:: Flying Way ::

:: Flying Way :: (https://www.flyingway.com/vb/index.php)
-   السلامة الجوية Flight Safety (https://www.flyingway.com/vb/forumdisplay.php?f=16)
-   -   حوادث الطيران تحت المجهر (https://www.flyingway.com/vb/showthread.php?t=79159)

:::: A L I :::: 12-02-2010 04:09 PM

حوادث الطيران تحت المجهر
 
اعداد: علي محمد الهاشم -القبس
انتهى عام 2009 مخلفا وراءه عدة حوادث وكوارث جوية رهيبة، لكن مسلسلها مستمر حتى مع دخول العام الحالي، ومع آخر حادثة جوية مميتة، وهي سقوط طائرة البوينغ 737 الأثيوبية قبالة الشواطئ اللبنانية، وفي ظروف أشبه بفقدان طائرتي إير فرانس رقم 447 واليمنية، يبدو للوهلة أن الأمر مثير للغاية ويحتاج إلى تفسير وتمحيص، لكن المعدل العام للحوادث الجوية لنهاية هذا العقد تشير إلى تحسن عام. فكيف أمكن تحقيق ذلك وما هي النتائج ؟ وهل فقد الطيران مصداقيته كأفضل وسيلة سفر ؟
لم تكن سجلات سلامة الملاحة الجوية والطيران بأحسن حال في السابق من الآن، وبأخذنا لمعدل الحوادث الجوية خلال السنوات العشر الماضية من الألفية الثانية، فإننا سنكتشف أنها الأفضل مقارنة بتاريخ الطيران عامة. أما الخبر غير السار فهو أن التحسينات التي طالت سلامة الطيران والملاحة الجوية لم يطرأ عليها تغيير منذ دخول العقد الماضي، بينما كانت فيما مضى ومنذ أول طيران للأخوين رايت عام 1903، تتحسن في كل عقد، وهذا بدوره يحث قطاع الطيران على ضرورة دفع عجلة التحسن مرة أخرى مع دخول العقد القادم.

فقدان الطائرات فوق المياه
لعل أبرز الحوادث الجوية التي راح ضحيتها المئات من الركاب حصلت معظمها فوق المياه، فمع سقوط طائرة بوينغ 737 الأثيوبية الأخيرة في 25 من يناير الماضي، تزايدت التساؤلات حول أسباب تكرر مثل هذا السيناريو المخيف فوق المياه وفي ظلام الليل الحالك، وفيما تم التعرف على أسباب البعض منها، لم يتم الكشف عن الأخرى، لكن في أغلب تلك الحوادث كان الجو العاصف أبرز الدلائل المتاحة وعاملا رئيسيا في حصول مثل تلك الحوادث، لكن العنصر البشري له نصيب في ذلك، فحادثة سقوط كل من طائرات، طيران الخليج وأرمافيا الأرمينية وفلاش إير المصرية وآدم إير الاندونيسية، كان لأطقم تلك الطائرات الجوية من الطيارين من ناحية فقدان التركيز والإحساس بالوضعية الصحيحة والاتجاه مع فقدان السيطرة على الطائرة دور في تفاقم الأمر، ولا يستبعد تسلسل عدة عوامل مشابهة لحوادث كل من اليمنية والفرنسية (إير فرانس) وكذلك الأثيوبية أدت إلى تحطم الطائرات في البحر. الجدول رقم 1 يوضح تلك الحوادث.

أساطيل متقادمة من الطائرات
كثيرا ما تتكرر حالات تلف الأدوات والمعدات التي في مقاعد الطائرة وكابينتها، مثل سقوط طاولة الأكل أو تعطل أجهزة الترفيه على متن الطائرة أو حتى عدم توافر إنارة كافية في بقية الكابينة، عدا عن سماع أصوات قرقعة وأزيز غريبة وأحيانا مثيرة للريبة، الأمر الذي يجعلنا نتساءل عن عمر الطائرة التي نسافر عليها، فقد بينت الإحصائيات الأخيرة أن الولايات المتحدة الأميركية وحدها تمتلك شركات الطيران فيها أقدم الأساطيل الجوية في العالم، وغالبا ما يكون عمر الطائرة الافتراضي قد تم تجاوزه وتحديدا معظم الأساطيل الجوية في العالم تتراوح أعمارها ما بين 15 إلى 20 عاما، وهذا لا يدعو إلى الخوف بقدر ما يدعوا إلى التساؤل فيما هل يتم اتباع الصيانة الدورية في الوقت المناسب من عدمه؟ حيث قد يتجاوز عمر بدن الطائرة 20 عاما لكن محركاتها ومعداتها قد تكون حديثة الصنع أو التطوير، وعموما فإن تركيبة المواد التي صنعت منها الطائرة ومكوناتها سواء الداخلية كالمقاعد والأثاث أو الخارجية، صممت كي تكون مرنة ومطاوعة كي تتحمل أقسى أنواع البيئات العملية، وبالتالي حتى أحدث الطائرات لا بد أن تحدث أزيزا وقرقعة بين الحين والآخر. ومع الأزمة المالية الحالية فإن كثيرا من شركات الطيران لا تولي التجهيزات الداخلية كالمقاعد وأنظمة الترفيه في الطائرة أولوية بل تركز على أمور وأجزاء أخرى أكثر حيوية وتأثيرا على سلامة الطائرة.

تحسن في نمط الإحصاء
يعزى التحسن الكبير في انخفاض مستوى الحوادث منذ بداية عهد الطيران إلى التحسن في التعامل مع الحوادث والكوارث الجوية في كل فترة وعقد. فمع بداية الستينات ودخول العهد النفاث إلى السفر جوا، أمكن تحديث نظم الملاحة الجوية والبحث والإنقاذ كي تتواكب مع ازدياد سرعة الطائرات عما سبق؛ في حين تحسن في فترة الثمانينات عامل جمع المعلومات وتسجيلها وساهم ظهور وانتشار الحاسوب في تحسين جمع تلك المعلومات والرجوع إليها لتحديد أسباب الحوادث الجوية والعوامل التي أدت لحدوثها، وأمكن معها إعادة صياغة سيناريو الكارثة الجوية لفهم أبعادها وتطوير أجهزة الطائرات لتفادي الوقوع فيها مرة أخرى، لكن مع ازدياد أعداد المسافرين جوا مطلع هذا العقد من الزمن زاد من تعقيدات ذلك وبالتالي لم يطرأ أي تحسن يذكر، وبنفس الوقت لم يطرأ أي تدني في مستوى التحسن وظل الوضع ساكنا دون تغير في المعطيات، وبالتالي صار لزاما أن يتم تطوير آلية جديدة كي تساهم في فهم أكثر للحوادث الأخيرة، خصوصا تلك التي حدثت لطائرة إير فرانس التي هوت في مياه المحيط الأطلسي في العام الماضي.

الطيران بخير فلنبقه كذلك
إذا كان يساورك أدنى شك في مدى سلامة السفر جوا بالطائرة فلا بد لك أن تعلم أنه بمعدل عام هناك ما بين 1.13 حادث جوي فقط لكل مليون رحلة جوية خلال الفترة من العام 2000 إلى 2009، أي أن معدل أن يتعرض الشخص العادي للموت في حادثة جوية هو بنسبة واحد لكل 8 ملايين، تخيل ذلك؛ واعلم أن هناك ما معدله مليونا مسافر بالطائرة تقريبا في السنة وأن الذين فقدوا في الحوادث الجوية منذ بداية عام 2000 وحتى نهاية 2009 لا يتجاوز 8058 شخصا من أصل 14 مليونا سافروا جوا، وهو معدل بالكاد يذكر بالمقارنة مع عدد الذين سافروا جوا بسلام دون أي حادثة تعرضوا لها، وهو ما يبقي الثقة عالية في مدى سلامة السفر على متن الطائرة دون غيرها من المركبات الأخرى.


الساعة الآن 07:44 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions Inc.

حق العلم والمعرفة يعادل حق الحياة للأنسان - لذا نحن كمسؤلين في الشبكة متنازلون عن جميع الحقوق
All trademarks and copyrights held by respective owners. Member comments are owned by the poster.
خط الطيران 2004-2024