العثور على علبة سوداء تعود للطائرة اليمنية .. ومتظاهرون يمنعون طائرة من الإقلاع من مرسيليا إلى صنعاء
لائحة سوداء للطائرات المخالفة لمعايير السلامة لمنعها من الطيران عالميا
متابعة: محمود لعوتة
اقترح الاتحاد الأوروبي إنشاء لائحة سوداء عالمية، تمنع طائرات الشركات التي لا تفي بمعايير السلامة من الطيران في أي مكان في العالم، وليس فقط في المجال الجوي الأوروبي. وفي السياق نفسه أعلن أنتونيو تاجاني مفوض النقل في الاتحاد الأوروبي في حديث لموقع «بي. بي. سي.» أمس، أن خبراء نقل أوروبيين سينظرون فيما إذا كان ينبغي إضافة اليمنية إلى اللائحة السوداء.
وأعلن مسؤول فرنسي أنه تم العثور على صندوق أسود يعود للطائرة اليمنية المنكوبة، بعدما قال دومونيك بوسيرو وزير النقل الفرنسي إن الطائرة اليمنية التي سقطت في المحيط الهندي كانت قد منعت من الطيران في فرنسا لمخالفتها القواعد. وعبر بوسيرو عن قلقه من تحويل الركاب من طائرة صنفت على أنها آمنة إلى الطائرة الأخرى. من جهتها، أكدت شركة الخطوط الجوية اليمنية أنها تطبق بشكل صارم المعايير الدولية على طائراتها، وذلك بعد انتقادات فرنسية لحالة طائرة إيرباص التابعة لها التي تحطمت قبالة شواطئ جزر القمر وعلى متنها 153 شخصا.
وقالت الشركة في بيان نقلته وكالة الأنباء اليمنية إنها «تطبق سياسة صارمة للحفاظ على الجاهزية الكاملة لطائراتها وتجري الصيانة الدورية لها وفقا للمعايير الدولية المتبعة في كبريات الشركات العالمية».
واستغربت الشركة «ما تناقلته بعض وسائل الإعلام من معلومات مغلوطة وتوقعات وتخمينات بحصول مشاكل فنية للطائرة المنكوبة واستباقها لنتائج التحقيق النهائي» مؤكدة أن «سلامة الركاب تأتي في الدرجة الأولى من اهتمامات الشركة في تسيير رحلاتها». وذكرت الشركة بسجلها «النظيف والخالي من أي حوادث على مدى 40 عاما». وكان الجدل حول وضع الطائرة قد احتدم بين باريس والاتحاد الأوروبي وبين صنعاء. وكانت فرق الإغاثة قد أنقذت فتاة ( 14 عاما)، وهي الناجية الوحيدة حتى الآن من بين 150 من ركاب الطائرة اليمنية التي تحطمت في المحيط الهندي قرب جزر القمر، كما عثرت على ثلاث جثث لقتلى الحادث.
وقالت رامولاتي بن علي المتحدثة باسم الهلال الأحمر في جزر القمر إن الفتاة الناجية تتلقى العلاج في مستشفى في العاصمة موروني، مضيفة أن حالتها لا تدعو للقلق. وكشفت الفتاة التي نجت بأعجوبة من الحادث عن بعض التفاصيل التي وقعت عقب سقوط الطائرة في المحيط الهندي.
وقال والد باكاري بايا، الناجية الوحيدة من الحادث ، في تصريحات لمحطة «أي- تيلي» التليفزيونية الفرنسية أمس، إن ابنته سمعت حديث بعض الركاب الذين كانوا يحاولون النجاة من الغرق. وذكر الوالد أنه أجرى مع ابنته مكالمة هاتفية في أحد المستشفيات في موروني عاصمة جزر القمر ، وقالت له: «أبي ، إننا سقطنا في الماء وسمعت أناسا يتحدثون لكنني لم أر أحدا لأن الظلام كان يحيط بكل شيء حولي». وذكرت الفتاة لوالدها أنها رأت فرق الإنقاذ بعد بضع ساعات من سقوط الطائرة، مؤكدة أنها بصحة جيدة الآن.
وقال الوالد إنه تأكد من الطبيب أن ابنته أصيبت ببعض الحروق، لكن حالتها ليست سيئة. وبكت الفتاة عقب إنقاذها من الحادث وسألت عن والدتها التي كانت تجلس بجوارها في الطائرة. وتعيش عائلة الفتاة في أحد الأحياء في العاصمة الفرنسية باريس. وكانت بايا تعتزم القيام بجولة في جزر القمر للتعرف على حضارة أجدادها. في هذه الأثناء أكدت اللجنة العامة للطيران المدني في اليمن، أنه تم رصد بعض الجثث التي تعود لركاب الطائرة تطفو على سطح الماء. وأوضحت مسؤولة الطيران المدني في جزر القمر رشيدة عبد الله إنه لم يعرف بعد سبب الحادث، وأنه لم يعثر بعد على جهازي تسجيل بيانات الرحلة. وكانت الطائرة التابعة للخطوط الجوية اليمنية، وهي من طراز إيرباص 310، قد أقلعت من العاصمة اليمنية صنعاء، لكن معظم ركابها كانوا قد بدأوا الرحلة من باريس أو مرسيليا. كما يعتقد أن الطائرة توقفت في جيبوتي. ولم يتضح بعد سبب الحادث، لكن وزير النقل الفرنسي دومينيك بيسرو قال إن أعطالا اكتشفت فيها خلال عملية فحص تقني في فرنسا عام 2007. وقال الوزير لقناة فرنسية إن الطائرة المذكورة «فحصتها سلطات النقل الفرنسية واكتشفت فيها عددا من الأعطال، ومنذ ذلك الحين لم تعد الطائرة إلى فرنسا».
وأضاف بيسرو: «لم تكن الشركة على لائحتنا السوداء، لكننا أخضعنا طائراتها لفحوص أكثر دقة». لكن وزير النقل اليمني خالد الوزير قال إن الطائرة المنكوبة لم تكن تعاني من مشكلات تقنية، مضيفا أنها خضعت لمراجعة شاملة في أيار (مايو) الماضي بإشراف ايرباص. وتقوم فرق البحث بتمشيط المنطقة بحثا عن المزيد من الناجين بمساعدة الجيش الفرنسي، حيث أرسلت إلى المنطقة سفينتين حربيتين وطائرة. وقال مسؤولون لوكالة الأنباء الفرنسية إنه تم العثور على حطام الطائرة وبقعة زيت كبيرة على بعد بضع كيلومترات من موروني.
وذكر شاهد يسكن قرب مطار صنعاء أن نحو 100 شخص كانوا يحاولون دخول المطار للحصول على معلومات بشأن الركاب، لكنهم لم يفلحوا في ذلك. ومن جهتها اتهمت حكومة جزر القمر فرنسا عقب سقوط الطائرة اليمنية من طراز إيرباص قبالة سواحلها في المحيط الهادي بالتمييز والتحفظ على معلومات خاصة بمشكلات في الطائرة. وقالت إيدى نادهويم نائب رئيس جزر القمر في تصريحات لقناة «فرانس 24 الإخبارية الفرنسية أمس: كان يتعين على الفرنسيين أن يخطرونا بكافة المشكلات الموجودة في هذه الطائرة... كان الأمر سيصبح أكثر سهولة علينا إذا أعطتنا قائمة بطائرات الإيرباص غير الصالحة للطيران». وفي الوقت نفسه أكد نادهويم أن جميع الطائرات التي تهبط في جزر القمر يتم فحصها بشكل دوري ، وقال: إننا نثق بسلطات طيران الدول التي نعمل معها» ، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن هذه السلطات تخضع للفحص الدوري كل عامين من قبل الاتحاد الدولي للطيران. وأضاف نادهويم: غالبية طائرات الخطوط الجوية اليمنية -إن لم تكن جميعها - من إيرباص التي يزعم أنها تقوم بصيانة تلك الطائرات». وكانت مصادر شركة إيرباص الأوروبية لصناعة الطائرات قد ذكرت أن الشركة تقدم استشارات لشركات الطيران فقط ولا تقوم بصيانة الطائرات. ومن ناحية أخرى اتهم نادهويم فرنسا بشكل غير مباشر بالتمييز ضدالمواطنين المنحدرين من أصول قمرية ، وقال: الركاب الذين يتوجهون عبر الخطوط اليمنية إلى جزر القمر فرنسيون بنسبة 99 في المائة...فما هذه التفرقة بين فرنسيين يتعين حمايتهم وفرنسيين يتركون لارتياد هذه الطائرات».
متظاهرون يحتشدون أمام مدخل مطار مرسيليا الفرنسي لمحاولتهم منع طائرة يمنية من الإقلاع مس. الفرنسية
وفي الإطار نفسه منعت مجموعة من المتظاهرين إقلاع رحلة لطائرة يمنية من مطار شارل ديجول متوجهة إلى صنعاء بعد يوم من سقوط الطائرة.
وقالت هيئة خدمات مطار باريس ووسائل إعلام فرنسية إن الخطوط اليمنية ألغت رحلتها المقلعة من مرسيليا. ويحتج المتظاهرون الذين يبلغ عددهم الـ 50 على تقارير قالت إن الطائرات اليمنية المتوجهة من صنعاء إلى موروني في جزر القمر بحالة سيئة.