أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران
وبما أن حضارة الأمم تقاس بما تمتلكه من عقول مبدعة وسواعد قوية وطاقات بشرية قادرة على مواكبة التطور في عالم اليوم بكل ما يحمله من تحديات وتحــولات وتقنية فائقة الســـرعة، فقد أولت مؤسستنا الوطنية العنصــــر البشري من أبنــائها كل الاهتمام من خــلال برامج التــدريب في مختلف المجالات لخــدمة أهداف السعودة وتلبية للمتطلبات التشــغيلية لرحلاتها الداخلية والدولية.
وتحقيقاً لهذا الغرض افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية العربية السعودية مساء يوم الجمعة 20 شوال 1425هـ الموافق 3 ديسمبر 2004م أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران التي تتكون من مبنى تدريب الطيارين ومبنى تدريب سلامة الطيران اللذين زودا بأحدث أجهزة التدريب والطيران التشبيهي التي تفي بالمتطلبات التدريبية الآنية والمستقبلية، وتقع الأكاديمية في الجزء الغربي من مدينة "السعودية" المطل على طريق الملك على مساحة تبلغ حوالي ثلاثين ألف متر مربع تحتل المباني منها حوالي عشرين ألف متر مربع.
ويضــــــــــــم مبنى تدريب الطيارين :
الأجهزة التشبيهية لطائرات البوينج مـن طراز (B747-300) و(B747-400) و(B777-200) و(MD-90) إضافة إلى أجهزة التدريب الثابتة وأجهزة التدريب على الحاسب الآلي والفصول الدراسية.
أما مبنى تدريب سلامة الطيران فإنه يحتوي على الجهاز التشبيهي للتدريب على إخلاء الكابينة في حالات الطوارئ وقاعة للتدريب على التعامل مع أبواب الطائرات، إضافةً إلى الفصول الدراسية والورش الميكانيكية، وقد تم تنفيذ المشروع تحت إشراف ومتابعة من قبل الإدارة العامة لهندسة المرافق بـ"السعودية".
أهداف الأكاديمية ومهامها
إن هذا الصرح التدريبي الكبير سيساهم بإذن الله تعالى في تحقيق العديد من الأهداف، ومن أهمها تدريب ملاحي غرفة القيادة ومقصورة الركاب وموظفي العمليات الجوية وتأهيلهم للوصول إلى أعلى مقاييس السلامة والكفاءة، وتحقيق السعودة للوظائف من خلال الاستمرار في تدريب وتأهيل المزيد من ملاحي القيادة ومقصورة الطائرة وموظفي خدمات العمليات الجوية للوصول للاكتفاء الذاتي من الكوادر الوطنية، ومواكبة التطور للأجهزة التدريبية والأجهزة المساندة من أجل الرقي إلى مستوى أفضل من التدريب ومواجهة المتغيرات السريعة في صناعة النقل الجوي وذلك حسب الاحتياجات التدريبية، وتوفير خدمات التدريب الأرضي والأجهزة التشبيهية لشركات الطيران الأخرى.
أجهزة التدريب
بالإضافة إلى الأجهزة التدريبية المتوفرة بمجمع الكندرة والخاصة بطـائرات البوينج من طراز (B747-100) و(B-737) وإيرباص وترايستار، تم تجهيز أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران بأحدث الأجهزة التشبيهية الثابتة والمتحركة والتي تلبي متطلبات التدريب الحاضرة والمستقبلية وتصنف إلى مجموعتين:
أجهزة تدريب الطيران:
وتشـمل ثلاثة أجهزة تشبيهية متحركة كاملة بمستوى (D) من بينها اثنان لطائرة مــــــــــن طـراز (MD-90) ) والثالـث لطائـرة بوينج من طراز (B-777) والتي تم تصنيعهـا بواسـطة شـركة (تالز) للتدريب والتشبيه، وجهازاً تشبيهياً متحركاً لطائـرة بوينـج من طراز (B747-300) بمستوى (C)، وجهازاً تشبيهياً متحـركاً لطائرة بوينـج من طراز (B747-400) بمستوى (D)، وجهـــــــــازين تشبيهيين ثابتـين (FLIGHT TRAINING DEVICES) لطائرات (90-MD) وبوينج (B-777) ذات المستوى السادس، وثلاثة أجهزة تدريب للملاحة الجوية.
أجهزة تدريب سلامة الطيران:
وتشمل جهاز تدريب مقصورة إخلاء الطوارئ المتحرك للملاحين وهو عبارة عن مقصورة إخلاء مدمجة لطائرتي بوينج من طراز (B-747) و(B-777) التي تحتوي على أجهزة مرئية وسمعية تقوم بتشبيه جميع الحالات الطارئة مثل الحرائق لا سمح الله والسقوط المفاجئ لأقنعة الأوكسجين بسبب فقدان ضغط الطائرة، ثلاثة أبواب رئيسية لطائرات البوينج (B-747) و(B-777) وطائرات إيربـاص (A300-600)، بـاب المقصورة العليا لطائرة بوينج من طراز (B-747) وجهاز إخلاء متعدد الأبواب لطائرة من طراز (MD-90)، وتشمل هــــــــــــــذه التجهيزات على (201) جهاز حاسب -آلي مبرمج، منها (104) حاسبات آلية لتدريب سلامة الطيران و(77) حاسباً للتدريب الأرضي لطاقم القيادة و(20) حاسباً لتدريب موظفي خدمات العمليات الجوية.
أجهزة تدريب مقصورة القيادة والملاحة الجوية:
هذه الأجهزة هي عبارة عن نسخة مطابقة لمقصورة قيادة طائرة من طراز محدد، ويتم تشغيلها بواسـطة الحاسب الآلي، إلا أنها تختلف عن الجهاز التشبيهي في كونها لا توفـر نظاماً خاصاً بتشبيه الاهتزازات أو العرض المرئي بل هي مخصصة للتدريب على أنظمة الطائرة وإجراءات الطيران، ويلمس الطيار تحت التدريب ما تعلمه في الفصل أمام أجهزة القياس وأضواء مقصورة القيادة، غير أن مقصورة القيادة توفر أيضاً للملاح الجوي ذي الخبرة فرصة مراجعة الإجراءات الطارئة والاعتيادية.
جهاز التدريب التشبيهي لإخلاء مقصورة الركاب:
يستخدم هذا الجهاز فـي التـدرب على عمليات الإخلاء عند حالات الطوارئ بما في ذلك إعداد المقصورة وإرشاد المسافرين والتنسـيق بين الملاحين خلال الهبوط الاضطـراري التشبيهي على البر أو في البحر، ويشمل تدريب الإخلاء إجراء تمرين حي لإجراءات الطـوارئ مع استخدام المؤثرات الصوتية والضـوئية والدخان التشبيهي وزلاقات الإخلاء.
جهاز تدريب فتح أبواب مقصورة الركاب:
يستعمل جهاز تدريب فتـح أبـواب مقصورة الركاب من قبل الملاحين في حالات الطوارئ والحالات الاعتيادية.
الأجهزة التشبيهية لمقصورة القيادة:
هي أجهزة مشابهة لأنواع الطائرات المختلفة مزودة بحاسبات آلية توفر للمتدرب الظروف الحقيقية للطيران في بيئة تشبه الطيران الحقيقي من جميع النواحي وهذا يعني التوفير في المحروقات والإطارات وقطع الغيار، فعند دخول المتدرب إلى داخل الجهاز والبدء بتشغيل المفاتيح والروافع والأضواء وأجهزة القياس والمؤثرات السمعية والمرئية يأخذ في التجاوب وكأنه بداخل طائرة حقيقية، وعند التحليق يرى الطيار عرضاً مرئياً لمطارات مختارة والمساحات المحيطة بها إضافة إلى عروض مرئية خاصة بمدرجات الإقلاع والهبوط القريبة من الواقع إلى حد كبير، كما يتمكن المدرب الذي يقوم بتشغيل لوحة التحكم داخل الجهاز التشبيهي من ملاحظة ردود أفعال المتدرب أثناء طرح المشكلات المعقدة الخاصة بالملاحة وتوقف بعض أنظمة الطائرة عن العمل وحالة الطقس علاوة على مجموعة هائلة من المشكلات الأخرى الملازمة لكافة مراحل الرحلة.
مهام إدارات التدريب
تدريب الملاحين:
تتولى أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران مسؤولية تنفيذ برامج تدريب ملاحي مقصورة قيادة الطائرة بموجب أنظمة هيئة الطيران المدني حيث يشمل تدريب الطيارين والمهندسين الجويين المراحل التالية:
تدريب الطيران الأساسي:
تأهيل المتدربين الجدد للحصول على رخص قيادة الطائرات المروحية الصغيرة ذات المحرك الواحد والمحركين بعد اجتيازهم الاختبارات النظرية والعملية المقررة.
التدريب الأرضي للطيارين:
يتلقى الملاح الجوي تدريباً على تشغيل جميع أنظمة الطائرة، ويشمل التدريب كافة الظروف والأوضاع الاعتيادية وغير الاعتيادية والطارئة، وكذلك التدريب على الأداء وكيفية تشغيل الطائرة بنفس أسلوب تصميم الطائرة وذلك للعمل بموجبه في جميع الأحوال الجوية وضمن الحدود والأنظمة التي تتطلبها هيئات المراقبة الجوية المختلفة.
تدريب سلامة الطيران:
يتم إعداد الملاحين الجويين (ملاحي غرف القيادة وملاحي المقصورة) على كيفية مجابهة الظروف الطارئة من خلال تدريبهم على الإسعافات الأولية وأماكن أجهزة الطوارئ وكيفية استعمالها بالإضافة إلى أداء عدة تمارين للطوارئ والإلمام بها بصورة صحيحة وتستخدم إلى جانب التدريب الميداني كالمحاضرات والأفلام في الفصول التدريبية.
تدريب إدارة موارد طاقم الطائرة:
تدريب جميع أطقم الطائرة (ملاحي غرفة القيادة وملاحي المقصورة) على المعايير الصحيحة لتنسيق جميع المهام والمعلومات والبيانات مع بقـية أعضاء طاقم الملاحين وذلك لإتمام الرحلة الجوية بشكل سليم ومأمون والعمل معاً كفريق سلامة على متن الطائرة وفقاً لأعلى المستويات العالمية.
التدريب على الجهاز التشبيهي:
في هذه المرحلة من التدريب يقوم المتدرب بالتحليق بالطائرة على الجهاز التشبيهي إضافةً إلى تشغيل جميع الأنظمة، كما يقوم بتنسيق جميع مهامه مع بقية أعضاء الطاقم الملاحي بحيث يؤدي ذلك إلى تمكنهم من الأداء كفريق واحد مدرب تدريباً تاماً، وهنا يتم تطبيق برنامج إدارة موارد طاقم الطائرة وذلك بدمج القدرات الفنية بالقدرات البشرية التفاعلية لتوفير السلامة.
التدريب العملي على الطائرة:
الطائرة هي المرحلة النهـائية للتدريب وفيها تتم عملية شحذ وصقل المهارات والمعرفة واستعراض المقدرة المكتسبة خـلال التدريب الأرضي والتدريب على الجهاز التشـبيهي وذلك بحضور المدرب الجوي، ولا يسمح للمتدرب الانتقال لمواصلة التدريب الجـوي الفعلي على خدمة الخط إلا بعد تحقيق المسـتويات المطلوبة.
تدريب موظفي خدمات العمليات الجوية:
تنفيذ برامج التدريب للمرحلين الجويين وضباط العمليات الجوية ومخططي الجداول وأطقم الملاحين حيث إن التدريب على هذه البرامج يضمن لجميع العاملين بإدارة خدمات العمليات الجوية ومركز مراقبة العمليات تحديث معلوماتهم مما يحقق مستوى عالياً من الأداء والسلامة.
وتتكون برامج التدريب لموظفي خدمات العمليات الجوية من التدريب الأساسي والتدريب الأولي والتدريب المتوسط والتدريب المتقدم.
يتبع ..