صفقة مرتقبة بـ8.5 مليار ريال في يناير المقبل
قطر تقترب من الاستحواذ على «مانشستر يونايتد»
لندن - نور النعيمي
قالت مصادر قريبة من صفقة محتملة بين قطر ونادي مانشستر يونايتد لـ «العرب»، أمس، إن الصفقة التي ترددت أنباء قوية بشأنها «قد تبرَم في فترة الاستراحة الشتوية (مطلع يناير المقبل)، إذا سارت المفاوضات بالشكل المطلوب».
وقالت المصادر -التي فضلت عدم الإفصاح عن هويتها؛ لتعلق الصفقة بجوانب مالية- إن مبلغ 1.5 مليار جنيه إسترليني (8.5 مليار ريال قطري)، الذي تردد أمس عن الصفقة، «ربما مُبالَغ فيه إلى حد كبير».
ورفض المتحدث باسم عائلة «غليزر» الأميركية المالكة للنادي، تأكيد أو نفي أن تكون قطر بصدد إبرام صفقة استحواذ كاملة أو إعادة تمويل الدين لاكتساب «خيار الشراء» أو ما إذا جرى نقل ملكية أسهم إلى الجانب القطري.
وأضافت المصادر أن مستثمرين قطريين، لم تحددهم، «حضروا المباراتين الأخيرتين لنادي مانشستر يونايتد، التي جرت على ملعب أولدترافورد».
وكانت صحيفة «ديلي ميرور» اللندنية، قد قالت أمس، إن مجموعة قطر القابضة -وهي الذراع الاستثمارية لجهاز قطر للاستثمار- تخطط لتقديم 1.5 مليار جنيه إسترليني، لشراء مانشستر يونايتد.
وقالت مصادر صحافية مستقلة، أمس، إن اتفاق الرعاية الذي أبرمته قطر مع نادي برشلونة الإسباني بقيمة (125 مليون دولار) خلال الأيام القليلة الماضية، عزز التكهنات بأن قطر تسعى للاستحواذ على نادي مانشستر يونايتد عبر بوابة إعادة تمويل ديون النادي الضخمة.
ومن شأن العرض القطري، أن يجعل عائلة «غليزر» أكثر من سعيدة، فهي بهذا تتخلص من كل الديون المتراكمة على الشياطين الحمر، بالإضافة إلى أنها ستستعيد كل أموالها المدفوعة مما يجعل هذا البيع أكبر صفقة مربحة في تاريخ العائلة.
ويرى محللون استثماريون مراقبون لتطورات الصفقة أن قطر غيَّرت أكثر من مرة من تكتيكات الاستحواذ، إذ بدا في وقت سابق أن صفقة محتملة ربما تبرم بين قطر والنادي البريطاني العريق الذي تأسس قبل 132 عاما، وتقضي بسداد 220 مليون جنيه إسترليني كجزء من ديون النادي البالغة نحو 710 ملايين جنيه إسترليني، وذلك مقابل حصة حاكمة في أسهم النادي، لكن الآن فإن الحديث يدور حول استحواذ كامل يشمل سداد الديون، وسداد قيمة استثمارات «غليزر» المالكة للنادي.
وستتيح الصفقة المُزمعة لقطر التي نالت مؤخرا شرف تنظيم مونديال 2022، إزاحة عائلة «غليزر» التي تملك أكثر من %27 من أسهم النادي الذي يشجعه أكثر من 330 مليون شخص حول العالم، بحسب إحصاءات غير رسمية.
وكان موقع «ويكيليكس» الذي اهتم مؤخراً بنشر وثائق مثيرة للجدل تتعلق بالسياسات الأميركية، قد كشف في وقت سابق عن أن الحاكم العسكري في جزيرة بورما «ثان شوي» كان يستهدف شراء نادي مانشستر يونايتد مقابل 643 مليون جنيه إسترليني.
ووفقا لمراقبين، فإن الخيارات المطروحة أمام عائلة «غليزر» للتعامل مع ديون النادي الضخمة «محدودة للغاية» إذ لا يوجد بديل لها أمام خيارات الاستحواذ من قبل أطراف خارجية، ما يعني أن عائلة «غليزر» مستعدة الآن وأكثر من أي وقت مضى للبيع.
وسبق لصحيفة «ديلي ميل» أن قالت، الأسبوع الماضي، إن مجموعة من رجال الأعمال القطريين أجروا محادثات غير رسمية العام الماضي مع مسؤولين في نادي ليفربول في محاولة لإقناعهم ببيع ناديهم.
وقال كاتب العمود الرياضي الشهير في صحيفة «ديلي ميل»، نيك هاريس، الأسبوع الماضي، إنه رغم أن استراتيجية قطر للاستثمار حاليا تبحث عن جلب الأحداث الدولية إلى قطر، مثل (مونديال 2022)، إلا أن ذلك لا يمنع برأيها من بحث الفرص الاستثمارية الواعدة في الخارج.
يذكر أن حالة التعثر هذه ليست الوحيدة في تاريخ نادي مانشستر يونايتد، إذ واجه النادي الإفلاس عام 1902، ولكن جون هنري ديفيز، رجل الأعمال، دفع ديونه البالغة وقتها 500 جنيه إسترليني، وغيَّر اسمه من «نيوتن هيث» إلى «مانشستر يونايتد»، كما غير ألوان الفريق من الذهبي والأخضر إلى الأحمر والأبيض.
تدخل حكومي
وفي مطلع الشهر الحالي، قالت الحكومة البريطانية إنها ستحقق في مشاكل الديون المستحقة على أندية كرة القدم المحترفة وستدرس «تدخلا استراتيجيا» في إطار تحقيق واسع النطاق في طريقة إدارة اللعبة.
ويسود قلق بشأن الديون المستحقة على أندية كبرى مثل مانشستر يونايتد وليفربول، كما سلط مثول أندية عديدة أمام المحاكم في الفترة الأخيرة في محاولة للتصدي لوضعها تحت الحراسة القضائية الضوء على مشاكل تتعلق بالهيكلة.
وقالت الحكومة الممثلة بوزارة الثقافة والإعلام والرياضة، إنها ستستجيب من خلال التحقيق، ليس فقط للتغطية المكثفة لناديي ليفربول ومانشستر يونايتد، بل للقلق المتنامي بأن مشجعي الأندية في البلاد لا يستفيدون من الضوابط الحالية.
وتتضمن الخطة العمل على إصلاح اللوائح من أجل دعم ملكية المشجعين لأندية كرة القدم، كما سيدرس التحقيق إمكانية قيام الحكومة بتدخل استراتيجي في إدارة الأندية.
وقال البيان «سوف نبحث سبل دعم مشاركة المشجعين في عمليات اتخاذ القرار وسندرس ما إذا كانت الضوابط الموضوعة الحالية مناسبة».
أرقام وتواريخ
* في مايو 2005، اشترى مالكولم غليزر، حصة %28.7 من أسهم نادي مانشستر يونايتد من رجلي الأعمال مكمانوس وماغنير، وحصل بالتالي على حصة مسيطرة من خلال شركته الاستثمارية المحدودة.
* تم تقييم النادي عند تنفيذ الصفقة بحوالي 800 مليون جنيه إسترليني (1.5 مليار دولار).
* في يوليو 2006، أعلن مانشستر يونايتد خطة لإعادة تمويل ديونه البالغة حينها 66 مليون جنيه إسترليني، مما أدى إلى انخفاض حساب مدفوعات الفائدة السنوية للنادي بنسبة %30.
* في يناير 2010، بلغت ديون النادي 716 مليون جنيه إسترليني (1.17 مليار دولار)، ما أجبر النادي على إصدار سندات بقيمة 504 مليون جنيه إسترليني لمساعدته على سداد ديون مستحقة للمصارف الدولية بقيمة أكثر من 509 مليون جنيه إسترليني، وتبلغ الفائدة السنوية على السندات التي يستحق سدادها في فبراير 2017، نحو 45 مليون جنيه إسترليني سنويا.
* دفعت الديون الكثيرة على النادي والخطط المتكررة لإعادة هيكلتها، مشجعيه إلى الاحتجاج يوم 23 يناير 2010، على ملعب «أولد ترافورد»، ومركز التدريب في نادي مانشستر يونايتد، وحثت (جماعات دعم) خلال المباراة للفريق جرت ذلك اليوم، جموع المشجعين لارتداء ألوان الذهبي والأخضر، وهي ألوان النادي الأصلية عندما كان اسمه «نيوتن هيث»، في تحرك ذي دلالة على سيطرة أقطاب المال على النادي.
* في 30 يناير 2010، ظهرت تقارير تفيد بأن مسؤولين في رابطة أنصار نادي مانشستر يونايتد، عقدوا اجتماعات مع مجموعة من المشجعين الأثرياء، يطلق عليها اسم» فرسان الأحمر»، لبحث خطط شراء حصة عائلة «غيلزر». التي تسيطر من خلالها على النادي.
https://www.alarab.com.qa/details.php...=1099&secId=20