[جمال الصباح]

:: أوروجواي :: (( سويسرا أميركا الجنوبيه ))






أوروجواي هي “سويسرا أمريكا الجنوبية”، والدولة الأكثر أماناً في قارة أمريكا اللاتينية، وهي في الأساس دولة مهاجرين، والأرض التي منحت المأوى والأمل لآلاف الأوروبيين في بداية القرن العشرين. وتقع أوروجواي، أصغر دولة ناطقة بالأسبانية في القارة، بين البرازيل والأرجنتين، وهي واحدة من أوائل الدول التي أسست نظاماً اجتماعياً يهدف لتحسين أحوال معيشة شعبها ورفاهيته. ويعتبر شعبها من الشعوب النموذجية في المنطقة. في عام 1680 أمر الحاكم البرتغالي لريو دي جانيرو ببناء مدينة محصنة في موقع كولونيا ديل سكرامنتو الحالي، على الحدود المتوترة آنذاك بين الإمبراطورية البرتغالية والإمبراطورية الأسبانية، ونظرا لقرب مدينة بيونس ايرس، معقل الأسبان، فقد تعرضت كولونيا ديل سكرامنتو للعديد من الغزوات والحصار وتبدل القوى المهيمنة عليها إلى إن أصبحت جزءا من دولة أوروجواي المستقلة، وقد اعتمدت منظمة اليونسكو مدينة كولونيا ديل سكرامنتو التاريخية “موروثا ثقافيا للإنسانية” في عام 1995. وعلى بعد بضعة كيلومترات من مدينة ديل سكرامنتو، بالقرب من بلدة كارميلو، توجد بقايا مزرعة للأبقار عاش وعمل فيها نحو ألفي هندي. وتغطي هذه المزرعة التي عرفت باسم “استانشيا” أكثر من 140 ألف هكتار كلها مملوكة لمجتمع المسيحيين. وإلى جانب النشاط الرئيسي للمزرعة، وهو تربية الأبقار، كان هناك محجر جيري يعود تاريخه إلى عام 1741. ثم تأسست فيها مزارع للفواكه والكروم، ومن بين المباني القديمة في المزرعة لم يتبق حاليا سوى كنيسة صغيرة تم اعتمادها كمعلم وطني تاريخي. شواطئ ساحرة تمتلك أوروجواي عددا كبيرا من الشواطئ بعضها عالي الأمواج وأخرى خالية منها. بعضها مالحة وأخرى عذبة المياه، وهناك الشواطئ ذات الرمال الذهبية الجميلة والمزدحمة بالزوار، بينما نجد أخرى هادئة مناسبة لمحبي العزلة والهدوء، وهناك شواطئ مكسوة بالخضرة وأخرى شبيهة بالصحراء، كل ذلك يعني أن هذه البلاد تملك شواطئ ترضي كل الأذواق. وفيما بين نهر “ريفر بليت” والمحيط الأطلنطي تقدم أوروجواي لزوارها سواحل يصل طولها إلى 650 كيلومترا، بخلاف البحيرات والأنهار الأخرى، الأمر الذي يوفر تنوعا شديدا في المناظر الطبيعية والأنشطة السياحية والرياضية. وأجمل المواقع موجودة في شرق البلاد، خصوصا بالنسبة لعشاق الرياضات المائية مثل الإبحار الشراعي والتزلج على المياه وركوب ظهر الأمواج، فهناك منتجع “لاجونا ميرين” الواقع على بحيرة تحمل الاسم نفسه على بعد 20 كيلومترا من مدينة ريو برانكو، وقد تم إعلان هذه المنطقة محمية للمياه العذبة من قبل منظمة “الفاو”. وهي مكان هادئ للغاية توجد به شواطئ رملية جميلة ومناطق ظليلة وأكواخ بأسقف ملونة زاهية. أيضا هناك بحيرة “ديل سوس” البالغة مساحتها 5 آلاف هكتار، وهي بحيرة عميقة (7 أمتار قرب الشاطئ و13 مترا في وسطها) وهذه البحيرة مناسبة جدا للرياضات المائية وصيد السمك. ويأتي ثلث السياح القادمين إلى أوروجواي عبر عاصمتها مونتفيدو، التي يقطنها 42 في المائة من السكان، وتوفر هذه المدينة لضيوفها العديد من الأنشطة الثقافية نهارا وليلا، وتشكيلة واسعة من الفنادق والمطاعم، فضلا عن شريط من الشواطئ الرملية الساحرة ممتد لأكثر من 22 كيلومترا، مثل شاطئ يوكيتوس للباحثين عن النشاط الصاخب، وهو على بعد 15 دقيقة من وسط المدينة. وتعتبر منطقة كراسكو أهم منطقة سكنية في مونتفيدو. وهي تتميز بمنازلها الكبيرة قديمها وحديثها، وبشوارعها المخضرة وسكونها، كلها عناصر تتشكل منها البيئة المحيطة بشاطئها ذي الرمال البيضاء الناعمة. وعلى المحيط الأطلسي هناك منطقة كابو بولونيو، التي يمكن بلوغها بوساطة عربة تجرها الخيول أو سيارة رباعية الدفع، وهنا لا توجد كهرباء أو شوارع معبدة أو سيارات أو حساب للزمن، فهي تحتوي على أكواخ ريفية بسيطة ومنازل صغيرة إلى جانب المحيط، حيث تعيش أسود البحر في أمان تام. وأوروجواي دولة ذات مناخ دافئ، ما يتيح للمرء فرصة الاستمتاع بالهواء الطلق على مدار العام تقريبا، كما إن أهلها ودودون يستقبلون ضيفهم بحرارة. وتمتلك البلاد مجموعة من ينابيع المياه الحارة الصافية، والتي تدور حرارتها حول 40 درجة مئوية، ويتميز كل نبع بعناصر جذب خاصة، ولأن مياهها غنية بالأملاح المعدنية فهي صالحة للشرب، بخلاف استخدامها كمسكن لآلام البطن ودواء طبيعي للعلاج.