[شاعرة الشمال]

ابي

لا تذهب في سفر طويل

الأمس خمرا في غيابك

اذوقها مرة واحدة في غيابك

لا تهاجر

هجرة الأفكار الى القلوب

اسير حينما اغضب الى طنجتي

وتلتهمني الدروب

على كوكب زحل بكيت قبل اسبوع

كما عادتي

إن عشقته ذات حين

لا اريد عشقه خلصني منه

فلست سكرا يذوب

فتاة لي سر صغير

أخفيه عن أمي

أبي...

غيبني هذا السر وبعثرني

حمله داخل صدري اثقلني..

ضحكت امام الموت

وإنتصرت

قلت أنا قوية

أنا ذكية

لا تكسرني عذابات القلب الطوال

لا تقتلني

قسوة الأحباب

لي فلسفة في الوجود

لا يدركها من هب ودب

اضعك في الصفحة الأولى

لولاك لما بقيت هنا..

أخاطبك

لي حق الكلام

لا تقاطعني

لا تقل لهم من أنا وأنت..؟

لماذا أجدك في صفحتي الأولى

اسما في القصائد لست ادري؟

أبي...


لا حبك أرتجيه

لا عذرك بالذهاب ابتغيه

أنا مارة في هذه السنوات لا اخفيك

كيف لي أن أترك بصمتي

وأنا ذاهبة؟

أحزن..

افقد رشدي..

غابات الريف تنحني تنوء بثلجها

وانا سلمت عليها وناجيتها

طنجتي قد أغادرها..

اه كم أحبها...

كيفما مشيت في بلفارها

كيفما إشتقت لها

أبي...


لا تصدق تلك النسرينه

صدقها ينام هنا بين الحروف

شردتني الدروب

عن الأخر...

كما شئت لبسني لبسته

دخت في عالمه

أعجبني طعمه اللاذع الحلو

أتقنت فنه المثير

ودعته ...تبت منه

تركته لأصحابه

مسحت ذاكرتي من اشخاصه

في قاعة المحاضرات

ذات صيف حار بكيت

حاورت النافذة

فإستيقضت

لأجد نفسي قوية

أنا لم أذكره في قصائدي

لأني كرهت ما إقترفت

الحب طاهر..

وأنا بصفائي طاهرة

العشق كما إدعوا

محض جسد عار يكذب

...
أبي

شاب كان...

أنا أحبته

حتى فقدت الأنا...

فينوس بدلالها رأني

لماذا اكره الناس فجأة

تعتليني رغبة جامحة

كأن أوذي من أذاني..

سقيته لعنة سوداء

ذاق مرها ..

إكتوى بنارها

أفقدته صوابه

ثكلته أمه..

سادية أنا..

غريبة الأطوار أنا..

كتب لم تنفعني أمام جاذبية السنا

استفغر الله

استفغر الله

لست أنا هي

لكنه أذاني

في الليل لا أنام

أحلم كوابس..عنه

أشعر بمغص في بطني

لم تسقط دمعة من عيني عليه

رماني

أذاني

لم أسامحه..

لكني قوية كصخرة جبل الحبيب

من رمادي ابعث كل مرة

لا أحتاج من سموه دواء ولا طبيب..

أبي ..

لا تنظر في عيني

لا تسألني ما بي

أنا وهو ماض عاصف

قبل أن اقبل يديك

انا وهو ضمير راجف

وانا اقفز من القطار بين ذراعيك

انا وهو تهور جارف


اترك كل شيء في أكذال

انا وهو سر خائف

تلك العيون تكذب

يا أبي...

صدقها هنا بين الحروف

أبي ..


هذا مجرد بوح

هذا مجرد بوح

...

أغنية مرسيل التي تبكيني

موسيقى ناعمة

وجه ابي المعذب

امي الغاضبة

اختي تدعو لي في الفجر

ذكرياتي الغامضة

أوراقي كثيرة كانت

لا تعد ولا تحصى

كل دواويني دست عليها

ارمي الكل ورائي

أبقى في غيبوبة الإسفلت شهرا

افتش عن نفسي الهاربة

أرميها دفعة واحدة

أنقد غدرها

تهورها

تعنتها

جرأتها

أيمانها المزعزع في حدود

إلحادها يعانق الوجود

أحللها كما علموني

فأقع في البين...

شريعتي كانت

السن بالسن والعين بالعين

لماذا لا أموت تلقائيا...

لماذا لا انام كل يوم..

ثم أندم ..

أندم

اندم

لولا القلم لإنكسرت

الشعر كياني

الحرف لغتي

الديوان عنواني

وماذا أريد...

أن أنسى ؟

ليس عشقا..

ليس غدرا..

ليس مرضا..

ليس له عذر حتى يقسى ؟

هل انسى عمرا يأسى ؟

سيذوب الثلج

والله سيذوب..

فلتشردني الدروب

أشكي لك حزني

ليس من عادته الشكوى

لغير الله مذلة قصوى

فما الجدوى ؟

ارمي حياتي ؟

وأصنع أخرى ؟

أبي..

انا كلي بوح

انا كلي بوح