[بلاميعاد مسافر]

مشعل في صنعاء للبحث في المبادرة اليمنية الجديدة

صنعاء (السياسية): يصل إلى صنعاء خلال الأيام القليلة المقبلة وفد من حركة المقاومةالإسلامية (حماس) برئاسة رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل، للتباحث حولالمبادرة اليمنية الجديدة.

ونقل موقع "سبتمبر نت" عنمصادر وصفها بالمطلعة القول: "إن وفد حماس الذي سيصل اليمن منتصف الأسبوع الجاريسيجري مباحثات مع عدد من المسؤولين حول المبادرة التي المبادرة الجديدة التي قدمتهااليمن إلى السلطة الوطنية الفلسطينية وقيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لرأبالصدع وتحقيق وحدة الصف الوطني الفلسطيني".

وكان اليمن أعلن عن مبادرةجديدة لاستئناف الحوار بين السلطة الوطنية الفلسطينية وقيادة حركة المقاومةالإسلامية (حماس).

ونقلت وكالة الأنباءاليمنية (سبأ) عن مصادر رسمية قولها: "إن المبادرة قدمت قبيل القمة العربية فيالكويت إلى قادة فتح وحماس، وأيضاً إلى قادة كل من مصر وسورية وتركيا باعتبارهاالدول المقترحة لرعاية الحوار".

وتتضمن المبادرة - بحسب (سبأ) - استئناف الحوار بين حركتي فتح وحماس الذي كان قد بدأ في كل من القاهرةوصنعاء استناداً إلى ما سبق من الاتفاقيات الموقعة بينهما وبما يكفل تحقيق المصالحةالفلسطينية ويعزز وحدة الصف الوطني الفلسطيني.

كما تضمنت تشكيل حكومةوحدة وطنية تضم كافة القوى السياسية الفاعلة في الساحة الفلسطينية تتولى -وخلالفترة ستة أشهر- التحضير لإجراء انتخابات نيابية ورئاسية متزامنة، وإعادة بناءالأجهزة الأمنية على أسس وطنية ومهنية بعيداً عن الحزبية والفئوية، وبحيث يكونالتجنيد فيها من كافة المناطق الفلسطينية وبحسب التعداد السكاني لكل منطقة، وتكونمحايدة وتابعة للشرعية الدستورية، وتتولى الحفاظ على الأمن العام والسلم الاجتماعيالفلسطيني.

وأكدت المبادرة على احترامالدستور والقانون الفلسطيني والالتزام به من قبل الجميع، كما تقترح بأن تتولى رعايةالحوار بين الحركتين كل من جمهورية مصر العربية والجمهورية العربية السوريةوالجمهورية التركية، نظرا لما يربطهم من علاقات جيدة وما تحظى به من ثقة وتأثير لدىكل من قيادتي فتح وحماس.

ويأتي طرح المبادرةاليمنية التي حظيت بترحيب واسع من الفصائل الفلسطينية، على وقع عودة التوتر بينحركتي "فتح" و"حماس"، واتهامات التخوين بين الحركتين، بالإضافة إلى اتهامات منمنظمة التحرير الفلسطينية لـ"حماس" برفض الحوار وتكريس فصل قطاع غزة عن الضفةالغربية.

وزير الخارجية الدكتور ابوبكر القربي قال: "إن المبادرة الجديدة تركز على المبادئ التي جاءت في المبادرةالسابقة"، مشيراًَ إلى أن "الظروف الآن مواتية أكثر من أي وقت مضى لتحقيق المصالحةبعد الاعتداء الإسرائيلي الهمجي على أشقائنا الفلسطينيين في غزة، وأيضا ما عبرت عنهقيادة حماس وقيادة فتح بأن هناك رغبة للحوار وللمصالحة بينهما".

وأكد الدكتور القربي فيحوار مع قناة "بي بي سي" أنه من المهم الآن أن تقبل الأطراف الذهاب للحواروالمصالحة دون وضع اية شروط وأن توضع مصلحة الشعب الفلسطيني في المقام الأول، وأنيعطوا الفرصة للدول التي تسعى لهذه المصالحة ولرأب الصدع سواء العربية أم الإسلاميةلبذل جهودها. موضحا أنه ليس من مصلحة الشعب الفلسطيني ولا النضال الفلسطيني ولاالمبادرة العربية للسلام أن يستمر الخلاف بين الحركات او الفصائلالفلسطينية".

وفي لقاء آخر للدكتورالقربي مع "قناة الجزيرة"، وفي رده حول اشتراط السلطة الوطنية الفلسطينية بأن تكونالمصالحة الوطنية الفلسطينية برعاية مصرية، وما إذا ستظل المبادرة صالحة رغم ذلك،قال القربي: "نحن نعتبر أن مصر هي الراعي الرئيسي للمصالحة الفلسطينية – الفلسطينية، ولكن نقترح ان تشارك معها الجمهورية العربية السورية وجمهورية تركيالما يحقق الهدف من تحقيق المصالحة". موضحا أن "مصر بذلت جهودا كبيرة جداً ولفترةطويلة جدا وواجهت الصعوبات، ولهذا من المهم جدا الآن أن نتعاون جميعا مع مصر لتحقيقهذه المصالحة".

ونفى الدكتور القربي أنتكون مشاركة سورية وتركيا في الحوار الفلسطيني تهميشا للدور المصري، مشيراً إلى أن "سورية وتركيا بإمكانهما أن تقدمان بعض الآراء التي ربما يكون فيها اختلاف بين فتحوحماس، ويمكنهم أن يضغطوا على طرف أو آخر بحيث أن مصر لا تكون وحدها في المواجهةلهذه الأمور".


مستعدون لبدءالحوار

وفي أول تعليق علىالمبادرة، أكد رئيس كتلة "فتح" في المجلس التشريعي الفلسطيني عزام الأحمد أن السلطةالفلسطينية لا تعارض مشاركة سورية في المبادرة اليمنية، مشيراً إلى أنّ السلطة علىاستعداد لبدء الحوار مع "حماس" وجميع الفصائل الفلسطينية.

من جهته، قال نائب رئيسالمكتب السياسي لحركة "حماس" موسى ابو مرزوق إن "المبادرة في غالبيتها بلا شك تمطرقها في أكثر من مبادرة، والجديد فيها أنها تريد رعاية عربية للمصالحة الفلسطينية،وأعتقد بأن هذا الشيء إضافة جيدة لأن العرب لابد أن يتحدوا أيضاً في موقفهم تجاهالقضية الفلسطينية".

موافقة من حيثالمبدأ

في غضون ذلك، قال رئيسدائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن السلطة توافق -من حيثالمبدأ- على أي حوار غير مشروط لتحقيق المصالحة الوطنية، وأكد أن المبادرة اليمنيةتتضمن بنودا جيدة والسلطة مستعدة لبدء الحوار الوطني فوراً.

واعتبر أن تركيا لا تطرحنفسها كوسيط في الحوار الفلسطيني بل كطرف يسعى للمساعدة في هذا الجانب، وأكد أن مصرلا تمانع من دعوة تركيا وغيرها من الجهات الراغبة برعاية الحوار الفلسطيني، لكنهشدد على أن القضية الفلسطينيةلا تحتمل أن تكون في ملعب الخلاف العربي، وعلىالفلسطينيين أن يساعدوا أنفسهم وينهضوا لمواجهة الوضع الإنساني المتردي في غزةوتشكيل حكومة وحدة وطنية قادرة على مواجهة التحديات.

وكان رئيس المكتب السياسيلحماس خالد مشعل عبر عن أمله في تحقيق مصالحة فلسطينية، وطالب بأن تستند هذهالمصالحة إلى دعم المقاومة والتمسك بالثوابت وليس على قاعدة ما سماها بالمفاوضاتالعبثية.

وطالب مشعل السلطةالفلسطينية بالإفراج عن المعتقلين والتعامل مع المقاومة على أنها سلاح شرعي، كماطالب الغرب بالتوقف عن محاولات إقصاء حماس.

مصر .. ترحيب
على نفسالصعيد، قال الأمين العام العام للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين المقيم في دمشقنايف حواتمة في حوار مع "قناة الجزيرة": "نحن في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطينوبجانبنا كل القوى الوطنية الديمقراطية الفلسطينية نرحب بأية مبادرة عربية أو غيرعربية تسهم فعليا وجديا بإنهاء الانقسام وإعادة بناء الوحدة الوطنية
الفلسطينيةعلى أساس "وثيقة الوفاق الوطني".
وأضاف: "الإخوة في اليمن يتكلمون عن أفكارجديدة أهلا وسهلا بالأفكار الجديدة وأهلا وسهلا بتوسيع الرعاية للحوار الوطنيالفلسطيني الشامل".

تركيا .. سنسهم في أيةمبادرة

من ناحيته، قال وزيرالخارجية التركي علي بابا جان إن بلاده مستعدة للإسهام في أية مبادرة من شأنهاتحقيق المصالحة الفلسطينية.

وأضاف بابا جان في مقابلةمع قناة الجزيرة ضمن برنامج "لقاء اليوم": "أطلعني وزير خارجية اليمن على جملة منالمقترحات، وأشار في رسالته إلى ثلاث دول هي مصر وسورية وتركيا تتولى رعاية عمليةالمصالحة الفلسطينية، ودول أخرى يمكن أن تساعد في ذلك، ونحن نقوم حاليا بتقييم هذهالمقترحات، لكن يتعين أن تقوم كل عملية مصالحة على اتفاق الفصائل الفلسطينية علىخطوات عملية ممكنة، وان نحدد معا جملة من الأهداف، فلا ينبغي أن يكون لدينافلسطينان، واعتقد ان من الضروري التوافق على إعادة هيكلة سياسية بحيث تستوعب جميعالفصائل".

وأكد بابا جان أن "الحل فينهاية المطاف يجب أن يكون سياسيا، ونحن مستعدون للمساعدة في أية مبادرة في هذهالاتجاه بتسخير مصداقيتنا لإنجاح أيحوار".