منذ عدة أشهر احتفلت وسائل الإعلام بافتتاح أستراليا لأطول رحلات طيرانها بين سيدني ودالاس، وثالث أطول رحلات الطيران في العالم بعد رحلة طيران سنغافورا – نوارك، و سنغافورا – لوس أنجلوس، وهي رحلة شركة 'كونتاس' رقم 747. وقد التحق عدد من الاستراليين والأمريكيين بالرحلة الافتتاحية لعابرة المحيط الهادي والتي سوف تطير لمسافة 13,816 كيلو متر خلال 15 ساعة و 25 دقيقة. وبصرف النظر عن الإعلام الذي يهلل ويصفق لكل ما هو أسرع وأطول وأكبر، فإن الالتحاق برحلة طيران لوقت طويل ليس بالشيء المنقطع النظير، مهما كانت الرحلة مثيرة، فالحكايات دائماً ما تختلف عن الحقيقة. لكن تلك الشهرة الكبيرة التي لحقت بأطول رحلة في العالم ما كانت تستحقها. فلم يتمكن هذا العملاق الطائر من إكمال رحلته الطويلة وأجبرت على الهبوط الاضطراري في نومي بـ نيو كاليدونيا لتتزود بالوقود. ولولا الحساسية الشديدة لطياري شركة 'كونتاس' لكانت لاقت هذه الرحلة نفس مصير الباخرة 'تيتانيك' عابرة الأطلنطي. وبالطبع نفس المسوقين الذين كانوا يروجون لهذه الرحلة قبل انطلاقها، أصبحوا يروجون لتبرير ما حدث مثلما يروج الصحفيين لقصة الهبوط الاضطراري.
رابط المصدر