:: Flying Way :: - عبدالرحيم باشيخ رحمه الله ـ سيرة ذاتية

عبدالرحيم باشيخ رحمه الله ـ سيرة ذاتية

السيرة الذاتية
الاسم : عبدالرحيم عبدالقادر باشيخ
تاريخ ومكان الميلاد: جده 1372هـ
الوظيفة: مراقب جوي/مراقب منطقه
المرتبة/ العاشرة
تاريخ التعين/ 25/8/1392هـ
الأعمال التي عمل بها خلال الخدمة:
1- فني اتصالات . تليفون لاسلكي
2- مراقب اقتراب آلي بدون برادار
3- مراقب اقتراب آلي برادار
4- مراقب منطقه بدون رادار
5- مراقب منطقه برادار
المؤهلات العلمية: كــفاءة متوسطة
الشهادات الفنية والدورات الداخلية الرسمية:
1- دبلوم مراقبه جوية أساسيه: جده 6 أشهر 10/7/1400هـ
2- مراقب منطقه بدون رادار : جده 10 أسابيع 9/6/1403هـ
3- اقتراب آلي برادار : السويد مالمو 8 أسابيع 26/2/1981 م
4- أساسيات الأشراف وتطبيقاتها في المطارات: جده 8 أسابيع 24/8/1423هـ
الشهادات الفنية والدورات الخارجية الرسمية:
1- مشرف الاتصالات اللاسلكية: المعهد الأوروبي للمراقبة الجوية 8 أسابيع 2/9/1977م

بدء عبدالرحيم باشيخ عمله في الطيران المدني كفني اتصالات HF RADIO وكان وضع الراديو عالي التردد تلك الأيام لا يوصل أكثر من 130ميل،وكان فنيي الاتصالات يعملون ريلي مسج Relay Messageبين المراقبين والطيارين، ومن خلال هذا العمل أحب عبدالرحيم باشيخ المراقبة الجوية وعشقها.
في عام1975م دخل الرادار مطار جده، وكان عبدالرحيم ملم بالمراقبة الشيء الكثير وفي تلك السنة بدأ يعمل كمراقب جوي بدون أي دوره و كان عمله في هذه المهنة بناءً على إشادة رؤسائه وزملائه بالعمل فقد تبناه مدير وحدة المراقبة الجوية بجدة آنذاك محمود غلام، و كان عبدالرحيم رحمه الله من المقدرة والكفاءة والاحترافية في أداء العمل يتحدى المراقبين الذين تخرجوا من لندن بعدد الرادار فيكتور RADAR Vector، فحصل عام 1977م على الرخصة قبل حصوله على الدورة التحويلية والتي حصل عليها عام 1980م/1400هـ.
عرفته كمدرب في دورة الاقتراب الآلي عام 1422هـ بجدة وقد شدني رحمه الله تعالى بأخلاقه العالية ومعلوماته الغزيرة وقدرته على توصيل المعلومة وإثراء التدريب بتقنيات متعددة لاستخدام الرادار في المراقبة الجوية، وكان يعاملنا رحمه الله تعالى على أننا زملاء مهنة ولم يكن يتعامل معنا على أساس مدرب ومتدرب، فحضي رحمه الله تعالى بالاحترام والتقدير من جميع المتدربين وكان علامة مميزة في تلك الدورة.
خلال سنوات العمل المتلاحقة كنت أحضى بلحظات أسمع فيها صوته على الخط الساخن من خلال العمل اليومي بحكم التنسيق اليومي بين المراقبين الجويين في وحدة المراقبة الجوية بجدة كونه يعمل مراقب منطقة ووحدة المراقبة الجوية بالرياض كوني أعمل مراقب اقتراب فكانت سرعة استجابته للاتصالات وأخلاقه العالية مع زملاءه المراقبين الجويين والطيارين علامة مضيئة يشيد فيها الجميع.
شاء القدر أن ألتقية خلال فترة التدريب التي قضيتها صيف العام الماضي في مطار الملك عبدالعزيز بجدة كمراقب منطقة وكان رحمة الله معنا في تلك النوبات، فكنت أستغل فترات الراحة لأجلس معه ونتحدث سوياً عن بعض الأمور واستفسر منه عن بعض الأمور وكان بطيبته وكرم أخلاقه وروحه المرحة يجيب على استفساراتي ويثري النقاش بالعديد من المعلومات من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال، وقد طلبت منه تحديد يوم معين نجتمع فيه لأنني كنت أريد أن أكتب بعض المواقف والقصص حدثت له خلال عمله في مهنة المراقبة الجوية وكان رحمة الله قد وعدني بلقاء نجلس فيه سوياً ليروي لي بعض المواقف .. لكن مرت فترة التدريب بسرعة ولم أجلس مع أبو قدوري كما وعدني ووعدته .. وهاهو القدر قد جاء فأخذ الله أمانته.. ورحل أبو قدوري دون أن يكون ذلك اللقاء.
إن الأوسمة والألقاب والجوائز والمناصب تظل في الدنيا.. يتركها الإنسان عند وفاته، لكن الأخلاق والسمعة الحسنة والسلوك الراقي وخدمة الجميع واحترام الناس هي الأوسمة والجوائز والألقاب والمناصب الحقيقية التي تنفع الإنسان في حياته وترحل معه عند وفاته وقد كان عبدالرحيم باشيخ نعم الأخ والزميل بأخلاقه الحسنه وسمعته الطيبة وسلوكه وتعامله الراقي مع الجميع والذي كسب من خلالها احترام وتقدير الجميع .
رحمك الله أبو قدوري رحمة واسعة وأسكنك فسيح جناته وألهم أهلك وذويك الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون.

في الختام أشكر الزميل/ بندر الشمري على تزويده لي بهذه المعلومات لكتابة السيرة الذاتية للزميل الراحل عبدالرحيم باشيخ رحمه الله.

أيها الراحل وداعاً..
إن للمهنة جسد عندما يتعرض لأي خلل فإنه بالتأكيد يسري وينتشر إلى باقي أجزاءه.. وعندما تفقد المهنة جزءًا من جسدها المنهك فإن الألم يزيد ويكبر ويتألم معه أجزاءه الأخرى..
للمهنة كلمةٌ لحدث جلل أصابها منذ أيام.. تألمت له كثيراً وتألم لألمها الكثير .. أوجعها رحيل أحد أبناءها عن هذه الدنيا .. أحزنها الفراق .. وأتعبها البكاء ..
وجعٌ لا يوازيه سوى وجع الأم لرحيل أحد أبناءها .. وحزنٌ لا يوازيه سوى حزن الحبيبة لفراق حبيبها.. وبكاءٌ لا يوازيه سوى بكاء الألم والحزن والوجع في إناء واحد.
مهنة المراقبة الجوية بالمملكة العربية السعودية تنعى أحد أبناءها الذي غيبه الموت وسافرت روحه إلى بارئها وخالقها..
أترك المساحة التالية للمهنة لتأبين فقيدها ..
"بُنَيّ : لقد آلمني فراقك .. وأتعبني رحيلك .. قضيت ليلي أبكيك ..ونهاري أشكي حرقة اللحظة التي تلقيت فيها نبأ وفاتك..فعادت بي الذاكرة بعيداً لأتذكر اللحظات بكل ألوانها الجميلة والقبيحة.. سنين كثيرة عشتها في عالمي مخلصاً لي.. تحملني على هامتك .. ثقل المحمول على الحامل .فصبرت.. أوجعتك أمراضاً وعللاً فاحتسبت .. عملت فأحسنت وأتقنت... وكسوت جسمي العاري بجودة الأداء فحسناً ما صنعت.
بُنَيّ: كم من المرات بُحَّ صوتك بعبارات لتشكل ـ بعد الله ـ حاجزاً بين الحياة والموت .. وكم من اللحظات أشجاني وأطربني ذلك الصوت... وتلك الكلمات.
كم من الآهات ابتلعتها في جوفك من ما شاهدت.. وكم من المسافات قطعتها الطائرات وأنت تراقبها وما كللت.. وكم من الساعات التي قضيتها في محرابي .. وما تعبت.
كم هي اللحظات التي خرجت فيها تاركاً بيتك وأولادك وآلامك وأحزانك خلف ظهرك لخدمتي.. وكم من ليالي الشتاء الماطرة والقارسة البرودة .. الحالكة السواد..تلمست فيها خطوات طريقك شوقاً لي .. وكم من نهار شديد الحرارة أجهدتك زحمة الطريق يدفعك الحرص على الحضور في الوقت المحدد وما مللت.
بني: أعلم أنني أسكن في تفاصيل روحك .. وأعيش بين نسمات أنفاسك..
أشبعتني حباً .. وأضنيتك وجعاً .. أرهقتك انتماءاً .. وأسعدتني ولاءاً ..
أفنيت سنوات عمرك في فضائي تتنفسي.. وبك كانت حياتي .. فكيف لا أحزن .. وكيف لا أبكي ؟
أيها الراحل ..
نم قرير العين فقد وضعت لك في ذاكرتي تمثالاً يمر عليه خيالي كل يوم ليقدم له قرابين المحبة والتقدير والاعتزاز.. فإن رحلت عن واقعي فلن ترحل من ذاكرتي.
أيها الراحل ..
في صدري آهات وآهات .. لا تكفيها صفحات .. ولا تكفي عن مشاعري الكلمات .. ولا المقالات.. لكنها زفرات مكلوم في ذكرى رحيلك .. وحروفٌ اكتبها اليوم لفقدانك.. وسأكتبها كلما يرحل عن عالمي ابناً من أبنائي كما رحلت."

thunder