الطائرة تضفي قدرات خفائية وقتالية فائقة
لم تكن صفقة بيع الولايات المتحدة لإسرائيل مقاتلات إف -35، المتعددة المهام وذات القدرة على التخفي عن الرادارات، والطيران بسرعات فوق صوتية دون استخدام معزز الدفع after burner مما يزيد من مداها في التحليق والطواف من دون الحاجة إلى إعادة التزود بالوقود جوا، أمرا مفاجئا بل متوقعا، وإن كانت تلك الطائرة ليست الأولى على قائمة طلبات الأسلحة الإسرائيلية، لكنها تشكل دفعة مهمة ومطلوبة لتعزيز تفوقها على الدول العربية المجاورة ولاسيما سوريا. والحقيقة أن هذه الطائرة تعد من طائرات الجيل الخامس من المقاتلات، ولها أهمية قصوى لدى سلاح الجو الأميركي وعدد من حلفاء اميركا بدول الناتو، ولهذا ثارت حولها ضجة إعلامية، إلا أن هناك أسبابا وأبعادا أخرى لإثارة الضجة حولها.
ثلاثة نماذج لغرض واحد
يشتمل مشروع المقاتلة الضاربة المشتركة JSF كما كانت تدعى المقاتلة «إف – 35» التي هي من صنع «لوكهيد مارتن» الأميركية والشهيرة بصنعها أول طائرة خفية هي «الشبح / إف -117» على ثلاثة نماذج مختلفة، الأول نموذج مخصص للعمل من المطارات الأرضية، وذو حمولة أسلحة عالية يخصص لسلاح الجو الأميركي، والثاني نموذج يعمل من على حاملات الطائرات ويخصص لسلاح البحرية، وذو أجنحة قابلة للطي كي لا تشغل المقاتلة حيزا كبيرا عند تخزينها في مهاجع حاملة الطائرات؛ أما الأخير فهو ذو أجنحة قصيرة وأقل حمولة من الأسلحة، لكنه ذو قدرة على الإقلاع والهبوط العمودي، ويخصص لسلاحي مشاة البحرية الأميركية والبحرية الملكية البريطانية.
F35
وقد استندت النماذج جميعها إلى النموذج الروسي لطائرة البحرية السوفيتية السابقة الملغاة وذات القدرة على الإقلاع والهبوط العمودي «الياكوفليف ياك-141» الأسرع من الصوت، حيث اتفقت سرا شركة لوكهيد الأميركية مع «ياكوفليف» الروسية، بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، على شراء التصميمات الخاصة بالطائرة المذكورة نظير مبلغ كبير من المال بسبب الضائقة المالية التي كانت تمر بها قطاعات الصناعة الجوية الروسية وقتها. وبهذا تكون الولايات المتحدة الأميركية، ولأول مرة في تاريخها تنسخ نموذجا لطائرة روسية بعد أن كانت روسيا إبان الاتحاد السوفيتي تفعل ذلك.
عماد الأسلحة الجوية
إن عملية اختيار سلاح الجو الإسرائيلي لهذه الطائرة المتفوقة لم تأت من فراغ، فهذه المقاتلة تتمتع بقدرة على التخفي عن الرادارت الحديثة، ناهيك عن قدرتها على الطيران بسرعة فوق صوتية بشكل اقتصادي دون استخدام الحارق اللاحق أو معزز الدفع، وبالتالي لا يمكن اكتشافها بسهولة من قبل المجسات العاملة بالأشعة تحت الحمراء، وكذلك يوجد فيها مخازن للأسلحة داخل البدن، ومن شأن ذلك أن يكفل لها بصمة رادارية متدنية، وزودت برادار ذي مسح إلكتروني متواصل وخوذة طيار ذات نظام عرض متطورة بحيث لا يزيغ بصره عن الهدف تماما وتسمح له بتوجيه الأسلحة بالأوامر الصوتية والنظر معا.
آخر الطائرات المقاتلة المأهولة
تصنف المقاتلة «إف - 35» على أنها آخر أجيال المقاتلات التي يقودها بشر؛ حيث يسود توجه كبير إلى الاعتماد على الطائرات القتالية غير المأهولة مستقبلا، وبالتالي ستكون هذه المقاتلة التي تنتمى إلي الجيل الخامس على غرار الطائرة الأحدث والأكبر «إف - 22» أحدث ما توصلت إليه الصناعات الجوية العسكرية العالمية،
F22 Raptors
وعندما نشر في احدى الصحف الروسية أن معركة قتالية تمت محاكاتها بواسطة كمبيوتر خاص بسلاح الجو الأميركي ما بين «إف - 35» والمقاتلة الروسية المتفوقة «السوخوي – 35» وأن النتائج بينت تفوق المقاتلة «سوخوي الروسية عليها،
SU 35
فإن ذلك ما هو إلا حرب إعلامية يشنها الروس ضد الأميركان للتقليل من قدرة الطائرة «إف - 35» وتسويق «السوخوي» ومنافستهم نظرا لعدم وجود البديل الروسي، ولو كان هناك مشروع بذلك لكنه في طور التنفيذ بخطى بطيئة، فالمقاتلة التي صممت للتفوق على السوخوي هي الأقدر «إف -22» وليس «إف -35» تماما كما كانت «إف - 15» صممت لتقصي «الميغ – 25» و« إف -16» لتقصي «الميغ-21 و23» قبل ذلك بأربعة عقود والتجربة خير برهان!.
منقول من القبس