المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

إن التقلبات السياسية التي تحدث في العالم من حين لآخر والتوتر في العلاقات التي تطالعنا بها الأخبار السياسية صباح كل يوم يجب ألا تؤثر على عمل المراقب الجوي اليومي وتعامله مع شركات الطيران المختلفة،وهذا الأمر مطلب أساسي وحيوي وعنصر مهم في إدارة الحركة الجوية اليومية.
فالمراقب الجوي ومن خلال عمله اليومي يتعامل مع شركات مختلفة وطائرات متعددة من كل دول العالم المترامي الأطراف ، ويصادف أن يحدث توتر في العلاقات أو مشاكل بين دولتين الأمر الذي يؤدي في كثير من الأحيان إلى قطع تلك العلاقات بين الدولتين وهذا الأمر يحدث كثيراً ، لكن المهم ألا يكون سبباً لتدني خدمة المراقبة الجوية لطائرات تلك الدولة .
فمادام أن هذه الطائرات لها تصريح باستخدام مطارات الدولة وعبور أجواءها فالمفترض أن تكون خدمة المراقبة الجوية لها على السواء مع شركات الطيران المختلفة وأن لايكون التوتر في العلاقات سبباً أو عذراً للمراقب الجوي في تقليل مستوى الخدمة المقدمة أو إثارة المشاكل مع طياري هذه الشركات.
من خلال عملي كمراقب جوي وخلال السنوات التي قضيتها ولازلت في مهنة المراقبة الجوية لاحظت بعض من هذه الأمور شخصياً أو نقلاً عن زملاء في العمل، فقد لاحظت أن بعض طياري السعودية يغضبون جداً حينما نعطي الأولوية في الاقتراب أو في الإقلاع والهبوط لطائرات من دول بعينها والسبب يقولون أن المراقبين الجويين في تلك البلاد دائماً مايتأخرون في خدمتهم ويعطون الأولوية لطائرات تلك الدول على طائرات الدول الأخرى وأنهم دائماً يعانون خلال رحلاتهم لتلك الدول من التأخير وسوء الخدمة،وكنت دائماً ماأقول أننا نتعامل مع الطائرات على حد سواء باختلاف جنسياتها ولن نتعامل مع هذه الطائرات بمثل مايتعامل المراقبون الجويون في تلك الدول مع طائراتنا، فالخدمة مدفوعة ويجب أن تكون على أعلى مستوى بعيداً عن مثل هذه الأمور.
أحد الزملاء أخبرني أنه ذات يوم كان منهمكاً في عمله كمراقب جوي وكانت في الأجواء العديد من الطائرات بما فيها أحدى الطائرات الأمريكية .. وفجأة علا صوت أحدهم من خلال موجة المراقبة الجوية قائلاً "Get out Killers".. طبعاً الصوت كان لأحد الطيارين في الأجواء وكان بالتأكيد تعبيراً للغضب من السياسات الأمريكية .
في بعض الأحيان ـ ولو أنها قليلة ـ تؤثر فيني الأوضاع السياسية المختلفة في العالم ، لكنني ـ بالتأكيد ـ أعود وأزاول عملي كما هو مطلوب، فالأنظمة والقوانين والإجراءات المحلية والدولية تنص على أن خدمة المراقبة الجوية خدمة مدفوعة الثمن يجب أن تزاول بعيداً عن أي مؤثرات داخلية أو خارجية، بل على العكس تماماً فالدين الإسلامي حث وأمر على الاجتهاد في أداء العمل فقد وردت الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفه بالتأكيد على هذا الأمر، وإن الحس الوطني والمهني يجبر المراقب الجوي على مضاعفة الجهد في سبيل الوصول إلى الأداء الأمثل .. بعيداً عن السياسة .

كتبه : ThUnDeR

تم نشر هذه المقالة بتاريخ : 2/11/2006م بمنتدى المراقبة الجوية ـ الطيران العربي

رد: المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

رد: المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

أخي ابومعاذ .. ‏
أخالفك ـ واسمح لي في ذلك ـ في ما ذهبت إليه في تعليقكـ جملة وتفصيلاً لعدة ‏أسباب: ‏
أولاً: ورد في الشريعة الإسلامية الأدلة من القرآن والسنة توجب طاعة ولي الأمر وإن ‏مسألة حصول الطائرات أياً كانت على تصريح بالعبور والهبوط في المطارات هو وتصريح ‏من السلطات العليا في الدولة ويدخل في إطار طاعة ولي الأمر.‏
ثانياً: ينص نظام الخدمة المدنية على أن للموظف حقوق وعليه واجبات ومن واجبات ‏مهنة المراقبة الجوية هو تقديم خدمات المراقبة الجوية لجميع الطائرات على حد سواء وعدم ‏التقاعس عن تأدية هذه الخدمة بالشكل الذي يليق بالبلد وبالمهنة.‏
ثالثاً: أخلاقيات المهنة تمنع الشخص بأن تؤثر انتماءاته الدينية أو السياسية أو العرقية أو ‏نحوها على أداءه لمهنته بالشكل الصحيح والسليم ونحن جميعاً مسلمين ويفترض أن ينعكس ‏تمسكنا بديننا وعقيدتنا على سلوكنا، أي عندما نقوم بتقديم خدمات المراقبة الجوية يجب ‏أن نترك جميع المؤثرات جانباً ونؤدي العمل بمهنية عالية كما تتطلب ذلك المهنة طالبين ‏الأجر والمثوبة من الله سبحانه وتعالي.‏
تحياتي ‏

رد: المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

بارك الله فيك أخي الكريم thunder على المقال المهم جداً والمفيد
وتحياتي للأخ المحبب لقلبي تاورجي

رد: المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

رد: المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

اشكرك اخوي ثنتدر على هذا الموضوع الراائع

الصراحه استغربت من ذاك الطيار اللي قال

get out killer

فمثل ماتفضلت هذا واجب ويجب تأديته على اكمل وجه بغض النظر عن جنسيه الطائره

تحياتي لشخصكم الكريم

رد: المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

اولا اشكر الاخ ثندر على هذا المقال الرائع . واحي الاخ او معاذ على غيرته على اخوانه المسلمين العرب وعدم تشرفه بخدمة اطائرات العسكرية الامريكية وحاله كحال الكل ولكنه شر لابد منه . يعنى مثلا هل لو لم تخدم هذه الطائرة العسكرية الامريكية مثلا على الوجه الاكمل حالها كحال اى طائرة اخرى مدنية ماذا تتوقع من الطيار اكيد قمة الارتجال فى قراراته وبالتالى يتسبب فى خطر كبير على باقي الطائرات التى ليس لها اى ذنب وممكن يتسبب فى حادث مع طائرة من دولة اسلامية او غير اسلامية حتى وعلى متنها ابرياء . وللاسف سيكون المسؤول عن ارواحهم انت وحدك . بسبب كرهك لدولة ما لها طائرة عسكرية كل افراد طاقمها لايتعدى ال 20 تسببت فى ضحايا ابرياء ممكن يتعدون ال 200 شخص .

تحياتي

رد: المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

اشكر الجميع على تعليقاتكم .. ويبقى كل شخص ورأيه الذي أحترمه وأقدره .. واختلاف الرأي لايفسد للود قضية .. ويبقى دائماً الهدف المنشود لخدمة المراقبة الجوية هي تأمين سلامة الحركة الجوية في الأرض وفي السماء ..
تحياتي

رد: المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

رد: المراقب الجوي .. بعيداً عن السياسة
 

لي عودة بتفاصيل أوسع ..
تحياتي