:: Flying Way :: - ثلج أميركا..إغلاق المدارس ولهو في الشوارع

برد سويسرا يهجرها.. ويزين أيام الأميركيين

https://www.asharqalawsat.com/2007/02...vel.408349.jpg

هؤلاء الباحثون عن «متعة طبيعية».. جاء بعضهم من خارج ولاية فرجينيا. استبقوا الأحوال الجوية ووصلوا الى هنا قبل ان تهب العواصف الثلجية. الناس عادة لا يخرجون من منازلهم حين تتهاطل الثلوج وتتكوم في الطرقات، لكن لكل قاعدة استثناء. الاستثناء يتمثل في سياح الثلوج المتزلجين والفرحين بها.
عندما تأتي «ايام الثلج» تغلق المدارس ابوابها. ذلك الصباح اصطحبت مليسيا كابروني المدرسة في إحدى مدارس مقاطعة فيرفاكس (فرجينيا) تلاميذها وجاءت بهم الى الساحة الرئيسية في منطقة روستن. هناك تراكمت الثلوج في ساحة خاصة بالتزلج. كانت ميلسيا تعلم الصغار كيف يتحكمون في أحذية التزلج. يتبع الاطفال مدرستهم كما يتبع صغار الأوز أمهم. يصطفون حولها ويراقبون حركاتها فوق الثلوج وهي تتحرك برشاقة مثل فراشة.

كان هناك ايضاً رجل في عقده الخامس، ارتدى سروالاً من الجينز وحذاء للتزلج مشابها للون السروال. قال إن اسمه كيث، وجاء من مدينة بالتيمور على ساحل البحر قبالة العاصمة واشنطن. يقول «عادة ما ازور هذه المنطقة عندما تسقط الثلوج.. أقود سيارتي من بالتيمور الى هنا في حدود ساعتين وأقيم في فندق ماريوت المجاورة للساحة، هذه الرياضة تنعش روحي ، في العادة امضي هنا من ثلاثة الى اربعة ايام اعتبرها هي عطلة الشتاء».

الامر ليس وقفاً على مليسيا وتلاميذها او كيث، هناك ايضاً صبايا في عمر «الحب والزهور». حركتهن اكثر سرعة. يتقافزن احياناً. يتبادلن النكات. يضحكن. من الواضح انهن يقبلن على الحياة بحب جارف. يرتدين الواناً يغلب عليها الازرق. مع بياض الثلج يدخل البهجة في النفوس.

في ساحة لا تبعد عن ساحة التزلج، كانت مجموعة من الاطفال تلعب قرب تلال الثلج. يركضون فوق تلك التلال ويقذفون بعضهم بعضاً بكرات من الثلج يصنعونها بأيديهم. طلاب المدارس هم عادة الاكثر حباً لموسم الثلوج. تهاطل الثلوج يعني بالنسبة لهم إغلاق المدارس واللهو في الشوارع. هم لا يكترثون للجوانب السلبية من العواصف الثلجية مثل انقطاع الطرق والتيار الكهربائي والتشويش الذي يعرفه البث التلفزيوني، وحتى الكوارث التي تتسبب فيها هذه العواصف، الامر كما لخصه مارك الصغير«الثلوج تعني المرح».

على الرغم من صعوبة التنقل في الطرقات، فإن مارك ألزم والده بنقله من مدينة ريشموند (عاصمة فريجينيا) ليقود سيارته قرابة ثلاث ساعات حتى يأتي الى هذه الساحة. ساحة الثلج واللعب والبهجة.

كان الصغار يلهون، في حين حرص الكبار على التقاط الصور التذكارية. كنت التقط صوراً بدوري لكنها قطعاً لم تكن «تذكارية».

يقول مسؤولون في مقاطعة فيرفاكس التي تتبع لها روستن إنهم حريصون على تنمية السياحة الثلجية في المقاطعة، وهي تعد واحدة من أغنى المقاطعات الاميركية على الاطلاق.

المؤكد ان المسؤولين في هذه المقاطعة سيفركون ايديهم ليس برداً بل فرحاً من الدراسة التي كانت نشرتها منظمة التتنمية والتعاون الاقتصادي. وحذرت تلك الدراسة من ان التغير المناخي ربما يؤثر سلبا على بعض المنتجعات الجبلية خاصة في اوروبا والتي تعتمد على مداخيل السياحة الشتوية. وقالت الدراسة إن الثلوج التي عادة تكسو جبال تلك المنتجعات قد يطويها النسيان، خاصة في المناطق الأقل ارتفاعا. وجاء في الدراسة ان الاعوام الماضية شهدت اكثر فصول الشتاء دفئا في جبال الالب (سويسرا) وأن الامور ربما تزداد سوءاً في المستقبل. يُذكر ان بعض المنتجعات الجبلية سبق أن اشتكت السنة الماضية من عدم تساقط ما يكفي من الثلوج لممارسة الرياضات الشتوية. وهو امر لم تعانه السواحل الشرقية من الولايات المتحدة التي لا توجد بها جبال. وحتى الآن، اقتصر ذلك التقرير على السياحة الثلجية في اوروبا حيث يقول مسؤول المنظمة إن بعض المنتجعات القليلة الارتفاع اغلقت ابوابها. واضاف ان بعض البنوك السويسرية ترفض إقراض المال للمنتجعات التي يقل ارتفاعها عن 1500 متر. وشملت دراسة منظمة التنمية والتعاون الاقتصادي 666 منتجعا شتويا، واكتشفت ان 90 في المائة منها لديها ما يكفيها من الثلوج لمائة يوم سنويا فقط. وعلى عكس ما هي هذه الصورة القاتمة التي ترسمها دراسة المنظمة، فإن مصالح الأرصاد الجوية الاميركية تتوقع ثلوجاً خلال الأسابيع المقبلة وحتى بداية الربيع أواخر مارس (آذار) المقبل، وهو ما يعني رواجاً مهماً للمنتجعات الشتوية الاميركية.

والخلاصة ان الاميركيين سيتزلجون.. ويتزلجون.