الموضوع: المهنة الشاقة
عرض مشاركة واحدة
قديم 29-06-2009, 02:08 AM  
  مشاركة [ 1 ]
الصورة الرمزية :::: A L I ::::
:::: A L I :::: :::: A L I :::: غير متواجد حالياً
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
 
تاريخ التسجيل: 26 - 03 - 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 7,156
شكر غيره: 2
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 12941
:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير

مشاهدة أوسمتي

:::: A L I :::: :::: A L I :::: غير متواجد حالياً
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه


الصورة الرمزية :::: A L I ::::

مشاهدة ملفه الشخصي
تاريخ التسجيل: 26 - 03 - 2008
الدولة: السعودية
المشاركات: 7,156
شكر غيره: 2
تم شكره 4 مرة في 4 مشاركة
معدل تقييم المستوى: 12941
:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير:::: A L I :::: يستحق الثقة والتقدير
افتراضي المهنة الشاقة

المهنة الشاقة


29\6\2009


مشعل السديري







جمعتني به الصدفة في مناسبة عامة، حيث كنا نجلس على كرسيين
متجاورين، فبدأ الحديث معي هو ـ وأظن أنه عرفني ـ لأنه قال لي
«يا بختك.. ليس عندك غير بضع كلمات تكتبها والسلام».
سألته «وأنت، ما هي شغلتك؟!».
زفر زفرة طويلة، وقال «بعيد عنك.. (متعهّد مضيفات)، الله يريّحني
ويفكّني ويعتقني من هذه الشغلة المرهقة». لأول وهلة لم أفهم ماذا
يقصد بمتعهد مضيفات، فطلبت منه إيضاحا، فقال «إنني أعمل في إحدى
شركات الطيران العربية، وهذا يتطلب مني السفر كل سنة عدّة مرات
لعدّة دول لاختيار المضيفات المناسبات».
قلت له، وأنا أتصنّع الجد «فعلا، إنها مهمّة شاقة، وكان الله في
عونك».
قال «إنها فعلا مهمة (أكثر من شاقة). تصور أنه يتوجب عليَّ أن
أجتمع في كل رحلة بأكثر من 200 فتاة، وكل واحدة منهن على حدة،
لأفرز وأختار في النهاية 20 واحدة فقط، وهذا يتطلب تركيزا
ومجهودا كبيرا. تصّور أنني أقتطع من وقتي كل يوم ما لا يقل عن
عشر ساعات في الأسئلة والاختبارات وتطبيق المواصفات، ولا أذهب
إلى فراشي في الفندق إلا بعد أن «ينهدّ حيلي» من شدّة التعب.
الواقع أن الرجل كبر في عيني، وازداد احترامي له أكثر؛ وقررت أن
أعقد معه صداقة لا تنفصم، وسألته بتودد واضح «ما هي المعايير
والمواصفات المعقدة التي يجب أن تنطبق على المضيفة النموذجية؟!»،
زدني.. الله يرضى عليك.
قال «أولا، يجب أن يكون عمرها يتراوح ما بين العشرين والسابعة
والعشرين، وطولها ما بين 155، و175 سنتيمترا، وتتمتع بالجاذبية،
ومن المستحسن ألا تكون متزوجة، ولا مانع أحيانا من قبول الأرملة
أو المطلقة إذا كانت جاذبيتها طاغية. ومن شروطي التي أمليها
عليهن: الاستيقاظ في الخامسة والنصف صباحا، وأن تلتحق كل فتاة
مقبولة في معهد لمدة ثلاثة أشهر قبل انخراطها في العمل، وهذا
المعهد يدربها في منهاج الجمال والفتنة من رأسها إلى أخمص
قدميها، ويعلمها أصول الخدمة، والأعمال المكتبية، وقواعد الأمان،
وحالات الطوارئ بالهبوط الاضطراري وغيره.
فتحت فمي اندهاشا، وكررت له إشفاقي عليه من مهنته الخطيرة هذه.
ويبدو أنه ارتاح لي، لأنه استرسل قائلا «نعم، فالمسألة لا تحتمل
الخطأ أو المجاملة، فهذه المضيفة التي تراها تتقافز كالنحلة في
الطائرة، تقطع طوال عملها مئات الآلاف من الكيلومترات طيرانا،
وتمشي على قدميها في داخل الطائرة مئات الكيلومترات، وتقدم آلاف
الوجبات، فالمسألة ليست لعبا».
شكرته، وتبادلت معه أرقام التليفونات، وودعته وأنا أحسده من
أعماق فؤادي على مهنته الفدائية الشاقة تلك.
وبعدها، وفي أول رحلة طيران طويلة لي، استفردت بإحدى المضيفات
عندما هدأ الجو في داخل الطائرة، وأُطفِئَت الأنوار، وراح أكثر
الركاب في سبات عميق، وسألت المضيفة عن معاناتها، وأنا أعني ما
أقول، فقالت لي بالحرف الواحد «تخيل مثلا لو أنني أقيم مأدبة في
بيتي لمائة ضيف، ويتعين عليَّ الإعداد لها، وتقديمها، وتنظيف
البقايا، وتسجيل ما يحدث، وكل ذلك يجب أن يتم خلال ثلاث ساعات!»،
بعدها صمتت قليلا، ثم قالت «هل تعلم أن كثرة السفر تؤدي إلى
فلطحة الأقدام؟!».
عندها، نكست رأسي وأنا أنظر إلى الأسفل؛ فوجدت أن قدمها فعلا
مفلطحة، بشكل رهيب.

:::: A L I :::: غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس