مشيراً إلى أنها تخالف السياسة العامة لـ«الكويتية» التي توافق عليها الجميع
النصف حاول إخراج الموضوع من سياقه وإضفاء الصفة السياسية عليه
اتمام الصفقة يضع الحكومة أمام أمر واقع من الصعب تداركه
علمت بأن «الكويتية» ستشتري طائرات مستعملة عبر الصحف!!
لم يكن من الجائز أن يتعمد مجلس الإدارة تجاوز الوزير المختص عند تغيير سياسته
النصف أرسل كتاباً لم يذكر فيه أي شيء عن الصفقة ثم قال لي: فات عليه أن يشير!
ثمن شراء الطائرات المستعملة سيتعدى الرقم المعلن من جانب مجلس الإدارة بكثير
عيسى الكندري: أوقفت «النصف» لقطع الطريق على صفقة الطائرات المستعملة
الخطوط التركية تعرض شراء الطائرات الهندية الخمس
أحمد الكريباني يتولى مهام العضو المنتدب في «الكويتية»
بعد إبلاغه بوقفه عن العمل بسبب صفقة طائرات «جيت إيرويز»
سامي النصف: أدرس اتخاذ إجراء قانوني حيال قرار الإيقاف
كتب نايف كريم وسامي وادي:
أكد وزير المواصلات عيسى الكندري أنه قرار ايقاف رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية الكويتية سامي النصف جاء لقطع الطريق على اتمام صفقة الطائرات المستعملة، مشيراً الى ان اتمام الصفقة مع الشركة الهندية يضع الحكومة أمام أمر واقع من الصعب تداركه، إضافة إلى انها تخالف السياسة العامة لـ «الكويتية» التي توافق عليها الجميع، وتم تعديل التشريعات من أجل النهوض بها.
وأضاف الكندري في بيان صحافي ان مبدأ تحديث أسطول «الكويتية» أمر لا خلاف عليه وكان من الضروري ان تتكاتف الجهود من أجل استعادة سمعة هذا المرفق الوطني الهام الذي تجوب طائراته العالم من أقصاه الى اقصاه حاملة اسم بلادها، مشيراً الى أنه كان من المتفق عليه ان يتم تحديث أسطول «الكويتية» بالكامل عن طريق شراء طائرات جديدة من أحدث الطرازات المزودة بأقصى درجات الأمن والأمان وبكل ما يتوافر فيها من تكنولوجيا الطيران الحديث.
تغيير مفاجئ
وزاد الكندري أنه «كان اللافت للنظر هو التغيير المفاجئ في بوصلة عمل (الكويتية) والاتجاه الى شراء طائرات مستعملة، ففي يوم الاثنين الموافق 2013/11/18 – السابق على يوم الثلاثاء الذي اعتبر يوم راحة لجميع الدوائر الحكومية – فوجئت بخبر منشور في جريدة القبس يفيد ان مجلس إدارة (الكويتية) وافق على شراء خمس طائرات مستعملة من شركة طيران هندية بمبلغ يوازي 282 مليون دولار».
وأردف الكندري «ازاء هذه المفاجأة بادرت بالاتصال هاتفياً بالأخ سامي النصف بصفته رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب عقب قراءة الخبر مباشرة فأكد لي صحة هذا النشر. فطلبت منه سرعة وقف السير في إجراءات هذه الصفقة لحين الوقوف على اسباب التغيير المفاجئ الذي طرأ على السياسة المعلنة لهذا المرفق والوقوف على ما تم في هذا الشأن، وتأكيداَ لذلك أرسلت له كتاباً عاجلاً في ذات اليوم يحمل هذا المعنى بكل وضوح».
غير جائز
واعتبر الكندري أنه «لم يكن من الجائز ان يتعمد مجلس الإدارة تجاوز الوزير المختص عند تغيير سياسته، وتجاهل المسؤولية السياسية للوزير أمام سمو أمير البلاد، وأمام مجلس الأمه وأمام أهل الكويت، مع علم مجلس الإدارة ان (الكويتية) من الجهات التابعة لوزير المواصلات، بل ان هذا المجلس تعمد ان يترك الوزير يعلم بأمر هذه الصفقة عن طريق الصحف».
واسترسل الكندري في بيانه «أنه في يوم الخميس الموافق 2013/11/21 حضر الى مكتبي الأخ سامي النصف، ومعه احد أعضاء مجلس الإدارة ومستشار (الكويتية) واثنان آخران من الموظفين، وأكد لنا الاخ سامي النصف ان مجلس الإدارة وافق بالاجماع على شراء الطائرات المستعملة بمبلغ 80 مليون دينار وهو ما يوازي مبلغ 282 مليون دولار».
ونوه الكندري بأن «الأخ سامي النصف ذكر أمام الحضور أنه أرسل لي كتاباً بشأن صفقة الطائرات المستعملة المنوه عنها، ولما أفهمته بأن هذا الكتاب لم تكن له أي علاقة بموضوع هذه الصفقة، وانه كان يتضمن موضوعاً آخر ذكر أنه فات عليه الاشارة الى هذا الموضوع في نهاية هذا الكتاب».
الثمن أكبر
استرسل الكندري أنه «في الاجتماع وجهت سؤالاً للحضور عن كيفية التفاهم على ابرام هذه الصفقة وعمّن قام بذلك، وهل كان ذلك بتفويض من مجلس الإدارة، فكانت الاجابة ان موظفا قام بمفرده باجراء هذا التفاوض وانه كان مكلفاً من الأخ سامي النصف دون أخذ تفويض بذلك من مجلس الإدارة، ثم سألت عما اذا كان التفاهم مع الشركة الهندية قد اقترن بدفع اية مبالغ على سبيل العربون فنفى الحضور دفع شيء من ذلك، فعدت وسألت عن اجمالي المبالغ التي ستتكلفها هذه الصفقة، فقيل ان مبلغ ال 282 مليون دولار سيضاف اليه نفقات التجديد، ومصاريف اعادة الطلاء ومعنى ذلك ان ثمن شراء هذه الطائرات المستعملة سيتعدى الرقم المعلن من جانب مجلس الإدارة بكثير» مشيراً الى ان «الاجتماع انتهى الى الاتفاق على وقف السير في اجراءات هذه الصفقة لحين الاخطار بما يضمن سلامة الاجراءات».
صفة سياسية
وعبَّر الكندري عن مفاجأته بأنه «في تطور آخر فوجئت مرة اخرى في يوم الأحد الموافق 2013/11/24 ان الأخ سامي النصف عقد مؤتمرا صحافيا أعلن فيه أنه ماض في هذه الصفقه ولوح بالقسم الدستوري الذي ينص على الحفاظ على الاموال العامة أم تبديدها وحاول اخراج الموضوع من سياقه واضفاء الصفة السياسية عليه وكان قبلها في يوم 2013/11/21 قد نشرمقالاً في جريدة الأنباء تحت عنوان (محطات) مذكرا فيه بما نصه: (لا يمكن لعاقل أو حريص على المال العام ان يرفض توفير عشرات الملايين من الدنانير عبر شراء الطائرات بدلاً من تأجيرها).
اضطرار
وزاد الكندري «إنني اعلن ان ما حدث على الرغم من قسوته لن يقلل من احترامي واعتزازي برئيس وأعضاء مجلس إدارة الكويتية مع ايماني بأن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضيه، لكنني في النهاية كوزير– وبعد التدقيق في كل ما حدث منذ بدايته ومن كافة جوانبه وجدت نفسي مضطراً الى اتخاذ قرار ما كنت أود أبداً اللجوء اليه بوقف الاخ سامي النصف عن العمل، وقد فرضت علي أمانة المسؤولية، وحرصي الشديد على الالتزام، وعدم تجاوز الدستور والقوانين، وواجبي في الذود عن المال العام وتوفير الحماية الكافية له، ان أتخذ القرار سالف الذكر.
وختم الكندري «لم يسبق لي التدخل في عمل (الكويتية) من قريب أو من بعيد وأن الذي دفعني الى التدخل هذه المرة هو التغيير المفاجئ في سياسة هذا المرفق الأمر الذي أزعج الكثيرين فكيف ينتهي الامر بشراء طائرات مستعملة بعد طول انتظار ورغبة في تحديث أسطول الكويتية الذي كان محط الأنظار وموضع الاعجاب والتقدير في وقت من الأوقات».
في سياق متصل، عقد مجلس إدارة شركة الخطوط الجوية الكويتية اجتماعاً أمس برئاسة رئيس مجلس الإدارة بالتكليف جسار الجسار للبحث في صفقة شراء 5 طائرات مستعملة طراز ايرباص A330 من شركة «جيت ايرويز» الهندية.
وذكر بيان صحافي تسلمت «الوطن» نسخة منه أن مجلس الإدارة اتخذ قراراً بوقف الصفقة المذكورة.
وأضاف البيان أنه ستتم مناقشة صفقة شراء وتأجير الطائرات بوجه عام للخطوط الكويتية إلى اجتماع لاحق.
من جانب آخر وعلى صعيد متصل علمت «الوطن» من مصادرها أن مجلس إدارة الخطوط الكويتية ناقش خلال الاجتماع أمس تداعيات قرار إيقاف رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب سامي النصف عن العمل وكيفية إدارة الشركة خلال المرحلة المقبلة.
وأوضحت المصادر أن الرئيس التنفيذي لـ«الكويتية» الكابتن أحمد الكريباني سوف يتولى مهام العضو المنتدب إلى جانب عمله الحالي كرئيس تنفيذي.
في السياق ذاته أفادت المصادر أن شركة الخطوط الجوية التركية عرضت شراء الطائرات الهندية الخمسة المملوكة لشركة «جيت ايرويز» والتي تخلت عنها «الكويتية».
من جهته، قال رئيس مجلس ادارة شركة الخطوط الجوية الكويتية سامي النصف امس انه قد تم ابلاغه بوقفه عن العمل بسبب خلاف حول صفقة شراء خمس طائرات مستعملة من شركة جت ايرويز الهندية كانت الشركة تعتزم اتمامها.
وقال النصف لرويترز انه لم يذهب لمكتبه وانه ينتظر «حتى يتبلور الموقف» وانه يدرس اتخاذ الاجراءات القانونية حيال قرار الايقاف الذي صدر من وزير المواصلات عيسى الكندري.
وأوضح النصف ان سبب الايقاف يعود لسوء فهم لمغزى المؤتمر الصحافي الذي عقده اول أمس. وقال ان القرار «قائم على مؤتمر صحافي لم يذكر فيه ما ذكر في سبب الايقاف عن العمل». وأكد النصف ان «كتاب الايقاف (عن العمل) يركز على أني قلت اني ذاهب للتوقيع على العقد.. بينما المؤتمر كان لتفنيد ما قيل عن ان الطائرات مصنوعة في الهند وانها سيئة... (المؤتمر الصحافي) كان لايضاح حقائق».
من ناحية أخرى أبلغ مصدر مطلع في الخطوط الجوية الكويتية رويترز ان صفقة شراء الطائرات الخمس من الشركة الهندية «أقرب لأن تكون في مهب الريح» بسبب عامل الوقت مبينا ان مجلس ادارة الشركة الكويتية يعقد حاليا اجتماعا لدراسة تطورات الموقف.
https://alwatan.kuwait.tt/articledetails.aspx?id=320242