بسم الله الرحمن الرحيم
اولا اشكر ابوعبدالله على موضوع مفاتيح النجاح ...... لمهندس وفنى الطائره وبالذات نقاط السلامه اولا, وارجو من الجميع العاملين والدارسين فى هندسة الطيران العمل بهذه النصائح.
هنا احب اذكر لكم الحادثه التى وقعت فى الخطوط الجويه الاثيوبيه فى السبعينيات تقريبا
دخل احد المهندسي خزانات الوقود لعمل صيانه داخليه يعتقد بأنه اغمي عليه نتيجة اشتنشاقه لمادة الكيروسين المستخدم لوقود الطائرات ولعدم وجود مهندس اخربجانب فتحت الخزان لمراقبة حالة المهندس الموجود داخل الخزان حصل مالا يحمد عقباه
جاء مهندس اخر اقفل الخزان وهو لايعلم بان زميله مغمى عليه فى الداخل .. ياالله .. خرجت الطائره من حظيره الصيانه
تم تزويها بالوقود دخلت فى الخدمه وبدأت تطير .. وبدأت تظهر مشاكل فنيه فى الطائره نتيجة تحلل الجثه وانسداد مجرى الوقود وانسداد الفلترات وتغيير لون الوقود , حتى تم اكتشاف الكارثه التى وقعت داخل خزان الوقود.
انا هنا اترك للزملاء المهندسين والدارسين فى مجال الطيران والاخوه فى خط الطيران للنقاش ماهى نقاط الاهمال التى تسببت لهذه الكارثه المؤلمه.
مهندس احمد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حسب معلوماتي عن هذه الحادثة المؤلمة، بأنه عند صيانة خزانات الوقود كان يوجد شخص داخل الخزان وآخر في الخارج ينتظره، وكانت فترة انتهاء وردية عملهم قد شارفت على الانتهاء، وهنا سأل السخص الموجود خارج الطائرة (هل أنهيت العمل) فأجابه الآخر (شارفت على الانتهاء اذهب أنت وسألحق بك خلال دقيقة) دون أن يدرك الشخص الموجود في الداخل أنه أمضى زمن أكثر من المسموح به وهو في الداخل يستنشق الغازات، وبالفعل ذهب الشخص الموجود في الخارج، أما الشخص الموجود في الداخل فأغمي عليه من كثرة استنشاقه للغازات وبقي في الداخل.
بعد ذلك جاءت الوردية الثانية ولاحظوا أن فتحة صيانة خزانات الوقود قد تركت مفتوحة فظنوا أنت الأشخاص في الوردية التي قبلهم قد نسوها فأغلقوا الفتحة دون أن يتأكدوا من وجود ذلك الشخص الذي كان غائباً عن الوعي في الداخل، وبالفعل دخلت الطائرة فلى الخدمة وبعد فترة حدث عطل في نظام الوقود ونتيجة الفحص تبين وجود انسداد في الفلتر تصفية الوقود ولدى فحص الفلتر تبين وجود شعر يعود لأحد الأشخاص، وقد كان معلوماً أن الشخص الذي ظل داخل الخزان قد اختفى دون أي علمٍ عنه، وهنا استنتجوا أنه قد بقي في الداخل وتحلل (يالهول هذه الميتة).
والأخطاء التي أدت إلى هذه الكارثة برأي تنحصر فيما يلي:
- أولاً الخطأ من الشخص الموجود داخل الخزان، فكان عليه ألا يترك الشخص الآخر يذهب حتى لو انتهى وقت الوردية.
- الخطأ الثاني هو عدم وجود ما يشير إلى وجود شخص في الداخل مثل البطاقات التي توضع في غرفة القيادة من أجل عدم تشغيل نظامٍ ما عند صيانة، أو إشارة تحت الجناح أو عليه مثل التي توضع لقفل العجلات (قفل مع شريطة حمراء).
- الخطأ الثالث هو الذي ارتكبه الأشخاص الذين جاؤوا في الوردية التالية لأنهم أغلقوا فتحة الصيانة دون أن يتأكدوا من وجود أي أحد في الداخل.
لذلك أهم ما يجب القيام به عند إجراء أي صيانة للطائرة كبيرة كانت أم صغيرة التقيد التام بالإجراءات المذكورة في دليل الصيانة AMM حيث يجب حملها مع الشخص الذي يقوم بالعمل ليتقيد بها بالكامل، لأن من لا يتقيد ويظن نفسه قد أصبح خبيراً بعد أن أنجز نفس العمل عدة مرات هو الذي يقع في الأخطاء التي قد تسبب كبرى الكوارث، ومن هنا تشدد أنظمة الطيران المدني على هذه النقطة جداً حيث يحق لمفتشي الطيران المدني سحب إجازة الفني الذي يعمل على الطائرة في حال ضبط وهو يعمل بدون حمله للإجراءات التي يجب أن ينفذها لإتمام العمل المناط إليه.
وفي النهاية رحم الله ذلك الشخص وأجارنا الله من حوادث أسوأ.
والسلام ختام.