سعوديون يتجنبون الإعلام خشية من مشاهد ضحايا كارثة جدة
 

ما زال الحزن يخيم على أهالي جدة، والمارين ببقايا الدمار البشري والمادي الذي خلفته "فاجعة" السيول قبل 14 يوماً، فحتى أولئك الناجين من تداعيات الكارثة، كان لهم مع الحزن وقفات، فلا تكاد ترى مظاهر الفرح أو تسمع أصوات الموسيقي حتى بين المراهقين عند إشارات المرور.

فما بين رغبة الاطلاع على مخلفات الكارثة بدافع من الفضول البشري، أو رغبة في معايشة المنكوبين والإحساس بحجم الدمار الذي لحق بهم في عقر بيوتهم وأحيائهم المصرح ببنائها من أمانة المحافظة، ساد الحزن في نفوس البعيدين عن الكارثة، إلا أن لسان حالهم يقول "الحزن أصابنا، والبلسم فيما ستعلن عنه للجنة التقصي والتحقيق من أسباب الفاجعة ومحاكمة المتورطين فيها".

ولم تقتصر فوبيا الخوف من المطر بين أهالي جدة فقط، بل عمت أرجاء مناطق البلاد السعودية، حين وضعت مشاهد الفيديو في وسائل الإعلام الالكترونية المختلفة من هم خارج جدة في قلب الحدث، فما بين مشهد انتشال جثة طفل، هناك عشرات المشاهد لغرق جماعي لعائلة داخل سيارتها.

وقد شددت عوائل سعودية وأخرى مقيمة في البلاد، على منع دخول الصحف المحلية إلى البيوت رغبه في تخفيف أي اثأر نفسية تلحق بالأطفال والنساء جراء مشاهد صور الموت الفاجع.

ويقول أحد الموطنين السعوديين، الذي التقته الـ "العربية.نت" في مخطط المساعد في حي قويزة أكبر الأحياء التي تضرر من السيول، "اقطن في أحد أحياء شمال جدة بعيداً عن تداعيات الكارثة، إلا أنني حضرت هنا للوقف على حجم الضرر الذي تعرض له أخواننا وأشقائنا من مواطنين ومقيمين".

ولم يخف الموطن الأربعيني تركي الشيخي ندمه على الحضور بعائلة إلى الموقع الأكثر ضرراً في الكارثة، حيث يقول "تأثرت نفسياً بما شاهدت أنا وزوجتي، وبكاء الأطفال لم يتوقف، وكوابيس الليل تطاردهم في منامهم."

وأضاف بصوت ملئوه الحزن "تعرضنا بعد جولتنا في المنطقة المنكوبة للكثير من الفيروسات التي عمت المنطقة، لكنه استدرك "رغم ذلك كان لا بد من أن نعايش ما عاشه أخواننا وأهلنا من المنكوبين.. المصاب كبير والحدث جلل، والأمل معقود على للجنة خادم الحرمين للكشف الحقائق واشفاء ضمائر الناس".

ويقول الموطن مساعد الشهري، خلال لقائه مع "العربية.نت" في منطقة مخطط المساعد بمحاذة طريق الحرمين السريع: "أنا هنا لمساعدة أسرة أحد الأصدقاء للبحث عن جثثه أحد أبنائها الذي مازال مفقود، بعد أن كان أخر اتصال له مع عائلته ليل مساء يوم الأربعاء الأسود".

ومن القصص التي لا تزال عالقة في ذهن كل سعودي يقطن جدة، وخارجها، قصة الطفله ذات التسع سنوات، التي أخذ السيل عائلتها المكونه من 8 أشخاص، والتي شاء القدر أن تكون عند أحد الجيران تلعب وتمرح، والسيل يقتل ويشرد المئات.




https://www.alarabiya.net/articles/2009/12/10/93709.html

رد: سعوديون يتجنبون الإعلام خشية من مشاهد ضحايا كارثة جدة
 

رد: سعوديون يتجنبون الإعلام خشية من مشاهد ضحايا كارثة جدة
 

مشكورة على المرور