع بشفافية وحوار راقي متمدن.. كان موضوع الحلقة عن (فوضى الخطوط السعودية: من المسؤول؟).. ولا أخفيكم ذكرني العنوان بنظرية لــ ( لورنتز بونكير) عن الفوضى Chaos Theory والتي تقول: (أن ما يبدو فوضوياً ولا يضبطه شيء في الظاهر هو في الحقيقة أمر مُنظم ومُنضبط تماماً وتتحكم به قوانين طبيعية في غاية الصرامة والدقة وأن لا وجود لأحداث أو أشياء عشوائيةعمياء).. ولكن النظرية عكسية مع الخطوط السعودية!! .. كانت الحلقة مُشوقة جداً في مداخلاتها خصوصاً مداخلات الرائع الدكتور/عبدالله الطويرقي، وعضو مجلس الشورى ذو الصوت الوطني الأستاذ/عبدالوهاب آل مجثل...في البداية طرح الدكتور/عبدالعزيز من خلال البرنامج إستفتاءً لمدى الرضا عن مستوى أداء الخطوط الجوية العربية السعودية؟!! وحقيقة كنت أتوقع أن يكون السؤال (ما مدى سوء مستوى أداء الخطوط السعودية؟!!... ولقد أثرى الدكتور/عبدالله الطويرقي الحوار بمداخلاته القوية والتي أحببت أن أُعقب على بعض الجمل الرنانة منها.. ذكر في إحدى جمله (عشنا مع كفرة..ومع يهود..ومع نصارى..ولم يغشونا ويؤكلونا لحم موبوء..ولا أستبعد أن هذه الحمى القلاعية التي دخلت البلد بسبب هذه الشركة الجميلة.. مؤكداً بوجود لحوم موبوءة بأكثر من محطة) وألخص تلك الكلمات يا سيدي بأن الخطوط السعودية عندما كانت تُدار بواسطة الــTWA كانت بألف خير!! .. كما ذكر (أنا لا أذكر أن الخطوط السعودية كانت شركة محترمة إلا في عهد الكابتن أحمد مطر) وأسمح لي أن أُضيف على كلماتك أن الخطوط السعودية من أصل نشأتها وطنية محترمة..راقية..بها نخبة من أشرف وأخير أبناء هذا الوطن لكن للأسف كما يقال الخير يخص والشر يعم!! فوجود عناصر فاسدة خفية يسيء لهذا الصرح العظيم ولكنني لا زلت أكن كل الإحترام لهذه المؤسسة التي لا تتمثل في تلك العناصر الفاسدة التي لا تمثل إلا نفسها.. فــ الفساد سَيُبتر بإذن الله والخطوط السعودية ستبقى.. كما أنه ذكر في إحدى عباراته الثاقبة (كل عام عندنا أزمات خانقة في العمره ورمضان) وسأضيف أيضاً (أزمات أيضاً في فترة الحج) يا سيدي الفاضل لا تلقي باللوم عليهم ففترة العمرة ورمضان والحج هي فترات موسمية لا وقت محدد لها وتأتي فجأة على عاتق الخطوط السعودية!! .. وبالرغم من هول الفاجعة وشدة المفاجأة إلا أن إدارة الأزمات بها لا تُحرك ساكناً!!؟ .. كما أضاف عن سعر التذكرة (ندفع على الكرسي السياحي ألف ومائتا ريال تقريباً والذي كان سابقاً سعر الدرجة الأولى) ويسرني أن أخبرك يا سيدي أن الخطوط السعودية حدثت بعض من الأسطول بكراسي جديدة ومختلفة عن الكراسي القديمة حرصاً منها على جعل مقعدك في غاية الضيق وعدم الراحة وعلى هذا فأنا وأنت ندفع ذلك المبلغ!! وكأنهم يتبنون حملة لتخفيف الوزن والمحافظة على الرشاقة لتكون قادراً للسفر على طائراتهم!! .. كما قال في إحدى عباراته (دمرتوا نفسيات الموظفين) وهذه حقيقة لا جدال فيها فـنفسيات الموظفين مُدَمرة لدرجة أنهم إذا رفعوا شكواهم ومشاكلهم إلى الجهات التي تنظر فيها فإنها مع الأسف يُنظر لها على أنها قضايا مشكوك في مصداقيتها بإعتبار أنهم يعانون الكثير من الأمراض النفسية!! .. ومن العبارات المهمة جداً (أن الخطوط السعودية مؤسسة حكومية بيروقراطية لا تفكر ولا ترى ولا تسمع) بالفعل صدقت يا سيدي في هذا التعبير ولدي سؤال يجول في خاطري وهو كيف يمكننا أن نجعلهم يفكروا.. ويروا.. ويسمعوا؟!! .. فمن يسمع.. يفهم!! .. والذي يرى.. يبصر!! .. والذي يفكر يُنجز!! .. وهذه الثلاث مهمات من: فهم.. وبصر وبصيرة.. وإنجاز من المهمات المستحيلة لقادة الخطوط السعودية!! .. وأضاف (كنز من البشر موجودين بالخطوط السعودية.. كوادر بشرية يعاد إستثمارها منهم من أقيل ومنهم من تجاهل ومنهم من إضطهد) يا سيدي والله ثم والله هؤلاء الناس موجودين وعلى أتم الإستعداد أن يخدموا هذه المؤسسة بصدق وإخلاص لحبهم وولائهم لهذه المؤسسة.. ووطنهم.. ومليكهم.. وأنا على علم ودراية ببعض من هذه النخب والتي عاصرت الخطوط السعودية من عصر الأستاذ/كامل سندي إلى اليوم.. وأخيراً قال (أن صدر الحكومة ضاق لهذه الشركة ونفذ صبر ولي الأمر عليها) وإذا كان هذا هو لسان حال ولًي أمرنا والصدر الذي يحتوينا جميعاً!! فما بالك يا سيدي بنا نحن العملاء الخارجيين وعملاءها الداخليين من إداريين ومهندسين فنيين وملاحين وطيارين وغيرهم من منسوبي هذه المؤسسة؟!! .. ويجول في خاطري سؤال لك يا دكتور/عبدالعزيز، لماذا يا سيدي الإستغراب من الخطوط الإماراتية لإستطاعتها الوصول إلى معيار الخمسة نجوم؟!! .. فهم رغم بدأهم متأخرين وقصر فترتهم الزمنية إلا أنهم بدأوا من حيث إنتهى الآخرون ولم ينتهو من حيث بدأوا!!.. وقد سمعنا في مداخلة مساعد المدير العام للعلاقات العامة الذي يستغرب الحديث عن الكرامة!! أن الخمسة مليارات دخل بها مصاريف تشغيلية أخرى تُغطي مصاريف الوقود وهنا وقفة إستغراب! هل مصاريف الوقود مصاريف أساسية أم تشغيلية أخرى!!.. هل الخطوط السعودية عندما إشترت طائرتها هل كانوا على علم أنها تحتاج إلى وقود أم أنها تعمل بالطاقة الشمسية!!؟.. كما أنه من ضمن الخمسة مليارات الوجبات المقدمة على الطائرة!! .. وهل هذا على إعتبار أن الوجبة غير محسوبة من ضمن المصاريف الأساسية!! أم أنها كانت عبارة عن (سندوتش جبنة وزبدة ومربة مع عصير سن توب) وفجأة تحولت إلى لحوم فاخرة مستورة من نيوزلندا ودجاج طازج من فرنسا وكافيار روسي!!؟.. عضو مجلس الشورى الأستاذ/عبدالوهاب آل مجثل رجل يملك الجرأة.. الصدق.. الإخلاص.. الغيرة الوطنية.. والتي حقيقة أحسده عليها وكم أتمنى أن نملك جميعاً هذا الصوت الوطني القوي.. والذي وجه لمساعد المدير العام للعلاقات العامة دعوة صادقة بأن يكون الله في عونه لأنه لا يصلح العطار ما أفسده الدهر!! وأنا يا سيدي أوجه لك نفس الدعوة بأن كان الله في عونك لأنك فرد وأقول لك ما ذكره بعض العلماء عن ذي النون: (ما أخلص العبد لله إلا أحب أن يكون في جب لا يُعرف).. وعندما ذكرت يا سيدي (أنا أتحدث وأنا مرفوع الرأس) فأنت يا سيدي في وجهة نظري لا تتكلم وأنت مرفوع الرأس!! ولكنك ترفع رأس إثنان وعشرون مليون مواطن بحديثك بالحق وبصدق وأمانة وحُرقًة مواطن مُخلص.. كنتُ قد ذكرت في مداخلتي أن الإدارة الحالية للخطوط السعودية تتبنى إستراتيجية (نجاح الفشل) في ظل إدارة عشوائية مُتخبطة والتي ترتكز على: الخصخصة مع تجاهل واضح للمشاكل الإدارية والتشغيلية السابقة والحالية وترك الشللية والواسطة تنخر فها بعدم إكتراث مع إنتشار واضح للأوبئة الإدارية، إنعدام البصر والبصيرة، تلميع الصورة الخارجية والمكابرة على إخفاء الحقائق بتوظيف بعض الإعلاميين وكسب رضاهم!! كل ذلك نتج عنه بيئة صالحة للفساد مع غياب واضح لثقافة المسائلة.. وسياسة فرق تَسُد بين عملائها الداخليين!!!.. وهنا سؤال يطرح نفسه: هل جميع شكاوي العملاء الخارجين لا أساس لها من الصحة؟!! .. هل شكاوي جميع العملاء الداخليين بإداراتهم ليست على حق وفيها شيء من المبالغة؟! ..هل هروب الكفاءات وتسربها أمر طبيعي؟!! .. لماذا خصخصتك للخطوط السعودية لم تؤدي إلى زيادة مستوى المعيشة وإنعاش عنصر المنافسة التي بالتالي تؤدي إلى خفض التكاليف ورفع الإنتاجية وتقديم خدمات متميزة والقضاء على البطالة؟ .. لماذا أضافت المزيد من البيروقراطية مع عوامل مساعدة لتفشي الفساد!! لماذا لم يكن تقليل التكاليف من ضمن أهداف الخصخصة وليس رؤيتها الأساسية؟!! .. لماذا خصخصتك كانت خياراً ظرفياً وليست خياراً إستراتيجياً؟!! .. إذا كان صوت الطيارين والملاحين من هضم حقوق وتميز المضيفات الأجنبيات عليهم وبعض القضايا الغريبة مثل المبالغ الخيالية في حساب بعض المضيفات وأكيد هنالك غيرها الكثير قد سُمع!! وإدارة التموين ولحوم الحمير التي تقدم على طائراتهم قد سُمع!! وبعض الإدارات قد سُمع.. فهنالك الكثير من الإدارات لم يُسمع صوتها بعد من مالية وتسويق ومبيعات وحجوزات ومخازن وإدارة الصيانه وما أدراك ما الصيانة!!! هل يعملون حسب الأنظمة والقوانين الفعلية لهم؟!! هل يعملون تحت الضغط وقلة في الطاقة البشرية؟!! .. هل يعملون في بيئة مريحة تتمتع بكل أنظمة السلامة؟!! ..كل ذلك ليس لأنهم لا يملكون من المصائب الجلل ولكن خوفاً على مصدر رزقهم الذي يقع تحت إدارة تتعامل مع منسوبيها بسياسة الرعب والخوف؟!! .. إن إقالة المدير العام للخطوط السعودية المهندس/خالد الملحم ليست كافية لأن تُحل بها مشاكل الخطوط السعودية فالأمر أكبر من ذلك ولابد من إجتذاذ العناصر الفاسدة المتخفية والمتراكمة داخل الخطوط من سنين.. إدارة الشللية أصبحت إدارة طاغية مسيطرة على الهيكل التنظيمي كاملاً وهذا يفسر ما ذكره الأستاذ/عبدالوهاب آل مجثل (أن المدير العام لا وظيفة له بالهيكل!! ) فهناك من يُدير ويقرر ويعقد الصفقات من فوق وتحت الطاولة!! .. إن إستخدام حلول الأمس هو ما ولد لنا مشكلات اليوم لذا لابد من حل جذري لتحجيم الفساد ولن يكون إلا عن طريق الوقاية أولاً بدلاً من التركيز على العلاج.. الخطوط السعودية تعاني حالياً من مرحلة إنكماش واضحة والتي كنتُ قد شبهتُها في إحدى مقالاتي بالحصان الذي أوشك على الموت ولكي تعود إلى سابق عهدها ليس أمامها الآن سوى مفترق طرق ولابد أن تسلُك أحدهما.. الطريق الأول هو أن تعود لعهد الأستاذ كامل سندي وتدار بواسطة إحدى الشركات الأجنبية أو خطوط طيران أخرى وحقيقة هذا ما لا نتمناه جميعاً لناقلنا الوطني فهو صرح وطني وكفى!! .. أما الطريق الثاني والذي أفضلهُ شخصياً أن تُعاد هيكلتها وتدار بواسطة إدارة وطنية محلية تملك ثقافة صناعة الطيران وتتبنى إستراتيجية مُتقدمة تعيد بناءها المؤسسي وتربط الرؤى الحالية بالتوقعات المستقبلية.. والأهم تتبنى مبدأ الشفافية لكل فرد سوآءً للعاملين أو المتعاملين.. ونشر ثقافة المسائلة وتقييم الأداء مع تطوير أنظمة المحاسبة ووضع المعايير والمؤشرات وتغيير سياستها الإدارية مع إلتزام صارم بها للقضاء على المصالح الذاتية وتعزيز الإنتماء الوظيفي بالقضاء على المركزية والإستثمار في عوامل الإنتاج المادية والبشرية.. والأهم من ذلك إيجاد تطعيم ضد مرض سرطان الفساد.. وفي الختام أتأسف لكم بأنني لا أستطيع أن أتحدثَ عن باقي الأمور التي تجول في خاطري حتى لا يقصقص مقص الرقيب مساحة كتابتي كما قصقصَ الدكتور/ عبدالعزيز من مساحة وقتي في الحديث ضمن برنامجه البيان التالي...

د.نوف الغامدي

https://www.maraya2.com/articles.php?action=show&id=609