[s_m_k_1]

سفارة الرياض تنهي معاناة طلاب سعوديين مع أكاديمية طيران أردنية

القضية استمرت 4 أشهر والأكاديمية حجزت شهادات الطلاب الرسمية

الرياض: تركي الصهيل
أسدل الستار أخيرا، عن كامل فصول القضية التي كانت عالقة بين مجموعة من الطلاب السعوديين الدارسين بالأردن، وأكاديمية الطيران الملكية، وذلك بعد أن قامت سفارة الرياض في العاصمة الأردنية عمّان، بالتدخل في الموضوع، وحل الخلاف الذي نشب بين الطرفين على خلفية إصرار الأكاديمية الإبقاء على الشهادات الدراسية الخاصة بالطلاب السعوديين لديها، ورفضها رد أموالهم التي دفعوها لهم، بعد أن قرر الطلاب عدم إكمال الدراسة فيها، لعدم التزام الأكاديمية بالبرنامج العالمي لتدريس الطيران، على حد تعبير الطلاب.

وكان مجموعة من الطلاب السعوديين قد التحقوا بالدراسة في أكاديمية الطيران الملكية في الأول من سبتمبر (أيلول) عام 2004، واستمروا فيها لغاية الأول من إبريل (نيسان) عام 2005، قبل أن يقرروا ترك الدراسة فيها، بعد أن تراوحت المبالغ التي قام بدفعها كل منهم كدفعة أولى، ما بين الـ 3 والـ 5 آلاف ونصف دولار.

وقام الطلاب السعوديون باستنفاد كافة الطرق والأساليب لإقناع أكاديميتهم السابقة لتسليمهم شهاداتهم وأوراقهم الرسمية، إلا أن الأكاديمية أصرت على الإبقاء على شهاداتهم، مما دفع بالطلبة إلى طرق أبواب كثيرة، حيث كان من ضمن مقترحاتهم التي كانوا سيلجأون إليها، سلطة الطيران المدني الأردنية، ووزارة النقل، قبل أن يتقدموا بخطاب للسفارة السعودية في الأردن، لتقوم على إثره بمتابعة قضية الطلبة السعوديين مع الأكاديمية.

واستمرت معاناة الطلاب السعوديين مع أكاديمية الطيران الملكية لقرابة الـ 4 أشهر، انقطعوا خلالها عن الدراسة لمتابعة مجريات القضية، قبل أن تصل معاناتهم لأكاديمية الشرق الأوسط للطيران، لتقوم بقبولهم لديها لمتابعة دراستهم، مراعية في ذلك الظروف الصعبة التي كان الطلبة يمرون بها، حتى أنها قامت بقبولهم من غير شهاداتهم الأصلية، في موقف عده حمد صنهات العتيبي، أحد الطلاب السعوديين المتضررين «لفتة إنسانية تستحق الإشادة»، مشيرا إلى أن الأكاديمية الجديدة التي التحقوا بها عوضا عن تلك التي كانت طرفا في أزمتهم، تعاونت معهم بشكل كبير، وتكفلت بتوكيل محام بأقل التكاليف لمتابعة قضيتهم، ليتفرغوا تفرغا تاما لمتابعة دراستهم.

ولم يرغب الطلاب السعوديون بتصعيد قضيتهم للمحاكم خوفا من أن تطول المسألة، يقول حمد العتيبي: «لم نرغب أن ندخل في دهاليز المحاكم، وعقد جلسات للترافع في القضية»، لافتا إلى أن القضية استمرت زهاء الـ 4 أشهر، وهي معلقة، في ظل إصرار أكاديمية الطيران الملكية الإبقاء على شهاداتهم.

وتعود الأسباب في تفضيل الطلاب السعوديين ترك أكاديمية الطيران الملكية، كما يقول العتيبي: «لعدم التزام الأكاديمية بالنظام الأميركي في دراسة الطيران، حيث ينص النظام الأميركي، على أن تكون مدة الدراسة 18 شهرا، 6 منها دراسة عامة، وأخرى مماثلة لدراسة المحركات، وثالثة لدراسة الهياكل»، بينما قامت الأكاديمية طرف الخلاف بتدريس اللغة الإنجليزية لطلابها قرابة الـ8 أشهر، في حين ستقوم بجمع دراسة المحركات والهياكل سوية واختصارها بـ 10 أشهر، الأمر الذي دفع بالطلاب السعوديين لاتخاذ قرارهم بمغادرة الأكاديمية وعدم إكمال دراستهم فيها.

وحاولت الأكاديمية أن تدخل مع الطلاب السعوديين في مفاوضات عديدة، تمثلت بأن تقوم هي بتسليمهم شهاداتهم الأصلية، على أن يتنازل الطلاب عن المبالغ التي قاموا بدفعها، بالرغم من أن المدة التي قضوها في الأكاديمية توجب اقتطاع مبلغ 2000 دولار فقط، من المبالغ التي قدموها لدى تسجيلهم، قبل أن تتدخل سفارة الرياض لدى عمّان في الموضوع، الأمر الذي قامت الأكاديمية على إثره، بإعادة الشهادات الرسمية للطلبة السعوديين، واقتطاع مبلغ مكوثهم في الأكاديمية، وإعادة المبالغ المتبقية للطلاب السعوديين، لينتهي بذلك أحد فصول المعاناة التي يعانيها الطلاب السعوديون في الأردن وغيرها من بلدان العالم مع المعاهد وأكاديميات القطاع الخاص. الشرق الاوسط 01/02/2006

المصدر
https://www.aawsat.com/details.asp?se...3&issueno=9927