هذه مقالة أعجبتني بخصوص الطائرة الفرنسية المنكوبة، للكاتب سامي النصف، منقولة عن صحيفة الأنباء الكويتية.
الأغلبية المطلقة من حوادث الطيران تقع ضمن مرحلة الإقلاع + 90 ثانية او مرحلة الهبوط ـ 90 ثانية، اي حين تكون الطائرة قريبة من الأرض والمرتفعات.
حادث الطائرة الفرنسية الايرباص 330 وقع في المرحلة الاقل خطورة ووسط اجواء عاصفة قد تزعج الركاب، الا انها لا تسقط عادة الطائرات، لذا أتت ردود الفعل الفرنسية من شركة الايرباص والخطوط الفرنسية وسلطات التحقيق مريبة وكأنها تود التغطية على شيء ما عبر نشر اشاعات تتعلق بانفجار قنبلة او خطأ طيار او حتى الحديث عن استحالة الوصول للصندوق الاسود (وهو ما قد يحدث بقصد او جهل) للتغطية على الحادث بالكامل،
فماذا حدث؟ وما هي الاحتمالات؟ ولماذا محاولة التغطية المسبقة؟!
إلى عدة سنوات سابقة كانت الطائرات تحلق عبر استخدام الاجهزة الميكانيكية والهيدروليكية التي تتلقى أوامرها مباشرة من دفة الطيار، هذه التقنية استبدلت بتكنولوجيا الطيران عبر الاسلاك الكهربائية (FLY BY WIRE) التي استبدلت تلك المعدات الثقيلة القابلة للصدأ والتسرب الهيدروليكي بـ «وايرات» كهربائية ذكية خفيفة تمرر أوامر الطيار أولا للكمبيوتر الذي يفحصها ويصحح الخاطئ او العنيف منها ثم يمررها للدفة وللوقود وللأجهزة وللمحركات.
وقد ثبت ان تلك التكنولوجيا قد تخطئ كما حدث في 7 اكتوبر الماضي مع الطائرة الاسترالية الايرباص 330 التي تعرضت لمطبات هوائية فأصدر الكمبيوتر اوامر خاطئة للطيار الآلي ادت الى الهبوط الحاد وجرح 115 راكبا، وقد تكرر هذا الأمر مع نفس طائرة الايرباص في 27 ديسمبر الماضي، وقبل ذلك منع جهاز الكمبيوتر الوقود من الوصول لمحركات طائرة الايرباص 330 التابعة لشركة ترانزات الكندية فهبطت بمعجزة ومحركاتها مطفأة بجزر الازور البرتغالية،
وقد تكرر الأمر اوائل العام الماضي مع البوينغ 777 البريطانية التي تستخدم نفس الكمبيوتر وقد هبطت قبل المدرج بعد توقف محركاتها رغم توافر الوقود وقد قيل كسبب آخر: ان تجمد الوقود هو السبب.
وإحدى النظريات القائمة لسقوط الاير فرانس قبل ايام تتهم الجليد كذلك، وانه قد يكون سبب تجمد اجهزة قياس السرعة هو انقطاع التدفئة الكهربائية عنها او عدم كفاية تلك التدفئة وسط العاصفة، ما اعطى التيار 3 سرعات مختلفة وسط اعاصير تجعل انخفاض السرعة يؤدي الى انهيار الطائرة (STALL) وزيادتها تؤدي الى تفككها وتدميرها، مستشهدين بـ 24 رسالة الكترونية ارسلت بشكل آلي من كمبيوتر الطائرة، كما يحتمل ان فقدان الكهرباء بالطائرة بسبب البرق قد تسبب في إعطاء اوامر خاطئة لصمامات الهواء، ما ادى الى فتحها وتسرب الهواء وهو ما يؤدي الى الإغماء خلال ثوان قليلة ويستوجب هبوط الطيار السريع الى ارتفاع 10 آلاف قدم، وهو امر مستحيل بسبب تعطل الاجهزة والعدادات كنتيجة لذلك الانقطاع غير المسبوق.
وأحد الأمور التي ترعب شركتي الايرباص والبوينغ حقيقة ما اذا كان تحولهما من تصنيع الطائرات من معدن الألمونيوم الى البلاستيك والكاربون فايبر قد ساهم في وقوع الحادث الاخير خاصة بعد اشكال ذيل طائرة الايرباص 310 في مارس 2005 المصنوع من الكاربون فايبر الذي سيصنع منه كامل جسم طائرتي البوينغ 787 (الحلم) وايرباص 350 الجديدة القادمة، وقد نشرت جريدة العلوم الحديثة الرصينة بحثا في 22/11/2007 لبعض المهندسين المختصين حذروا فيه من عواقب ذلك التحول.
آخر محطة:
(1) من المبكر التنبؤ الدقيق بأسباب الحادث الذي قد لا نعلمه قط في حال فقدان الصندوق الأسود الذي وقع من ارتفاع 35 ألف قدم فوق سطح البحر الى 23 ألف قدم تحته.
(2) أحد إشكالات علوم سلامة الطيران التقليدية انك قد تنتظر في كثير من الاحيان وقوع الحوادث المؤسفة لمعرفة الأسباب الجديدة لها والتي قد تتراوح بين فداحة اخطاء الاجهزة وفداحة اخطاء الطيارين.
(3) لاتزال الانسانية مبهورة بعالم الطيران لذا تتصدر حوادثه، وبعكس حوادث القطارات والسفن، مانشيتات الصحف الدولية لمدد طويلة.
(4) كان الله في عون وزير مواصلاتنا الجديد الذي أقترح عليه ان يعين له مستشار سلامة طيران ليطلع اولا بأول على ما يحدث بالاجواء حتى يسبق الحدث بدلا من ان يسبقه، و«الدين النصيحة».
هذا مو نفس الموضوع الاصلي ولا انا يتهيأ لي؟؟؟
اهدي توقيعي للاخ يزن