[DUBAI ATCO]

أكثر من 28 ألف طائرة جديدة تضاف إلى الأسطول العالمي عام 2026

يسلط الضوء على مستقبل الطيران معرض لوبورجيه 2007



.. وتبقى الإيرباص A380 نجمة المعارض دون منازع

إعداد: علي محمد الهاشم
،، يطل معرض الجو والفضاء العالمي 'لو بورجيه' بدورته 47 هذا العام وفي جعبته الكثير كعادته، ولعل هذا المعرض الجوي الذي يقام مابين عام وعام في مقره الرئيسي بمطار لوبورجيه بالعاصمة الفرنسية الساحرة باريس، لديه نكهة خاصة فهو ليس الأكبر حجما فحسب بل الأطول عرضا لفترة زمنية معينة حيث تستمر فعالياته أسبوعا كاملا، عدا كونه الأقدم عهدا في عالم الطيران (منذ عام 1909). وفي هذا السياق لنا في لوبورجيه محطات متعددة في مجال الطيران سنقوم بالاطلاع على أهمها من خلال السطور التالية، ولن نتحدث عن كم زائر حضر المعرض أو ما هو عدد العارضين فالمعرض يتحدث عن نفسه في كل عام وهو غني عن التعريف، لكن سنتحدث عن بعض الجوانب الأبرز التي جذبت الأنظار إليها وستكون مجزأة حيث لا يمكن حصر كل الفاعليات فهي عديدة ولا تنتهي،،..

التعديلات الأخيرة على إيرباص 350:
- أول التعديلات كان تغيير موقع حجرة الاستراحة للطاقم الطائر للطائرة من أسفل سطح كابينة الطائرة كما هو دارج في إيرباص إلى فوق سقف كابينة الركاب تماما على غرار أسلوب بوينغ في طائرات B777LR/ER الأخيرة. حيث اقتنعت إيرباص اخيرا بأن الموقع الأول أسفل سطح الكابينة يتعارض مع الربحية لأنه يشغل حيزا من حجرة الشحن.
- التعديل الثاني هو اعتماد عجلات هبوط ثلاثية على هيئة ستة عجلات بمفصل واحد كالتي للبوينغ 777 وذلك في نموذجي A350 للمدى البعيد (-900R) والأكبر حجما والاطول بدنا (1000-) حيث له قابلية على الحمل وبقطعة واحدة لا تشغل حيزا كبيرا.
- التعديل الأخير جاء مخيبا للبعض حيث تغير أنف الطائرة (مقدمة الطائرة) من الشكل الانسيابي الخيالي (بعض الشيء) وقد كنت متوقعا ذلك.. ليأخذ شكلا أقل تدببا (حدة / blunt) وذلك حسب ما أفضى به تصميم الكمبيوتر الرئيسي للتصميم النهائي، إلى كونه أكثر الأشكال الهندسية ملاءمة للانسيابية الهوائية من أجل الاقتصاد بالوقود. وقد مرت البوينغ 787 بالإجراء نفسه وتغير شكلها عما هو في الشكل الأولي.
خلاصة القول ان إيرباص ربما اضطرت في النهاية إلى نسخ نموذج محسن للبوينغ الأكثر رواجا حاليا من ناحية المبيعات كأكثر طائرة ذات مردودية واقتصادية في التشغيل حاليا، لكنها لم تضع نموذجا ينافس بصورة تامة للبوينغ 787 المصنوعة كليا من المواد المركبة والتي تحوي تكنولوجيات حديثة التطبيق بمجال الطيران.

سوق الطيران التجاري
يتوقع صناع الطائرات التجارية، وعلى رأسها كل من بوينغ وإيرباص أن يستمر الطلب من قبل شركات الطيران لطائرات ركاب جديدة حيث ان هناك مؤشرات في السوق تؤكد ذلك، ورغم ما يدور حاليا من تغيرات في القوانين المتعلقة بالبيئة والعقبات التي قد تتمخض من جرائها على حرية الطيران، بسبب الضريبة البيئية وازدحام الأجواء وتخلف الأنظمة الملاحية الجوية عن تكنولوجيا الطائرات نفسها فإن جوا من التفاؤل لا يزال يسود أولئك الصناع، وخصوصا بعد تعافي معظم شركات الطيران الأميركية وخروجها من البند رقم 11 للإفلاس وعودتها نحو تحقيق الربحية، فإن تلك الشركات سيكون لديها نهم رهيب نحو تجديد أساطيلها الجوية المهترئة وبالتالي ستمثل سوقا غير محدودة نحو ذلك. وبصدد ذلك تتوقع بوينغ نموا في سوق الطائرات التجارية الجديدة بحيث تصل قيمة هذه السوق إلى 2.8 تريليون دولار خلال العشرين سنة المقبلة. وسيؤدي الطلب القوي على الطائرات الجديدة إلى توفر 28600 طائرة منها، وإذا ما أضيفت إلى الأساطيل الموجودة حاليا، فسينتج عن ذلك أسطول عالمي من الطائرات التجارية يزيد عن 36400 طائرة بحلول عام 2026.
و ستظل الطائرات الأحادية الممر الأكثر طلبا من حيث العدد ويعود في جزء من ذلك إلى استمرار الزيادة الكبيرة في شركات الطيران الاقتصادي.
كما تتوقع بوينغ طلبا قويا على الطائرات الكبيرة ذات البدن العريض مثل بوينغ 777، والأحدث 787 دريملاينر بسبب فعاليتها في استخدام الوقود، وقدرتها على قطع المسافات الطويلة.

البوينغ 787 في سباق مع الزمن
تدخل بوينغ مضمار سوق الطيران التجاري وهي متخمة بمبيعات طائرتها الواعدة B787 الملقبة بطائرة الأحلام أو دريملاينر والتي وصلت حتى الآن 568 طائرة بمبلغ 88 مليار دولار، وهو الأمر الذي يعد غير مسبوق في تاريخ الطيران حيث لم تحقق طائرة قبل اكتمال بنائها مبيعات بهذا الحجم. وتتميز هذه الطائرة الجديدة والتي تعول بوينغ على نجاحها بالاستمرار، بتكنولوجيات طيران غير مسبوقة لعل أبرزها بناء بدنها بالكامل من المواد المركبة أو مشتقات البلاستيك، عوضا عن معدن الألمونيوم الدارج في ذلك. ولكن هذا الأمر أصبح هاجسا وكابوسا حقيقيا لبوينغ خصوصا بعد اكتشاف وجود عدم تطابق ما بين أجزاء الطائرة في الجزء الأمامي من مقدمة البدن حيث هناك فجوة تقدر بنص إنش (بوصة) أي بحدود السنتيمتر الواحد ما بين الجزأين 41 و43 الأماميين الرئيسيين للطائرة، وأن الواقع الافتراضي الذي تم فيه تصميم وتشبيه عملية وصل الجزأين المذكورين لم تكشف عن هذه المعضلة الكبيرة حيث ان الخبرة ببناء طائرات ركاب من أبدان مكونة من المواد المركبة تعد الأولى في تاريخ الطيران ولذلك فهي تحد كبير بالنسبة للصناع، والخبرة في هذا المجال ضئيلة مما قد ينعكس على مصداقية تلك المواد بالنسبة لعامل السلامة عند التشغيل. لكن بوينغ عادت وأكدت أن عملية التغلب على هذه المعضلة قد أصبحت في طور الاكتمال، ولكن الخبراء ينبؤون عن تفاقمها عندما يبدأ الإنتاج الفعلي يأخذ مجراه بالنسبة للطائرة بكامل توصيلات الكابينة ووصلها وهنا سيكمن التحدي الحقيقي.

إيرباص 350.. حان وقت الجد
لم يسبق في تاريخ الطيران أن تعرض نموذج لطائرة ركاب لكم هائل من التعديلات والتغييرات في التصميم كالذي طرأ على النموذج المثير للجدل لإيرباص 350، وهي الآن نموذج مختلف كليا عن النموذج الأولي الذي طرحته إيرباص قبل عامين، فالنموذج الجديد XWB أصبح بدنه أعرض وأكبر، وأصبحت أفضل انسيابية الأمر الذي مكنها من حيازة عدد لا يستهان به من الطلبات ولعل أكثرها أهمية توقيع الخطوط الجوية القطرية عقدا لشراء 80 طائرة منها تشتمل على جميع المناذج (-800 / -النماذج900 / -1000) وكذلك شراء شركة 'يو إس إيروايز' الأميركية 22 طائرة منها لتصبح أول شركة أميركية تقتني هذا الطراز، مفضلة لها على النموذج الأميركي المنافس من طراز بوينغ 787 الأوفر حظا.

حول المعرض
احتوى المعرض على عدة عروض جوية مثيرة، والتي تحتاج هي وحدها إلى حيز خاص بها كي يتم التحدث عنه لكن العروض العسكرية حافظت على زخمها ورونقها وبالطبع حافظ الروس على حضورهم من خلال عرض رائع بمقاتلة الميغ - 29 أو في تي التي قامت بأداء مناورات قتالية مذهلة، برهنت على أن طائرات القتال الروسية ما زالت قادرة على أن تكون مصدر تهديد حقيقي للمقاتلات الغربية.

1ـ طائرة شحن برازيلية
من الأمور الملفتة في المعرض هو الوجود وليس الحضور البرازيلي لقد برهنت البرازيل على أنها دولة لها طموح حقيقي وموقع في سوق الطيران العالمي، ولكن هذه المرة تمحورت الأنظار حول مشروع يعتبر الأكثر طموحا من كونه تصميم طائرة شحن عسكرية متوسطة الحجم هي C-390 بحيث تكون 21.7 طنا وطاقم مكون من اثنين ويدفعها محركان نفاثان. الطريف في الأمر أن اليابان قامت أخيرا بالانتهاء من تحديث نموذج من طائرة الشحن العسكرية C-1 بمحركين جديدين يطابق تماما النموذج المقترح من قبل شركة 'إمبرايير' البرازيلية لنموذج طائرتها C-390، فمن سيربح في النهاية؟

2ـ الطائرة
شكل حضور الطائرة ذات المحركات الدوارة والقادرة على الإقلاع والهبوط العمودي من صنع مشترك ما بين بوينغ وأغوستا الإيطالية علامة بارزة في المعرض، حيث تقدم هذه الطائرة نموذجا فريدا للطائرة الخاصة القادرة على العمل من أي موقع من دون الحاجة إلى وجود مدرج وهي مخصصة لأغراض عدة من أهمها النقل الجوي الإقليمي لرجال الأعمال والبحث والإنقاذ ومهام أخرى.

3ـ نجمة المعرض
في نهاية المطاف تبقى طائرة الإيرباص العملاقة A380 هي نجمة المعرض المتألقة وهذه المرة شاركت بنموذجين اثنين أحدهما شارك بالعروض الجوية والآخر كان ضمن العروض الثابتة على الأرض، ولقد شكلت صفقات الشراء لهذه الطائرة والطلب الذي بدأ يتزايد عليها منعطفا مهما لمصلحة هذا النوع الفائق السعة من الطائرات التجارية.

المقال في صفحة الجريدة PDF

العمودية المتحركة المحركات BA609

النموذج الأخير للطائرة قبل التغيير

الفضاء كان له حضور بارز

الميغ 29

C - 390