[Sr.Flight Attendant]

المتتبع لأخبار شركات الطيران المستحدثة في المملكة تأخذه الدهشة والتعجب لما يحدث لها ، تبدأ شركة ما في مزاولة نشاطها ونسمع ما يثير الحسد عن برامجها المستقبلية وعن مميزات موظفيها ولا تكاد تمر شهور قليلة حتى نرى ما يناقض كل ما قيل عنها ونقرأ إخبار من نوع الشركة (س) توقف رحلاتها لمدينة ما شركة (ن) تعاني من حجم خسائرها التشغيلية ثم تتوالي الأخبار السلبية تباعا ونقرأ جملة من الأخبار عن معاناة عملائها وموظفيها حتى أصبحت تلك الأخبار من النوع الروتيني الممل ولا تثير أحدا وتظهر على السطح تعليقات على تلك الأخبار من نوع (عادي... وما الجديد في ذلك!!! ).
إقليميا كانت الخطوط السعودية حتى وقت قريب الشركة الأولى والمفضلة لدى شريحة واسعة من العملاء في منطقة الخليج خاصة ومنطقة الشرق الأوسط عامة وبكل فئاتهم وشرائحهم وجنسياتهم. حدث تراجع ملموس في هذه المكانة لأسباب كثيرة أهمها هو نشوء شركات جديدة بدأت من حيث انتهى الآخرون وعلى رأس تلك الشركات الخطوط الإماراتية متسلحة بكل ما هو حديث وجديد وبهيكل إداري تشغيلي محدود وغير مكلف، في ذات الوقت الذي بدأت فيه الخطوط السعودية تعاني من تقادم أسطولها وزيادة التكلفة التشغيلية وزيادة مهولة في موظفيها لا تتناسب مع متطلبات المنافسة الطاحنة التي تدور رحاها في المنطقة ومما زاد الطين بلة هو عدم قدرة الخطوط السعودية على التخلص من هذه الأعباء التشغيلية والإدارية بدون تضحيات مريرة ومؤثرة على القطاع الاجتماعي ككل وعلى موظفي المؤسسة نفسها مما وضعها بين فكي الرحى وحدد خيارتها بأمرين أحلاهما مر العامل الحاسم في هذا الأمر والأكثر تأثيرا هو أن الخطوط السعودية لم تزل مؤسسة حكومية وهو أمر يحد كثيرا من حرية حركتها وقدرتها على إصلاح مواطن الخلل فيها.
لحسن الحظ احد مشاكل الخطوط السعودية الرئيسية وهو الزيادة العددية في حجم الموظفين في طريقه للحل تلقائيا حيث وصلت السعودية لعمر زمني أصبحنا نرى فيه أعداد كبيرة من الموظفين تتقاعد نظاميا وهو ما يسهل الأمور ولا يضر بموظفيها ويمكّن الخطوط السعودية من إعادة هيكلة موظفيها حسب حاجاتها الفعلية. كذلك نرى توجها جادا في تحديث أسطول السعودية وهو ما يحدث الآن وان لم يكن بالصورة المتوقعة ربما لوجود عوائق آخري تحد من ذلك.
الحدث الأهم والحاسم هو البدء في خصخصة السعودية ويتوقع أن يكون هذا الأجراء هو المحور الأرتكازي لتطوير السعودية تطويرا شاملا يؤهلها لتتبؤ مكانها الطبيعي على رأس قائمة الشركات في المنطقة مرة أخرى ولفترة طويلة.
قد يشكك الكثيرين في هذا المسار المتوقع ولكن لو تمعنا جيدا بما يتوفر للخطوط السعودية من مميزات لربما استطعنا استشراف المستقبل بصورة أكثر وضوحا
الخطوط السعودية تقع في بلد ذو بعد ديموغرافي عميق وهي مترامية الأطراف بكثافة سكانية عالية ومقتدرة عموما وهناك البعد الاستراتيجي فالمملكة القلب النابض للعالم الأسلامي وقبلة المسلمين قاطبة هذان البعدان ثابتان بمشيئة الله غير قابلان للتغيير ولا يتأثران بمتغيرات انية هنا وهناك، أيضا الثروة البشرية الواعدة والتي تتطور يوما بعد يوم وهي مؤهلة لإدارة ولتشغيل الخطوط في ظل هذه المنافسة الشرسة
المميزات التي قد تتوفر للشركات الأخرى في الوقت الحاضر هي مميزات قالبة للتحول والتغير هبوطا وصعودا وهي مصطنعة وغير طبيعية ولنأخذ مثلا الأمارتية
احد أهم استثماراتها هو خدمات الترانزيت وهذه الحالة غير ثابتة وتتأثر سلبا وإيجابا بالمعطيات الخارجية كما إنها تفتقد للبعد الجغرافي والديموغرافي والاستراتيجي.
انا متفائل جدا بمستقبل الخطوط السعودية وعلى المدى القريب المنظور وأقول بكل ثقة الخطوط السعودية هي فرس الرهان والأيام بيننا ..


هذا المقال للأستاذ محمد ولي ( مشرف مضيفين )
بالخطوط الجوية العربية السعودية
منقول من منتدى المضيفين الجويين السعوديين ..