؟ كيف بدأت شركة طيران الخليج، وما تاريخها؟
- تأسست شركة طيران الخليج في مارس (آذار) عام 1950 في البحرين وبدأت العمل بطائرة واحدة من طراز أنسيتANSET ذات السبع مقاعد وكانت تسيّر رحلاتها إلى الظهران ثم توسع الأسطول إلى أربع طائرات (2 أوستر ودي هافن بالإضافة إلى طائرة أوستر).
وفي عام 1951 دخلت شركة الخطوط الجوية البريطانية كأكبر مساهم في الشركة بنسبة 26٪ وتولت إدارة الشركة التي كان رأسمالها آنذاك 25 ألف جنيه استرليني وامتدت شبكة الخطوط لتشمل الدوحة والشارقة بالإضافة إلى الظهران، وتقرر رفع رأسمال الشركة إلى 50ألف جنيه استرليني عام1953 أما في عام 1957فقد قفز رأس المال إل 100ألف جنيه استرليني وتقرر في العام نفسه تأسيس شركة الخليج للخدماتASGUL باس حالياً بالاشتراك مع مؤسسة يوسف بن أحمد كانو وبنسبة 51٪ وتولت إدارتها بالاشتراك مع مؤسسة يوسف بن أحمد كانو وبنسبة 51٪ وتولت إدارتها شركة طيران الخليج، وتواصل تطوير الشركة بشراء طائرتين من طراز (DC3) وذلك عام 1961 حتى أصبح لها أسطول يتكون من ثمان طائرات (2 DC3 و4 هيرون و2 دوف)، وامتدت شبكة الخطوط لتشمل دول المنطقة، وحرصاً من الشركة على مزيد من التطوير قامت بشراء طائرتين من طراز فوكر 27(FOKER 2) ذات المحركين لتغطية الطلب بالسفر على طيران الخليج، وفي عام 1967 تم تأسيس شركة فنادق البحرين كشركة مساهمة بين شركة طيران الخليج وحكومة البحرين وبعض المساهمين من القطاع الخاص، لذا تقرر رفع رأسمال الشركة من 750,287 إلى 000,500 جنيه استرليني وذلك عام ,1968 وتم إضافة طائرات جديدة BACI - 11النفاثة إلى أسطول الشركة. ويعد عام 1973 عام التحول في تاريخ الشركة حيث قررت الدول الأربع الخليجية شراء حصص المساهمين في شركة طيران الخليج المحدودة وذلك لتسيير رحلات أكثر إلى هذه الدول والدول المجاورة لها، وقررت كل من إمارة أبوظبي ومملكة البحرين وسلطنة عمان ودولة قطر شراء ملكية الشركة بالتساوي أي بنسبة 25٪ لكل من الدول المالكة، وبدأ العمل بعد أن تم تسجيل الشركة في يناير (كانون الثاني) 1974 باسم طيران الخليج، وهذا يعد تحولاً كبيراً في تاريخ مسيرة الشركة التي بلغ رأس مالها عام 1978- 28 ملون دينار بحريني مساهماً بالتساوي بين الدول المالكة.
الجدير بالذكر أن في أوائل السبعينات استخدمت طيران الخليج طائرات(BAC - 11) وطائرات (VC - 10) المؤجرة من BOAC وعندما امتدت رحلاتها إلى دول الشرق الأوسط والهند وأوروبا قررت الشركة شراء طائرات تليق بسمعتها، فاشترت أربع طائرات من طراز ترايستار (TRISTAR) ذات الثلاث محركات وذلك عام ,1976 وفي عام 1977 تم شراء طائرات بوينج 737 - 2000 النفاثة، وقد استغني في عام 1979 عن جميع الطائرات القديمة وأصبح أسطول الشركة كله حديثاً، وتقرر إنشاء ورش ومرافق للصيانة والتدريب، وإعداد المرحلة الثانية لتملك الدول الخليجية الأربعة.
؟ كيف بدأت مرحلة توحيد الأسطول؟
- بعد تولي علي بن إبراهيم المالكي إدارة الشركة في يناير 1981 تم توحيد الأسطول وتقسيمه إلى نوعين:- الترايستار والبوينج,737 مما انعكس ذلك إيجاباً على الأداء والإسهام في إيجاد وفورات اقتصادية في التشغيل، وهكذا أصبح عدد طائرات الترايستار 11 طائرة بدلاً من 6 فضلاً عن التغيير الملحوظ الذي شهده طاقم الطيارين، ولا شك أن قيام الدول المالكة بمنح الشركة الحماية اللازمة في حقوق النقل الجوي وتغطية خسائرها المتراكمة من خلال الزيادة المستمرة في رأس المال ودفع حصص المساهمة وقيام المصارف الوطنية في الدول المالكة بتقديم تسهيلات ائتمانية كبيرة ساعدت الشركة على تخطي أزماتها وأتاحت لها تدفقاً نقدياً مكنها من تسيير أعمالها دون عوائق أو مشكلات.
مرحلة التحديث
مما لا شك فيه أن ما شهدته الشركة من توسع وانطلاقة بدأ عام 1980 يعد أهم إنجاز في مسيرتها لاسيما تحديث الأسطول واستخدام الطائرات النفاثة ذات الحجم الكبير، وتحول الشركة من شركة محلية إقليمية إلى شركة خطوط دولية تربط بين ثلاث قارات وهي آسيا وأوروبا وإفريقيا. هذه الانطلاقة فرضت على الشركة تأهيل الكوادر الوطنية المحلية سواء في قطاعات التشغيل أو الصيانة أو الإدارة، لذلك كان لابدّ من التصدي للمشكلات التشغيلية ومحاولة تجاوزها لضمان استمرارية التوسع والانطلاق إلى الربحية.
ففي المجال المالي كان لقلة رأس المال وشح الموارد المالية الأخرى أثر بالغ في أداء الشركة؛ مما دفعها إلى الاقتراض لتفادي المشكلات النقدية.
وكانت الإدارة التنفيذية للشركة أكثر اعتماداً على الأجانب دون المواطنين الخليجيين، وكانت إدارة الشركة تمارس نشاطات متعددة: كالتموين والخدمات الأرضية والأعمال الفندقية من خلال الشركات التابعة لها، مما لم يسعفها في التركيز على شؤون الطيران والتصدي للمشكلات المعقدة التي واجهتها الشركة.
لقد استطاعت الشركة تحسين أوضاعها في أواخر السبعينات والنصف الأول من الثمانينات تدريجياً حتى بلغت مرحلة التركيز والاستقرار، وبدأ أداؤها بعد هذه المرحلة يتحسن بشكل ملحوظ حتى بلغ مستوى متميزا نافست فيه شركات الطيران العالمية، وحققت مردوداً مالياً متميزاً، فشكل منعطفاً مهماً في مسيرتها وتعززت مواردها المالية، مما دفعها إلى التفكير الجدّي في المستقبل خصوصاً بعد أن شهدت صناعة النقل الجوي تغيرات نوعية في استراتيجياتها وهياكلها التشغيلية والفنية وما صاحب ذلك من حركة تحرير القيود(Deregulation) التي شهدتها أوروبا وأمريكا في أوائل الثمانينات، وقد نتج عن هذه الحركة ظهور شركات عملاقة أخذت تسيطر على الأسواق الدولية من خلال ما انتهجته من سياسات تسويقية ولجوء إلى تخفيض أسعار التذاكر دون الالتزام بما حددته أياتا (IATA) من أسعار، وقد ساعدها على ذلك حجم أساطيلها الكبيرة، مما أدى إلى انخفاض تكاليف النقل نتيجة تمتعها باقتصاديات ناجحة.
وحيال هذا التحديث القادم من هذه الشركات العملاقة المنافسة لشركة طيران الخليج لم تبق الإدارة مكتوفة الأيدي، وإنما اتخذت الإجراءات الضرورية للتكيف مع هذا الواقع الجديد، والتعامل معه بما يساعدها على مزيد من التطور والتقدم ومواجهة كل التحديات بموضوعية وتخطيط محكم.
تحياتي